الرئيس اللبناني أمين الجميل يكشف بنود الاتفاق مع الكيان الصهيوني | أخبار اليوم

الرئيس اللبناني أمين الجميل يكشف بنود الاتفاق مع الكيان الصهيوني

| السبت 19 يونيو 2021

من مذكرات جريدة "القبس" الكويتية


في عددها الصادر بتاريخ 8 مايو 1983، شارك رئيس تحرير القبس محمد جاسم الصقر ، ضمن الوفد الإعلامي الكويتي، في إجراء حوار شامل مع الرئيس اللبناني أمين الجميل، خلال استقباله لهم بالقصر الرئاسي، ولأهمية الحوار وشموليته، جعلته القبس الموضوع الرئيسي لصفحتها الأولى، كما أفردت له صفحتها التاسعة كاملة .
دار الحوار حول مختلف القضايا العربية، التي شغلت الرأي العام وقتها، وأهمها الاتفاق اللبناني - الإسرائيلي، الذي خص الرئيس اللبناني الوفد الكويتي بالكشف عن بعض بنوده، ومنها إقامة لجان تحقق في الوضع القائم في الجنوب اللبناني، وستضم هذه اللجان 40 - 50 جندياً إسرائيلياً تحت غطاء مظلة دولية تمثلها الولايات المتحدة الأميركية، ولن يحق لهذه اللجان المبيت في الأراضي اللبنانية، بل تحقق ثم تغادر، واصفًا المفاوضات للوصول لهذا الاتفاق بأنها كانت «مُرة»، لأنها معركة مع أشرس مفاوض في التاريخ .

وعن العلاقات بين البلدين، شدد الرئيس الجميل على قوتها ومتانتها، ثم تطرق للموقف اللبناني نحو فلسطينيي 48، مؤكدًا أن لبنان مستعدة لمساعدتهم إلى أقصى حد أما الذين أتوا خلسة فإن لبنان غير ملزم بهم.

أما عن رؤيته العالم العربي، فصوَّره الجميل بأنه كالرجل المريض الذي لم يجرؤ على اتخاذ المواقف الشجاعة التي تمكنه من الخروج من وضعه المتردي.

وفيما يلي نص الحوار:

لأول مرة وبصورة رسمية.. الرئيس اللبناني يكشف لوفد الصحافة الكويتية بنود الاتفاق مع إسرائيل

الجميل: نخوض معركة مع أشرس مفاوض في التاريخ

* من السخف إبقاء 50 ألف جندي إسرائيلي كي لا تقبل 50 مراقبًا إسرائيليًّا تحت مظلة دولية

* الفلسطينيون مستعدون لمساعدة فلسطينيي الــ48 إلى أقصى حد أما الذين أتوا خلسة فلبنان غير ملزم بهم

* لا بنود سرية في الاتفاق

كتب - محمد جاسم الصقر

خص الرئيس اللبناني الشيخ أمين الجميل الوفد الإعلامي الكويتي بتكريم مميز عندما كشف، لأول مرة وبصورة رسمية على أعلى مستوى، بعض بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين لبنان وإسرائيل.

أبلغ الرئيس الجميل وفد رؤساء تحرير الصحف الكويتية خلال استقباله لهم يوم 4 مايو (أيار) الجاري، بأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات وصفها بأنها «مرة» هو نموذج مطور لاتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان وإسرائيل سنة 1948. وقال الرئيس الجميل في هذا السياق: «إننا نخوض معركة مع أشرس مفاوض في التاريخ...».

وقال إنه تم تعويم بند في اتفاقية الهدنة يجيز إقامة لجان تحقق في الوضع القائم في الجنوب اللبناني، وستضم هذه اللجان 40 - 50 جندياً إسرائيلياً تحت غطاء مظلة دولية تمثلها الولايات المتحدة الأميركية، ولن يحق لهذه اللجان المبيت في الأراضي اللبنانية، بل تحقق ثم تغادر.

وأكد الجميل أن الاتفاق لن يتضمن أي بنود سرية، وسيعلن بكامله مع كل ملاحقه والمستندات المرفقة به.

وأوضح الجميل بنبرة حاسمة أنه «من السخافة أن نبقي 50 ألف جندي إسرائيلي على أرضنا كي لا نقبل بــ50 مراقباً إسرائيلياً تحت مظلة دولية..».

* عن الفلسطينيين، قال إن لبنان مستعدة لمساعدة فلسطينيي 1948 إلى أقصى حد أما الذين أتوا خلسة فإن لبنان غير ملزم بهم.

* عن الكويت، أشاد الرئيس اللبناني بالعلاقات والروابط المتينة بين البلدين بتوجيهات سمو الأمير.

* عن العالم العربي، قال إنه بمنزلة الرجل المريض الذي لم يجرؤ على اتخاذ المواقف الشجاعة التي تمكنه الخروج من وضعه المتردي. وقال إننا لن نفرط بانتمائنا العربي «الذي أعطيناه الكثير ولسوء الحظ لم يعطنا إلا الويلات...».

* عن لبنان، قال إنه يعاني من 5 - 6 احتلالات بينها 40 ألف جندي إسرائيلي و30 ألف جندي سوري و10 آلاف مسلح فلسطيني إضافة إلى الحرس الثوري الإيراني. وقال إن الأفضلية لتحرير الأرض ثم تأتي أولويات لإصلاح الإدارة المهترئة وإعادة بناء الجيش والاقتصاد والإعمار.

وقال إن الميثاق الوطني لا يزال صالحاً وإنه سيعاد النظر بقانون الأحزاب.

* عن الجانب الاستثماري قال إن الوسيط التجاري بين العرب كان قبل الحرب لبنانياً، أما الآن فإن الوسيط اليهودي، والإسرائيلي بالذات هو الذي قطف ثمار الازدهار الاقتصادي في الخليج عن طريق شركة أوروبية وأجنبية أصحابها من اليهود.

حديث الرئيس اللبناني أمين الجميل إلى الوفد الإعلامي الكويتي:

نريد المحافظة على الجنوب حتى لا تُفرض علينا الهوية الإسرائيلية كما في الجولان

* الوسيط كان لبنانياً... والآن الوسيط اليهودي قطف ثمار الازدهار في الخليج

* بسبب الخلافات السورية في العراق قطعوا عنا النفط

* الأطراف العربية كانت تشجع التطرف والفرقة في لبنان

* في لجنة المتابعة تحول كل شيء إلى معركة أنظمة وتسلط

* الوفاق الذي نريده.. حكم قوي وليس وفاقاً تلفزيونياً

* هناك نظام عربي على اتصال وثيق مع إسرائيل.. ولن أسمي!

* علاقاتنا مع الرئيس الأسد علاقات ود وتعاون مخلص

بدأ الرئيس اللبناني الشيخ أمين الجميل لقاءه مع الوفد الإعلامي الكويتي مرحباً «بهذه المبادرة الكريمة» ومؤكداً عمق العلاقات الخاصة التي تربط الكويت ولبنان. وأشاد بدور سعادة السفير عبدالحميد البعيجان مذكراً أنه كان من السفراء القلائل الذين بقوا إلى جانبنا طوال فترة المحنة ومشيداً بدور صاحب السمو أمير دولة الكويت وسمو ولي العهد وجميع الإخوان في الكويت من الأصدقاء القدامى. وأشار إلى أن المرة الوحيدة التي ترك فيها والده لبنان للمشاركة في احتفال تسلم أحد الحكام العرب سدة المسؤولية كانت مناسبة تولي سمو الأمير الراحل صباح السالم مسؤولياته في الكويت واعتبرها دليلاً آخر على متانة الروابط التي تربطنا بدولة الكويت الشقيقة والعزيزة على لبنان.

ثم انتقل فخامته إلى الحديث عن المرحلة التي يمر بها لبنان فاعتبرها من أصعب المراحل التي يعيشها لبنان والعالم العربي، مؤكداً أن مفتاح السلام في العالم العربي هو في يد الحق اللبناني أو في يد الأزمة اللبنانية خاصة أن منطقة الشرق الأوسط تعيش مرحلة متغيرات أساسية وحرجة، لعل معاهدة كمب دايفيد كانت بمنزلة التحضير لها. وإذا لم يتنبه العرب اليوم لهذه المتغيرات ولم يوحدوا جهودهم لتطويقها، فربما تكون نهاية حلم كل الدول العربية بالأماني وبالرخاء. فنحن نعرف جميعاً أن المعطيات المتوافرة على الأرض في الوقت الحاضر ليست جميعها لمصلحة العرب وهي القضية الفلسطينية. وذلك واضح من خلال جملة عوامل ومعطيات داخلية عربية وخارجية دولية. فعلى الصعيد الاقتصادي، الوضع البترولي وعدم الاستقرار على صعيد الإنتاج والأسعار.. وعلى الصعيد الدولي تشبُّث الإسرائيليين أكثر فأكثر بأهدافهم وبتطلعاتهم من خلال تمركزهم المتضاعف في الضفة الغربية المحتلة. وعلى الصعيد الدولي من جهة أخرى التناحر بين الجبارين في مصالحهما الاستراتيجية والتي قد لا تكون بالتحديد لمصلحة العالم العربي، فلا ننسَ أن الاتحاد السوفيتي لا يقل تحمساً لوجود الدولة الإسرائيلية وضمان أمنها وحق شعبها في الوجود عن سائر الدول الكبرى.

نقاط ضعف عربية

أما على الصعيد الداخلي العربي فإن ثمة نقاط ضعف تجعل العرب يعيدون حساباتهم، ومن هذه النقاط:

1 - ظواهر التشرذم: منذ ان حصل الانقطاع بين مصر وجامعة الدول العربية حصل فراغ مهم على صعيد الجامعة العربية.. فمصر تشكل ثقلاً أساسياً على الصعيد العددي والاقتصادي والقومي، بل أكثر من ذلك.

هناك ظواهر التناحر الداخلي بين أعضاء الجامعة العربية بالذات كمثل الصراعات الدائرة بين سوريا والعراق والتي دفع لبنان ثمنها على الصعيدين الاقتصادي والاستراتيجية نتيجة التدابير الاقتصادية والاستراتيجية التي اتخذت للتضييق على العراق، وأقله قطع البترول عن لبنان الذي يمر بالأنابيب من العراق عبر سوريا مما اضطرنا إلى استيراد البترول بطرق أكثر كلفة.

هناك أيضاً الخلافات بين المقاومة وسوريا. مبروك المصالحة أمس بين ياسر عرفات وحافظ الأسد، وهناك الخلافات بين ياسر عرفات والملك حسين الخ...

كل هذه المعطيات تجعلنا نتوقف عند دقة الموقف وعند خطورة الوضع على الصعيد اللبناني، وعلى الصعيد العربي وعلى صعيد الشرق الأوسط.

العالم العربي.. المريض

إن العالم العربي اليوم بمنزلة الرجل المريض الذي يسعى للخروج من حالته لكنه لم يجرؤ على اتخاذ المواقف الشجاعة التي تمكنه من الخروج من هذا الوضع المتردي. ضمن هذا الإطار يصر لبنان وعلى الرغم من كل هذه الظروف الصعبة على أن يستعيد كرامته وسيادته الوطنية واستقلاله.

أنتم تعلمون أن على الأرض اللبنانية اليوم بحدود أربعين ألف جندي إسرائيلي وثلاثين ألف جندي سوري وحوالي عشرة الاف مسلح فلسطيني، لنقل إنهم منضوون تحت لواء منظمة التحرير دون أن نذكر الخلافات المعروفة، وأنتم تعلمون أيضاً أن هناك الحرس الثوري الإيراني، وإذا نظر غيرنا إلى هذا الوضع تملكه اليأس وتحطمت عزائمه بسبب ضخامة المأساة التي ألمت بلبنان. غير أن ذلك زادني صلابة وزاد شعبي إصراراً على اتخاذ موقف واحد وموحد هو الإصرار على تحرير الأرض اللبنانية من كل الاحتلال وعلى أن يستعيد مضاعفة هذه الكارثة ومضاعفة اللبناني قراره الوطني على الرغم من أن بعض العرب لا يزال يتخذ موقف المتفرج على لبنان وبعضهم الأخر لا يزال يجد في مصلحته هذا الاهتراء، إذ إن بعض الأطراف العربية كانت تشجع التطرف والفرقة بين اللبنانيين، بل كانت تمول هذا التطرف من أجل منع لبنان من استعادة عافيته.

أستأذنكم هنا لأعطي مثلاً حصل معي شخصياً، وسعادة السفير البعيجان يتذكر ذلك. فعندما كنت أسعى وأنبه قبل انتخابي رئيساً للجمهورية، كنا كلما بادرنا لإنقاذ لبنان والقضية الفلسطينية، في لبنان وتعلق لبنان بمحيطه العربي، كنا من بيت أبينا نضرب ومن ضمن ما يعتبر مصلحة عربية نطعن في الظهر. وكان التطويق دائماً عربياً قبل أن يكون إسرائيلياً وعاش معي هذه الحقبة سعادة السفير الذي كان بمنزلة الأخ المخلص والمساعد من دون كلل بتوجيه بالطبع من صاحب السمو أمير دولة الكويت، فنحن نذكره بالخير ونشكره على دعمه وجهوده.

أتوجه إليكم وأناشدكم أن تقولوا الحقيقة من دون عقد ومن دون تخوف. هذه التصرفات غير المسؤولة التي كنا نلمسها من بعض العرب على الساحة اللبنانية وبالذات مع الدولة اللبنانية كانت كأنها ترمي إلى دفع لبنان باتجاه إسرائيل وإلى الارتماء في أحضان إسرائيل.

لجنة المتابعة.. والتخبط!

تذكرون لجنة المتابعة العربية وما حل بها.. كشاهد على التخبط العربي في لبنان بحيث إنه لم تعد هناك قضية للعرب، بل تحول كل شيء إلى معركة أنظمة ومعركة تسلط. هذا الوضع خطير جداً وقد نبهنا إليه أكثر من مرة وقد نبهنا من نتائجه وضرورة استباق المضاعفات. لقد كان لبنان محتلاً بشكل غير رسمي فأصبح الآن محتلاً بشكل رسمي، إنما نسعى من خلال المفاوضات المرة والصعبة التي فرضها علينا الموقف العربي المتردي لسوء الحظ، نسعى لإزالة الاحتلال عن أرضنا وإلى بناء استقلال جديد وسيادة مطلعة على كل أرضنا، وإلى أن يعود لبنان إلى دوره الحضاري في الشرق الأوسط، فيعود ويتضامن مع اشقائه العرب لما فيه خير أولئك العرب بالذات الذين دفعونا إلى اتخاذ القرارات الصعبة.

المفاوضات مفاوضات صعبة وشاقة، وهي من أصعب المفاوضات التي تصادفها أي دولة. نحن ننطلق فيها من دون أي ورقة في حوزتنا، البلد محتل، 5 - 6 احتلالات. بلد مدمر، اقتصاده في الأرض، عاصمته تقريباً زالت كل معالمها، لقد زرتم الأسواق التجارية ولم يبق منها سوى الأطلال، الأنظمة العربية نجحت في خلق تناقضات، مصطنعة، ولكن سندفع ثمنها غالياً بين كل الفئات اللبنانية وكادت أن تقضي على البقية الباقية من امكان الصمود والانتصار على المحنة.

رغم ذلك، بقي الشعب متماسكاً، وتوحدت العاصمة بمجرد أن نزل الجيش إليها، فوجدت القلوب والجهود والتطلعات والأهداف، ونحن نفتخر اليوم بذلك، وقد تجلى في جلسة مجلس النواب الأخيرة، حيث حصل اجماع على تأييد الحكم في مسيرته وتأييد تطلعاته التي تجسد حقيقة تطلعات الشعب كله، وهذه الإيجابيات هي الورقة الوحيدة التي نستعملها الآن لمواجهة هذا الوضع ومواجهة المخاطر.

أشرس مفاوض بالتاريخ

نأمل في أن نتوصل إلى حل سريع ينقذ لبنان. كنت واضحاً تماماً في الحديث بوجود الصحافة اللبنانية، الجوهر الذي لا بد من أن نتشبث به، وهو وحدة الشعب اللبناني، السيادة اللبنانية وتضامن لبنان مع المجموعة العربية، مع أشقائه العرب. ونحن إذ نخوض معركة مفاوضات مع أشرس مفاوض عرفه التاريخ، وهو إسرائيل، فإننا نفاوض متمسكين بهذه المبادئ الأساسية، لا تفريط بمبادئ الأساسية، لا تفريط بمبادئ السيادة، لا تفريط بانتمائنا إلى هذا العالم العربي الذي أعطيناه الكثير ولسوء الحظ لم يعطنا إلا الويلات.. ونحن على استعداد لأن نعطيه المزيد من التضحيات، لأن ذلك خيار أساسي ارتأه اللبنانيون. يبقى المرء متمسكاً باسم عائلته حتى لو اختلف مع أبيه أو أخيه أو ابنه، فتبقى العلاقات العائلية فوق كل القشور والخلافات الجانبية. ونحن لدينا انتماء طبيعي ارتضيناه لأنفسنا لا نفرط به، لكننا نطلب في الوقت نفسه أن يبادلنا العرب التضامن معنا في محنتنا ويساعدونا على أن نخرج من المأزق الذي نحن فيه.

على صعيد المعطيات المباشرة المتعلقة بالمفاوضات، نحن نخوضها بكل كرامة، كان من الممكن أن ننتهي منها من زمان، ونصل إلى اتفاق مع إسرائيل لولا تمسكنا بالمبادئ التي ذكرتها. بقيت إسرائيل تصر 3 أشهر على أن تكون المفاوضات في القدس. وكانت في الفترة الأخيرة قد هددت بقطع المفاوضات تماماً وهددت أميركا حتى بأنها ستتوقف عن التفاوض إن لم نقر بمبدأ التفاوض في القدس، فكان جوابنا على ذلك: لا يمكن أن تكون المفاوضات في القدس، فكان جوابنا على ذلك: لا يمكن أن تكون المفاوضات في القدس. فلبنان متمسك بمواقفه السابقة وبقرارات الأمم المتحدة، ولذلك لا مجال للقبول بالقدس مكاناً صالحاً للمفاوضات. وبقينا عدة أشهر حول نقطة القدس فقط، وأتت بعد ذلك مشكلة أخرى هي تسمية المعاهدة معاهدة سلام أو ما يشابهها. وأيضاً بقينا أشهراً نتحاور ونبحث موضوع تسمية المعاهدة. وبعد ذلك أسررنا على مبدأ المفاوضات للوصول إلى الترتيبات الأمنية، فكانت اتفاقية على الترتيبات الأمنية. وهناك أيضاً منطق التطبيع. أمضينا أسابيع وأشهراً نبحث في قضية التطبيع وكان هذا الأمر أساسياً. وتتذكرون أن وايزمان منذ الاجتياح الأول 1978 وإقامة الجدار الطيب في الجنوب، صرح بأنه لا عودة عن الجدار الطيب وهو يعني التطبيع. نحن رفضنا منطق التطبيع ومنطق الجدار الطيب. ثم انطلقنا في التفاوض وتوصلنا إلى حل مشرف يضمن السيادة والتضامن العربي من جهة، ومن جهة أخرى يسهل انسحاب إسرائيل من لبنان، وكانت إسرائيل تضع شرطاً للانسحاب هو أن تتأمن حدودها الشمالية، وأن يتوقف لبنان عن تسهيل الأعمال العدوانية ضدها من الجنوب. لذلك قبلنا ببعض الترتيبات الأمنية التي تنزع الحجج الإسرائيلية، وتسهل انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان. وكذلك بحثنا بعض الترتيبات التي تؤمن السلام في المنطقة.

اتفاقية هدنة مطورة

وكل ما قبلنا به على هذا الصعيد ليس إلا نسخة متطورة من اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1948، وهي تقول صراحة إن لجنة الهدنة يمكن أن ينبثق عنها لجان تحقق عن الوضع في جنوب لبنان. هذا منصوص عنه صراحة في اتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل، وهناك بند يجيز إقامة لجان تحقق عن الوضع القائم في الجنوب اللبناني. عموماً هذا البند، الذي نصت عليه المعاهدة، كذلك الأمر قبلنا ببعض التنسيق على الصعيد الأمني كي لا تعود منطقة الجنوب اللبناني تشكل أي خطر على أمن إسرائيل واعتبرنا أن وجود ما يقارب 40 أو 50 مراقباً إسرائيلياً تحت مظلة لجنة المراقبة اللبنانية - الأميركية - الإسرائيلية، هو أفضل ألف مرة للبنان من أن يبقى خمسون ألف جندي إسرائيلي على أرضه. من السخافة أن نبقي 50 ألف جندي إسرائيلي على أرضنا كي لا نقبل بــ50 مراقباً إسرائيلياً تحت مظلة دولية من أجل الوصول إلى إخراج الخمسين ألفاً من لبنان.

لقد أخذنا كل الترتيبات لكي لا تشكل هذه اللجان أي تعرض للسيادة اللبنانية لأنها من ضمن توجه اتفاقية الهدنة وضمن إطار الغطاء الدولي الذي تؤمنه أميركا ولا يحق لهذه الفرق أن تبيت في لبنان، عليها أن تحقق وتعود إلى إسرائيل لأن موقف لبنان كان واضحاً ألا إمكانية بالقبول بأي بقايا إسرائيلية على الأراضي اللبنانية، هناك لجان مراقبة تأتي إلى لبنان بمظلة دولية وبإشراف الأميركيين وبعض الهيئات الأمنية اللبنانية من أمن عام أو درك أو قوات متخصصة أو جيش لبناني للتثبت من أن لبنان مخلص في تطبيق الاتفاقية التي اتفقنا عليها وهذا شيء طبيعي.

أحببت أن أعطيكم لمحة سريعة لوضعنا اللبناني، وإذا كان لديكم ما تريدون استيضاحه أكثر فإني بكل القلب المفتوح مستعد لأن أزود الصحافة الكويتية العزيزة علي جداً بما تريدونه.

كلمة الوفد الكويتي

وتحدث رئيس الوفد الكويتي قائلاً: فخامة الرئيس، أود أن أنقل إليكم تحيات صاحب السمو الشيخ جابر وتحيات ولي العهد الشيخ سعد، كما أود أن أشكركم على هذه الحفاوة التي لقيناها في هذا البلد المضياف علماً أننا قبل أن نأتي إلى لبنان كان يدور في خلدنا أن الأمن غير مستتب وأن الناس تعيش في ذعر. ولكن، ما دفعنا للمجيء ذلك الرجل الشجاع العربي الذي بيَّن رصانته من خلال أحاديثه وتصاريحه، ألا وهو الرئيس اللبناني.

فخامة الرئيس، إن الصحافة الكويتية عندما تأتي إلى لبنان تعتقد أنها آتية إلى بلدها الثاني، وإننا نود أن نؤيدكم بأن الصحف الكويتية واللبنانية في خدمة الحق وخدمة كل عربي مخلص. كما أود أن أذكر بأن موقفكم الحازم تجاه المحادثات وموقفكم الشجاع تجاه ما يحدث في لبنان إنما هو لشيء مشرف لكل عربي.

وفي النهاية أود أن أذكر أن ما رأيناه يوم أمس هو الدمار، وعكسه هو الشعب اللبناني الذي وجدنا عنده الحركة الدائمة وعدم الاهتمام بكل ما حصل والالتفاف حول رئيسه وهذا شيء مشجع جداً.

وصدركم الذي اتسع لثلاثة ملايين ونصف مليون لبناني أرجو أن يتسع لصحافيينا الكويتيين للإجابة عما عندهم من أسئلة كما أرجو أن يكون صدركم رحب وإن أثقلوا عليكم بأسئلتهم.

أسئلة وأجوبة

وانتقل الجميع إلى مائدة فخامة الرئيس الجميل حيث جرى الحوار الآتي:

* صرحتم قبل فترة 10 أيام أنكم سوف تقطعون المباحثات مع إسرائيل في حال وصلت المباحثات إلى المساس بالشرعية اللبنانية أو السلطة اللبنانية فلو حصل ذلك، ما الجديد؟

- نحن لم نصل بعد إلى هذه المرحلة، وعندما نصل نتحدث عن هذا الموضوع. المفاوضات إلى الآن مستمرة بخط سليم والجانب الأميركي لا يزال على عهده بأن يساعدنا على تحرير أرضنا. إذا لا سمح الله وصلنا إلى هذه المرحلة، فلكل حادث حديث، على كل حال، فالحكومة اللبنانية جاهزة لكل الاحتمالات.

* فخامة الرئيس، إن التمزق خلال الحرب أثر في الوضع الراهن فلماذا لا يعمل وفاق وطني جديد من شأنه تغيير الصورة التي كانت موجودة؟

- إنني لا أؤمن بالشعارات التي اعتمدت في وقت معين. الوفاق هو أولاً حكم قوي يجسد طموح الشعب وتطلعاته. أما الوفاق التلفزيوني بحيث تتحاور بالوكالة بعض الأنظمة العربية، فهذا ليس حواراً أو وفاقاً. فالوفاق الحقيقي تجسده الحكومة. لبنان يجسد هذا الوفاق في مواقفه، في الأهداف التي أعلن عنها، وإننا نتمسك بهذه الأهداف لأنها نابعة من إرادة الشعب، وكل الشعب من خلال تصريحات القيادات الممثلة بالمجلس النيابي وغير الممثلة فيه. كل القيادات أعلنت التأييد للحكم.

من جهة أخرى هناك إصلاحات سياسية ضرورية. ولم يأتِ بعد وقت البحث بها. لأن لدينا اليوم مهمة أساسية هي تحرير الأرض. وبمجرد أن نضع على بساط البحث المشاريع السياسية والإصلاحات.. ستكون جريمة بحق الوطن لأن كل القيادات والأحزاب السياسية يجب أن تصب كل جهدها على تحرير لبنان.

فإنه من الخطورة بمكان البحث في هذا الموضوع وهناك مناطق محتلة مطوقة، إذ لا بد من أن يؤثر فتح الملف فيها اليوم في ظل الاحتلالات، في الضمائر والأذهان أو الإنسان كإنسان.

الميثاق الوطني

* هل الميثاق الوطني الحالي صالح في الوقت الحاضر؟

- الميثاق الوطني هو الذي أدى إلى انتخاب أمين الجميل بالإجماع وهو الذي أدى إلى إصدار تصويت بالإجماع على الوثيقة التي أطلعتهم عليها. هذا الاجماع هو الذي يمكننا في السير في المفاوضات وبيروت في ظل الشرعية اللبنانية هادئة من دون مظاهرات إلا تظاهرات التأييد وتصريحات التأييد، ومن غير تشنج، بل في انفتاح على الحكم، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، حتى آخرهم «المرابطون» أصدروا بياناً منذ يومين يؤيدون الحكم اللبناني ويؤيدون التوجه الذي نسير فيه، هذا هو الميثاق وهذا هو الوفاق وهذا هو تضامن الشعب اللبناني.

الأطماع بمياه الليطاني

* صدرت دراسة منذ شهرين، كان بدأ الإعداد لها قبل الاجتياح الإسرائيلي، هذه الدراسة توقعت الاجتياح، ليس بسبب الهدف الإسرائيلي المعلن أي ضرب المقاومة، بل البقاء في الجنوب والاستيلاء على مياهه، حتى الآن لم تذكر إسرائيل المياه، لكن معروف عنها أنها تضع العراقيل وتوضح مطالبها في اللحظة الأخيرة، فهل تطلب إسرائيل المياه؟

- هناك رجل علم وفكر لا تعرفونه، لكن شقيقه مقيم في الكويت، اسمه موريس الجميل، كتب قبل نشوء دولة إسرائيل، مقالات، تنبأ فيها منذ ذلك الوقت أن دولة إسرائيل ستنشأ، وهي بحاجة إلى خيرات الجنوب اللبناني لتستمر، وبصورة خاصة إلى مياه الليطاني. وهذا الشخص معروف في كل الأوساط اللبنانية والكل يتذكر مقالات موريس الجميل حول مياه الليطاني وحاجة إسرائيل إليها. وكل ما نقوم به اليوم هو من أجل إنقاذ الجنوب اللبناني وكل خيراته وإبقاء هذه الخيرات خيرات لبنانية لمصلحة الشعب اللبناني.

أما الخضوع للابتزاز العربي فهو سيؤدي حتماً إلى تطويب الجنوب نهائياً لإسرائيل. لذلك فإنني أنتظر أن تنظم حملة على لبنان إن هو أقدم على اتخاذ التدابير من أجل إنهاء الوجود الإسرائيلي في الجنوب كما إنهاء وجود كل وجود غريب عن لبنان في الأراضي اللبنانية، أنا أعرف أنه سيقال كلام لاذع في حقنا. لكن في النهاية، من المفروض علي أن أحافظ على استقلال لبنان، على السيادة اللبنانية، وعلى الأرض بصورة خاصة وعلى هوية الشعب اللبناني، لكي لا يفرض عليه في يوم ما كما في الجولان، الهوية الإسرائيلية.

الملازم الفار أحمد الخطيب

وأضاف الرئيس الجميل: في الأردن، وسنة 1979، وعلى إثر ايلول الأسود، لجأت مجموعات فلسطينية إلى إسرائيل وصرحت هناك بأن النظام الإسرائيلي هو أرحم لهم من النظام العربي الأردني. كما أن أحمد الخطيب الملازم الفار، كان قد سبق سعد حداد إلى إسرائيل، وبدأ التنسيق معها، وهناك محاضر رسمية وعندما سئل عن ذلك أحمد الخطيب أجاب بأن هذا الاتصال هو استمرار للجنة الهدنة بين لبنان وإسرائيل وهو يمثل الجيش اللبناني في لجنة الهدنة، وقد غلف أحمد الخطيب اتصاله هذا بإسرائيل بقشرة استمرار اجتماع اللجان العسكرية المشتركة اللبنانية - الإسرائيلية في ظل الهدنة، وأجرى ترتيبات، وشبه معاهدة لتنسيق العمل بينه وبين إسرائيل. وكلنا نعرف كم نظام عربياً (ومن غير أن أسمي) على اتصال وثيق مع إسرائيل، وكنا نعرف كيف تباع المنتوجات الإسرائيلية في الأسواق العربية ومن أي أبواب تتسرب، كلنا نعرف ذلك.

اليوم 25 ساعة؟

* ما برنامج العمل اليومي لرئيس الجمهورية؟

- وضع لبنان اليوم يقتضي عملاً مستمراً خلال الأربع والعشرين ساعة. ولو كان اليوم 25 ساعة لما كفت. نحن نبني كل شيء من جديد. اقتصاد وجيش وإدارة.. تسلمنا أنقاضاً وأطلالاً. لذلك اضطررنا لئلا نوفر أي جهد. وانطلقنا بورشة إعمار، وطريقتي هي عدم التلطي وراء مشكلة لنتفرج عليها ونتذرع بإنها لم تفته حتى لا نبدأ العمل.

النهج هو معالجة كل المشكلات في آن معاً.. لدينا مجموعة مشكلات، منها الإدارة المهترئة. والجيش الذي عُطِّل دوره ونُهبت ثكناته ورسخت في عناصره الضغينة. أيضاً الاقتصاد بكل قطاعاته. والوضع الاجتماعي بكل قطاعاته. لقد اعتمدت مبدأ وضع برنامج لكل المشكلات، وتخصيص فريق عمل لمعالجة كل مشكلة ودفع كل المشكلات في آن معاً. وفي 6 أيار نضع الحجر الأساسي لأول مشروع في العاصمة. مشروع طريق تربط بين السان جورج وجادة الفرنسيين.. مشروع ضخم. في حزيران ندشن مشروعاً في المنطقة الشرقية، إنماء الشاطئ وتنظيم منطقة مشاة، كما فعلتم في الكويت.

لقد ذكرت الجيش، في الواقع فإن قضية الجيش هي مبعث تفاؤل وأمل. لقد نجح في الشهر الأول من تحقيق خدمة العلم التي أصبحت حقيقة بعدما كانت حلماً لدى كل اللبنانيين. خلال ستة أشهر نجحنا في تحقيق هذه الخطوة في حين لم يتمكن أحد من تنفيذها في الظروف الطبيعية. لقد حققناها رغم ضعف ماليتنا، وسنختصر الإنماء حتى ننفق على الجيش.

تحديث قانون الأحزاب

* هل تتناول المراسيم التشريعية الجديدة قوانين الأحزاب؟

- لا شك، نحن بصدد وضع مشروع القانون الذي يرعي الجمعيات في لبنان، لأن القانون الموجود يعود إلى العهد العثماني، لذلك لا بد من تحديث هذا القانون.

* قال الوزير شولتز إن شيئاً يمكن إنجازه فما هو؟

- إنها الاتفاقية التي نحن بصددها. ونحن نشكره على جهوده الصعبة والشاقة في قضية معقدة. بفضل مساعيه ذللت أمور كثيرة، ونأمل في أن نذلل الصعوبات الأخيرة ونحن نتفاءل.

ما يعنينا الآن هو انسحاب الجيش الإسرائيلي والجيوش غير اللبنانية الأخرى في لبنان. ننتهي من هذا الموضوع ونرى ماذا يمكن فعله.

الوسيط أصبح يهودياً!

* بالنسبة للجانب الاستثماري: فيما لو استقر لبنان، هل الثقة متوافرة لدى دول المنطقة؟

- الوسيط حتى 1975 كان لبنانياً. لقد أصبح الوسيط اليوم يهودياً، مجموعات كبيرة من الشركات العربية تتعامل على الصعيد المالي من خلال الوسطاء اليهود والإسرائيليين بالذات. شركات وهمية أو أوروبية إنما دائماً أصحابها يهود وإسرائيليون. الوسيط اليهودي هو الذي قطف ثمار الازدهار الاقتصادي في الخليج.

* هل تنوون جمع سلاح الفئات في لبنان كافة؟

- لا بد من ذلك، لكن في الوقت المناسب، لأن إمكاناتنا الأمنية، لا تسمح لنا بأن نخوض أكثر من معركة في آن معاً. لدينا أولويات.

* حتى الجبهة اللبنانية أو حزب الكتائب؟

- هل نحن نريد أن نبني دولة أو حزباً، إذا أردنا أن نبني دولة فسنبني دولة. والحلول الفئوية في لبنان لا يمكن أن تبني دولة. والإنصاف هو معاملة الجميع بالمساواة.

لبنان وسوريا

* يبدو أن سوريا مازالت تطالب بعقد معاهدة عسكرية وربما سياسية مع لبنان هل في ذلك مصلحة؟

- علاقاتنا مع الرئيس الأسد هي علاقات الود والتعاون المخلص لما فيه خير لبنان وسوريا. وعندما نبدأ بطرح بعض المشكلات مع سوريا، بالطبع سيكون ذلك بوحي من المصلحة اللبنانية والسورية. إنما بدءاً بالتمسك بالسيادة اللبنانية وبالمصلحة الوطنية بالدرجة الأولى في ما يتعلق بلبنان.

* هل هناك احتمال إقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا؟

- هذا مطلب لبناني.

* ما الأسباب التي تمنع قيام تبادل سفراء؟

- أقترح عليكم أن تطرحوا الفكرة على الرئيس الأسد.

الفلسطينيون في لبنان

* ما حدود التعاون بينكم وبين سوريا ومنظمة التحرير لسحب الجيش الإسرائيلي؟

- إلى أقصى حد، وهو حدود المصلحة والسيادة اللبنانية يجب ألا ننظر إلى هذا الموضوع إلا من خلال المصلحة المشتركة واحترام الجميع لسيادة لبنان. الفلسطينيون في لبنان منذ 1948 كانوا بين أهلهم وجيرانهم، ونحن مستعدون لأن نساعد إلى أقصى حد إخواننا الفلسطينيين الذين لجأوا إلى لبنان عام 1948 وهناك أنظمة ترعى الفلسطينيين على أرضنا. أما في ما يتعلق بالفلسطينيين الذين أتوا خلسة إلى لبنان بعد هذا الوقت، فإن لبنان غير ملزم بهم.

* العرب يقبلون متأخرين ما يرفضونه سابقاً، هل هذا يشجعك في المفاوضات؟

- نحن نعيش اليوم اختيارا مراً. إما أن تبقى أرضنا محتلة وإما أن نستعيدها. وأنتم تعلمون أن المفاوضات هي الطريق الوحيدة الممكنة اليوم لضمان حقوق لبنان، إذ تعرفون واقع الجيوش العربية وتجربتها مع إسرائيل. لكننا لم ندخل المفاوضات من أجل المفاوضات. بل من أجل الوصول إلى اتفاق، إلى أخذ ترتيبات لا تمس بكرامة المواطن وسيادة الوطن. ثم إن التعامل بين الدول يجب أن يكون على أسس واضحة لماذا هناك مثلاً مراقبون دوليون في الجولان والأردن وقوة متعددة الجنسيات في سيناء ولا يوجد مثلهم في الجنوب، بشرط ألا يؤدي وجودهم إلى انتهاك السيادة الوطنية. هل نفضل بقاء خمسين ألف إسرائيلي في لبنان، وقد يقيمون مستوطنات، على وجود خمسين مراقباً ضمن لجنة اسمها «لجنة مراقبة الترتيبات الأمنية» تمكن لبنان من أن يستعيد سيادته الوطنية على الجنوب؟

لا بنود سرية

ولن تكون هناك بنود سرية في أي اتفاق. فنحن سننشر ونعلن كل الاتفاق وكل الوثائق والمستندات المرفقة، لأننا نؤكد أن أي اتفاق لن يكون إلا معبراً عن إرادة شعبنا الموحدة بالدرجة الأولى.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار