"هدية" فرح النابلسي وصلت الى الاوسكار ثم حطت على نتفليكس | أخبار اليوم

"هدية" فرح النابلسي وصلت الى الاوسكار ثم حطت على نتفليكس

| الثلاثاء 29 يونيو 2021

الفيلم القصير من بطولة صالح بكري

نجحت المخرجة البريطانية - الفلسطينية فرح النابلسي في تجربتها الإخراجية الأولى في لفت الأنظار إليها عبر اختيارها قصة بالغة البساطة تركز على جماليات اليومي والعادي والمألوف، وذات كثافة عاطفية في الوقت نفسه، لتقديم معاناة الفلسطينيين على حواجز المعابر الإسرائيلية. وتوسلت بالتأثير العاطفي لعلاقة أب بابنته الصغيرة وسط عالم قاسٍ يُحيط بهما لجذب متابعة مشاهديها وتعاطفهم مع عملها الفني، وقد عمق ذلك الأداء المميز للممثل صالح بكري بدور يوسف (الأب) والطفلة مريم كنج بدور الابنة ياسمين.

قطف فيلم "الهدية" جائزة أفضل فيلم بريطاني قصير في حفل توزيع جوائز بافتا لعام 2021 ونافس للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم روائي قصير، حيث اختير ضمن القائمة القصيرة للأفلام المتنافسة على الجائزة لهذا العام. وقد أتاحت منصة "نتفليكس" عرض الفيلم عالميا مع ترجمة إنجليزية على الرغم من أنه ليس فيلما روائيا طويلا.

ويستقي الفيلم، الذي اشتركت في كتابة السيناريو له مع النابلسي، الشاعرة والمخرجة هند شوفاني، حكايته من المعاناة اليومية للسكان الفلسطينيين عند تنقلهم عبر المعابر ونقاط التفتيش الأمنية الإسرائيلية، فتختار رحلة أب من ابنته الصغيرة عبر المعبر نحو بلدة قريبة لشراء هدية لأمها بمناسبة عيد زواجهما.

وتفتتح النابلسي فيلمها بمشهد للأب نائما قرب الجدار العازل على قطع من الكارتون، كي يلحق بافتتاح المعبر فجرا وسط زحام العمال الفلسطينيين الذاهبين للعمل في إسرائيل، ثم نراه بعد هذا المشهد التمهيدي مستلقيا في بيته، حيث يبدأ مع ابنته بتحضير قائمة المشتريات المطلوبة للمنزل. وينطلق معها من جديد في رحلة عبر المعبر نفسه، للذهاب إلى السوق في بلدة قريبة، فيعترضه أحد الجنود الإسرائيليين ويخضعه لتفتيش دقيق يقتضي بقاءه في الانتظار بعيدا عن ابنته الصغيرة، ثم يذهب مع ابنته سيرا على الأقدام ليكتشف أنها قد تبولت على بنطالها من طول الانتظار والسير في الطريق.

وعند الوصول إلى البلدة وشراء احتياجاتهما يذهبان إلى محل لبيع الأجهزة الكهربائية، حيث يشتري ثلاجة هديةً لزوجته بدلا عن ثلاجتهما القديمة المستهلكة، ويتفق مع صاحب المحل على أن يقوم بإيصالهما إلى البيت بشاحنته، لكنهما يجدان نقطة تفتيش عسكرية قد أغلقت الطريق، فيستعير من البائع عربة دفع يدوية ويواصل مع ابنته رحلة العودة تحت المطر.

اعتمدت المخرجة أسلوبا سينمائيا متقشفا يعتمد على الإيجاز والاختصار والتلميح، وهذا ما تفرضه بنية فيلم روائي قصير لا يتجاوز زمنه 24 دقيقة. لذا توزعت أحداث فيلمها على يومين فقط. ولم يتجاوز مواقع الأحداث الخمسة مواقع؛ وهي مواقع خارجية في معظمها، وقد صور بعض المشاهد في المعبر الحقيقي الذي يربط القدس وبيت لحم المعروف باسم المعبر 300.

وتمسكت النابلسي بالبساطة والواقعية نهجا أساسيا لها، من دون السعي وراء جماليات فنية مصنوعة، فبدا المشهد لديها طبيعيا يجري بسلاسة، وركزت على تلك العلاقة الحميمة بين أب وطفلته، والشحنة العاطفية العالية التي تحملها.

قدمت فرح النابلسي إلى الفن السينمائي من خارجه، فهي المولودة في لندن في عام 1978 من أبوين فلسطينيين، كانت تعمل في المجال المالي كمحلل مالي معتمد في مدينة لندن، الا أنها انتقلت إلى العمل في السينما في عام 2013 وأسست شركة سينمائية، وتقول إنها قررت تغيير مهنتها بعد زيارتها للأراضي الفلسطينية باحثة عن جذور عائلتها.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار