المسيحيون إلى خط النهاية | أخبار اليوم

المسيحيون إلى خط النهاية

بسام ابو زيد | الأربعاء 16 يونيو 2021

بسام ابو زيد - وكالة اخبار اليوم 

لماذا يخشى المسيحيون من المؤتمر التأسيسي؟

تظهر كل المستجدات والتطورات السياسية أن نظام الحكم الذي نحن فيه إنهار ولم تعد تنفع معه عمليات الترقيع من أجل إحيائه مجددا، فهو ولو بُثت الروح فيه مرات عدة سيعود إلى غيبوبة الموت، لأن لا أسس فيه لقيام دولة قوية ودولة قانون ودولة تملك قرارها بنفسها، فهذا النظام وما سبقه لم يكن سوى وسيلة للصراع بين الطوائف من أجل أن تتقدم طائفة بين الجميع بقوة السلاح أو المال أو العدد أو الدعم الخارجي وتسيطر على البلد ومراكز القوة والتأثير فيه من خلال إرهابها أو إغرائها.

الحل إذًا هو بالتفتيش عن نظام سياسي بديل وهذا ما يفترض أن يطرح في المؤتمر التأسيسي، وعليه يجب على المسيحيين أن يأتوا بمشروع ونظام سياسي للبنان يحفظ خصوصيتهم ووجودهم، وعليهم أن يطرحوه بكل صراحة ووضوح وثقة ومن دون أي خوف أو تردد.

قد يطرح حزب الله أو غيره من القوى الإسلامية في لبنان نظام المثالثة مع ما يعني ذلك من محاولة لانتزاع مناصب ما زال المسيحيون يشغلونها كحاكمية مصرف لبنان أو قيادة الجيش أو رئاسة مجلس القضاء الأعلى وغيرها من المناصب بحجة أن المسيحيين المقيمين في لبنان لا يشكلون ثلث الشعب اللبناني وبالتالي هم من يفترض بهم التنازل لصالح المسلمين سُنة وشيعة.

هذا الطرح إذا حصل ليس منزلا ولا أحد يستطيع فرضه على المسيحيين بالقوة، ولذلك يفترض بهؤلاء أن يردوا بطروحات أخرى كالتقسيم أو الفدرالية أو غيرها من الصيغ التي تؤمن لهم ولغيرهم استقلالية وخصوصية تامة فلا يبقون تحت رحمة من يقول لهم بأننا أوقفنا العد، ولا تحت رحمة من يقول لهم إننا حميناكم من داعش وإلا كانوا سبوا نساءكم.

يعرف المسيحيون كيف يحمون أنفسهم أفضل من غيرهم بكثير متى توفرت الإرادة لهم، ويعرف المسيحيون كيف يبنون كيانا لهم متى تأكدوا أنهم في خطر وجودي وهذا هو الواقع حاليا، ويعرف المسيحيون أن هوية لبنان التعددية مرتبطة بهم، ولكن على المسيحيين أن يعلموا أن تشرذمهم واستخدامهم مطية وغطاء من هنا ومن هناك والسماح للمغرضين ببث الفرقة بينهم، لن يجعل منهم سوى وقودا لمشاريع لا تشبه لبنان ودوره.

المسيحيون في سباق مع الوقت ولا بد من الفوز للوصول إلى خط النهاية لا إلى النهاية.

للاطلاع على تحقيق تحت عنوان "من الدجاج المجلَّد إلى الحليب المجفف ... حيلة تجار"، اضغط هنا

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة