سلام الزعتري في "مأخّر بالليل": هل أنقذ نفسه متأخراً؟ | أخبار اليوم

سلام الزعتري في "مأخّر بالليل": هل أنقذ نفسه متأخراً؟

| السبت 19 يونيو 2021

يعرض البرنامج في سهرات الأربعاء على MTV

خاص - "أخبار اليوم" 

لم تكن السنوات الخمس الأخيرة في مسيرة سلام الزعتري التلفزيونية مستقرة قط. فبعد تركه محطة الجديد حيث أعد وقدّم لسنوات -وبنجاح- برنامج "شي ان ان" وأطلق من خلاله الى النجومية أكثر من موهبة كوميدية (فؤاد يمين، عباس جعفر، جنيد زين الدين وسواهم...)، انتقل الزعتري عام ٢٠١٦ الى المؤسسة اللبنانية للارسال انترناشيونال مصطحباً معه معظم افراد فريقه ليقدم برنامج "بي بي شي" الذي اعتبره البعض اقل ابتكاراً وابداعاً من سلفه ولم يكتب له العيش الا لموسم واحد (لظروف لم تتضح تماماً). بعدها، تفرّق فريق الزعتري فالتحق عباس جعفر بعادل كرم في بيت الكل فيما تفرغ فؤاد يمين لتقديم برنامج المواعدة "نقشت" او Take me out وانتج الزعتري على شاشة LBCI برنامج "لوين رايحين" الذي قدمته ديما صادق عام ٢٠١٨ واصطحبت فيه ابرز المرشحين للانتخابات النيابية في جولات بالسيارة مخرجة إياهم من "ملل" الكادر الذي اعتاد المشاهدون متابعتهم فيه في البرامج السياسية على سائر الشاشات المحلية. بعد ذلك، اطل الزعتري في برنامج "منّا وجر" على شاشة MTV الى جانب بيار ربّاط والchroniqueurs ولم يقتصر حضور سلام في البرنامج على المشاركة في التقديم ومحاورة الضيوف، اذ كانت له بصماته في الإعداد كذلك. ولعل اللحظة التلفزيونية الأبرز للزعتري كانت في احدى حلقات "منّا وجر" عام ٢٠١٩ عندما حصلت مشادة بينه وبين الفنان السوري علي الديك على خلفية حديث سلام عن بيع النظام السوري للجولان فانفعل الضيف كثيراً وانتهى الامر بمغادرة الزعتري الحلقة.

من "منّا وجر" انتقل سلام الزعتري مع ربّاط الى برنامج "ع غير كوكب" وهنا خُصصت له مساحة أكبر اذ باتت حلقات البرنامج المنوع تُستهل بفقرة تمتد لنحو عشر دقائق وتحمل عنوان "السلام عليكم" يتناول فيها الزعتري شؤون الأسبوع وشجونه في لبنان والدول العربية والعالم بأسلوبه الساخر وانتقاداته اللاذعة، متسلحاً بثقافته الواسعة واطلاعه المستمر. ومع انضمام ديما صادق الى شاشة المرّ، تولى الزعتري مهام انتاج برنامجها الجديد "حكي صادق" (يعرض مساء الاثنين) لأسابيع معدودة قبل أن يقع "الطلاق" بينهما ويعلن الزعتري تركه البرنامج تزامناً مع الزوبعة التي اثارتها احدى حلقاته الاولى على خلفية اتهامات وجّهتها صادق لحزب الله وتبرأت منها المحطة بطريقة او بأخرى. ومع انتهاء موسم "ع غير كوكب" قبيل حلول شهر رمضان، غاب الزعتري عن الشاشة الى ان عاد فجأة للظهور على ام تي في قبل نحو شهر من خلال برنامج "مأخر بالليل" في سهرات الأربعاء عند العاشرة والنصف تقريباً.

الحلقة الاولى من البرنامج الجديد كانت باعتراف الزعتري "حلقة تجريبية" لم يكن مؤكداً انها ستعرض على الهواء ولم يعرف بين المشاهدين بها الا من يتابع صفحة سلام على انستغرام حيث نشر سلسلة Stories من كواليس تصوير البرنامج (ظهر فيها كل من عباس جعفر وندي أبو شبكة فظن كثيرون انهما سيشاركانه التقديم لكن ذلك لم يحصل) ثم كشف ان الحلقة ستعرض مساء الأربعاء من دون أي اعلان ترويجي لها. أتت الحلقة الاولى دسمة من حيث المضمون، لكن فقيرة من حيث الشكل وتبعتها حلقة ثانية في الأسبوع التالي لم تختلف عنها كثيراً. الحلقة الثالثة كانت الأقل جودة وظننا عند مشاهدتها انها قد تكون الأخيرة، لأننا لم نفهم صراحة ما الغاية من تقديم سلام برنامجاً مشابهاً من حيث الشكل لبرنامج "حكي صادق" الذي سبق ان هجره كما اشرنا آنفاً، ووجدنا ان المضمون لم يكن مضحكاً بالقدر الكافي ولا جدياً بالقدر الكافي فبدا المزيج هجيناً الى حد ما، واحسسنا بأن الزعتري فشل في تقديم نسخة لبنانية من برنامج  Last week tonightالذي يقدمه جون اوليفر عبر HBO.

لكن الحلقة الرابعة التي عُرضت الأربعاء الماضي حملت تغييراً اذ بدا مضمونها اكثر جودةً كما انها تضمنت مقابلتين كسرتا الروتين: الاولى في الستوديو مع الشابة التي اهانت النائب جبران باسيل في البترون والثانية عبر تطبيق زوم مع خبير فلكي "أغدق" علينا توقعاته التي بدت مضحكة أكثر من توقعات ليلى عبد اللطيف الشهيرة حتى! كما ان الفقرة التي قدمها الزعتري حول الفيدرالية لم يتسلل الملل اليها ولم يغلب عليها الطابع الأكاديمي كما حصل في الأسابيع السابقة عند تقديم المواضيع "الجادة جداً" في الحلقات الثلاث الاولى (زوال إسرائيل، جزيئات الماء، قروض البنك الدولي).

وهكذا بدا ان الزعتري أنقذ نفسه من الغرق في وحول برنامج غير ناضج وتمكن من "نفض" مولوده الجديد وتحسينه، على امل الا تكون "النفضة" أتت متأخرة، مع الاعتراف طبعاً بمدى صعوبة اعداد برنامج اسبوعي وتقديمه عندما يكون مخصصاً في شكل شبه كامل لعرض احداث الايام الأخيرة فحسب. فهل سيكتب الاستمرار ل"مأخّر بالليل" ام انه سيكون مجرد برنامج صيفي (في ظل وقف معظم البرامج في هذا الفصل) ينتهي مع اطلالة الخريف المقبل وتنتهي معه تجارب سلام الزعتري في التقديم المنفرد؟ وحده الوقت سيحمل لنا الجواب...

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار