ماذا وراء إحياء نقولا؟ | أخبار اليوم

ماذا وراء إحياء نقولا؟

| السبت 19 يونيو 2021

معروف الداعوق- "اللواء"

استنهض التيار الوطني الحر النائب السابق نبيل نقولا هذه المرة من سباته السياسي القسري ليدافع عن الفشل الذريع الذي مني به عهد رئيس الجمهورية ميشال عون ويحمّل الحلفاء والخصوم مسؤولية الانهيار الحاصل،من خلال حماية الفاسدين، كما وصف حال حزب الله، الحليف التقليدي للتيار،او توجيه تهم الفساد المباشرة لحكومات الرئيس سعد الحريري. 


أراد التيار الوطني الحر من وراء اتهام الحزب بحماية الفاسدين، استفزاز الحليف وحضّه على الوقوف الى جانبه وعدم الاصطفاف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف سعدالحريري في معركة تشكيل الحكومة الجديدة،بعدما صدر اكثر من موقف عن الحزب يؤيد مبادرة بري لحل ازمة تشكيل الحكومة. 


لم يعد يجدِاسلوب التيار بتوجيه انتقادات لحزب الله على هذا النحو،لانه ارتضى منذ البداية التحالف معه على أساس غضّ النظر عن كل تجاوزات الحزب بانتهاك الدستور والقوانين واستباحة التهريب على انواعه وتبييض الاموال والهيمنة على مؤسسات الدولة والسماح له باستعمال لبنان منصة لاستعداء الدول العربية الشقيقة والصديقة. وبالمقابل ساعد الحزب التيار الوطني الحر ودعم بقوة سلاحه غير الشرعي تعطيل الانتخابات الرئاسية لأكثر من عامين لافساح المجال امام انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية وإطلاق يد وريثه السياسي للهيمنة على قطاع الكهرباء والطاقة منذ اكثر من عشر سنوات وهدر مليارات الدولارات من خزينة الدولة من دون طائل. 


اطلالة نقولا بعد نفض الغبار عنه، للتعبير عن استياء التيار من دعم الحزب لمبادرة بري محدودة التأثير ولا تتعدى العتب ،لان حاجة العهد لبقاء الحزب إلى جانبه في هذا الظرف لمواجهة عزلته السياسية عن باقي القوى،تتجاوز الدخول في خلافات اساسية ومستحكمة بينهما،ولأن تلاقي مصالح الطرفين من رغبتهما بعدم تشكيل الحكومة الجديدة اقوى من اي خلاف ثانوي.


اما لناحية استسهال هروب التيار الوطني الحر إلقاء مسؤولية فشل العهد والانهيار المدمر بالبلد على فساد حكومات الحريري، انما باتت تعبر عن سخافة الحجة وهزالة الاداء السياسي،لاسيما بوجود العماد عون بسدة الرئاسة منذ اكثر من أربع سنوات وتوصيفه بالرئيس القوي وما شابه، وبعد مشاركة التيار الفاعلة بهذه الحكومات وغيرها وعجزهماالمشترك عن تحقيق اي انجاز مهما كان متواضعا ،في حين تتكشف يوما بعد يوم فضائح متواصلة عن انغماس رئيس التيار فيها حتى العظم، بينما لم يجرؤ احد بعد على إعطاء اللبنانيين اجوبة مقنعة عن مصير عشرات الملايين من الدولارات التي حولت الى خارج لبنان ابان وجود عون بسدة رئاسة الحكومة العسكرية بنهاية ثمانينات القرن الماضي ، ولمن ذهبت،وهل يشملها ملف مكافحة الفساد الوهمي ام انها معفاة؟


في خلاصة الاتهامات الممجوجة لنبيل نقولا ،تهرب من المسؤولية ونعي لعهد ميشال عون قبل انتهائه واعلان فشل وكارثية تجربة التيار العوني بالسلطة. 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار