لبنان هو الولاية السابعة و95 في المئة من السكان في عداد الموتى؟! | أخبار اليوم

لبنان هو الولاية السابعة و95 في المئة من السكان في عداد الموتى؟!

انطون الفتى | الجمعة 18 يونيو 2021

لماذا تنظيف المنزل بالوَسَخ نفسه؟

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

أرض "ملعونة"، مضروبة بكلّ أنواع الشياطين، حيث نقترب من واقع يُصبح فيه كلّ روح نجس مُطلَق الحريّة في العمل.

هذه باختصار، هي حالة لبنان. والذّنب في ذلك لا يقع على عاتق المسؤولين فقط، بل هو مرتبط بالأكثر بشعب مغضوب عليه، باع نفسه الى كلّ أنواع الجهنميّين.

أوقف "الدعيوي"، يا أيها الشعب الذي يزيد البؤس بؤساً، والألم آلاماً. وتوقّف عن الممارسات "الملعونة"، التي لا فائدة منها، يا شعب الأرض التي باتت تُشابه الجحيم في أكثرية الأمور تقريباً، ما عدا واحدة، وهي أن "اللَّعَن" الموجود في الميدان، لا يزال ضمن الزّمن.

 

أوقفوها

أوقفوا "الدعيوي"، نقولها، ونشدّد عليها. فبعض الذين نصادفهم على محطات البنزين، وفي الصيدليات، وفي مختلف أنواع المحال، فقدوا القدرة على التّعبير عن أفكارهم، إلا إذا كانت مُقترنة بـ "دعيوي"، ولعنات.

فحتى ولو كانوا موجوعين، ومهما ارتفع منسوب اليأس، إلا أنه لا بدّ من الإشارة الى أن اللّعنات، تستجلب الشياطين. وبتعبير أوضح، هي مثل من يوجّه دعوة الى الشياطين، ويستضيفها، ويولم لها.

يكفينا ما فينا، وما لدينا. فنحن نحتاج الى من ينظّف البيت اللبناني من النّجاسات، والأرجاس. فلمَ زيادة الأوساخ؟ ولمَ السّعي الى تنظيف المنزل بالوَسَخ نفسه؟

 

ولاية

قد يكون هذا الواقع مألوفاً في أرض جهنّم، في أرض الجهنميّين التي تحوّل لبنان الى الولاية السابعة (نستعمل الرقم 7 هنا كرمز للكمال) من ولاياتها، أو الى المحافظة السابعة من محافظاتها. فنحن في مملكة، أو سلطنة، أو أمبراطورية الجحيم، وليس في بلد جهنّم فقط.

مؤسف فعلاً، أن البلد الذي شكّل قبل سنوات الملجأ الأمين لأعداد هائلة من الهاربين من الذّبح والنّحر، ومن كل الممارسات الإرهابيّة في الدول المجاورة، حيث نشطت جماعات إرهابيّة كثيرة، من كلّ قبيلة ولسان... وحتى من البلدان والأطراف التي لبست ثوب الوداعة النّفاقيّة، وحملت لواء الحرب على الإرهابيّين، في شكل جعل الحروب آنذاك "معارك شياطين عا شياطين"، (مؤسف) أن يتحوّل الى أرض كلّ روح نجس.

 

95 في المئة

أوقف "الدعيوي"، نقولها للشّعب اللبناني، واتّعظ من أمر أساسي، يؤكّد أنها غير مفيدة. فلو كانت مُجدِيَة، لكان أكثر من 95 في المئة من سكان الكرة الأرضيّة (حتى لا نقول أكثر)، في عداد الموتى، إذ إن كل إنسان على الأرض له من يتمنّى له السّوء، والموت، والدّمار.

أوقف "الدّعيوي"، نقولها للشّعب اللبناني، واعلم أن مفاعيلها سلبيّة، وغير منظورة، وهي ترتدّ عليك لا على المسؤولين.

 

السماء

صحيح أننا في أرض جهنّم المال والإقتصاد والمعيشة والدواء والطعام والمحروقات، إلا أن الحلّ ليس بالتوغُّل في عوالم الجحيم. جهنّم لا تُزال بجهنّم، بل بما يُعاكسها، أي بكلّ ما يأتي بالسماء.

ربما نحن نطلب المستحيل، لأن استجلاب السماء، يتطلّب توفُّر سماويّين هم غير موجودين عملياً في لبنان، لا في السلطة، ولا بين الشّعب، إلا بما قد لا يتجاوز العدد القليل، القليل، القليل.

 

المطلوب

أوقفوا "الدعيوي". فكلّما زدتم في اللّعنات والشتائم، تستعر نيران الجحيم في لبنان أكثر. واتّعظوا من أمر أساسي، يقوّيكم في التوقّف عن التفوّه بها، وهو أنه كلّما زدتُم منها، يرتفع الزّعماء "بالطالع" أكثر، فيما أنتُم تنحدرون فقراً ومرضاً وجوعاً، أكثر فأكثر.

فبمعزل عن أن ارتفاع كبار القوم على مآسي النّاس، يبقى أثيماً، وهو يتّجه الى هلاك حتمي في النّهاية، مهما طال الزّمن، إلا أن الفقر والجوع والمرض، هي من نتائج حمل جنسيّة جمهورية الجحيم، في العقل والقلب واللّسان.

وتعلّموا من الآباء القديسين، وممّن هُم في حال النّعمة على أرضنا، إماتة الغيظ والغضب من خلال التدرُّب على مباركة الرب، في كل مرّة تشعرون فيها برغبة التفوُّه بلعنة أو شتيمة. ففي تلك الحالة، ستُستبدَل كثرة الشتائم واللّعنات، بالبركات، وقد ينتهي اليوم بالتواصُل مع السماء وأهلها، أكثر من مليار مرّة. وهذا هو المطلوب.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار