منذ الـ 2005 لا رجال دولة بل رجال سلطة ففراغ ... لغياب عنصرين! | أخبار اليوم

منذ الـ 2005 لا رجال دولة بل رجال سلطة ففراغ ... لغياب عنصرين!

رانيا شخطورة | الثلاثاء 29 يونيو 2021

فرنسا "كأمّ حنون لا تعرف ابناءها"... دخلت الزواريب فضاعت دون ان تستعيد نوستالجيتها

 رانيا شخطورة - وكالة أخبار اليوم

منذ العام 2005، وفترات الفراغ في لبنان اطول بكثير من فترات انتظام عمل المؤسسات، لا سيما على مستوى الرئاستين الاولى والثالثة.

فبعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق  الحريري، اي خلال 16 عاما شهد لبنان نحو 6 سنوات من حكومات تصريف الأعمال، وثلاث سنوات من الفراغ الرئاسي.

على المستوى الرئاسي

انتهت ولاية الرئيس اميل لحود الرئاسية في 24 تشرين الاول 2007، لكن لم يُنتخب خلفٌ له إلا بعد نحو ستة أشهر. الى ان انتخب قائد الجيش آنذاك العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، في 25 أيار 2008

في 24 ايار 2014 انتهت ولاية سليمان، الذي دخل القصر الرئاسي من دون مراسم التسليم والتسلم،  حيث استمر الشغور الرئاسي سنتين ونصف السنة، إلى أن انتُخب ميشال عون، الاثنين 31 تشرين الاول 2016 رئيساً للجمهورية، لتنهي اطول فترة شغور في تاريخ الجمهورية اللبنانية.

على المستوى الحكومي

اما على مستوى حكومات تصريف الاعمال، يسجل الآتي:

- في عهد لحود وبعد اغتيال الحريري واستقالة حكومة عمر كرامي شكَّل نجيب ميقاتي حكومته الأولى في 19 نيسان 2005، بعد 50 يوماً من تكليفه.

- وبعد الانتخابات النيابية في حزيران 2005 شكَّل الرئيس فؤاد السنيورة حكومته الأولى في 19 تموز 2005 اي بعد نحو شهر من التكليف.  الى ان سقطت اثر استقالة الوزراء الشيعة في حزيران 2006.

وبعد اتفاق الدوحة شكَّل السنيورة حكومته الثانية، في 11 تموز  2008، وشكلت الحكومة بعد 45 يوماً من تكليف السنيورة.

- فترة ولاية سليمان، شكل سعد الحريري حكومته الأولى في 9 تشرين الثاني 2009 بعد الانتخابات النيابية التي حصلت في 7 حزيران 2009، ذلك بعد خمسة أشهر ويومين من تاريخ إجراء الانتخابات. وسقطت هذه الحكومة في 11 كانون الثاني2011، إذ أعلن وزراء المعارضة العشرة استقالتهم.

- فكانت الحكومة الثالثة في عهد سليمان شكلها ميقاتي، الذي كلف للمرة الثانية في 13 تموز 2011، وذلك بعد نحو خمسة اشهر من تكليفه. واعلن  ميقاتي استقالة حكومته، بسبب خلاف داخل مجلس الوزراء على استحقاق الانتخابات النيايبة وتعيينات أمنية.

- لتشكل فيما بعد الحكومة الرابعة في عهد سليمان برئاسة تمام سلام، في 15 فبراير شباط 2014، وذلك بعد أحد عشر شهراً تقريباً من تكليفه، لكن هذه الحكومة سجلت اطول فترة لتصريف الأعمال لمدة سنتين تقريباً، من 2014 حتى أواخر 2016 إثر الفراغ الرئاسي بعد انتهاء ولاية سليمان.

- وفي عهد عون، شكَّل سعد الحريري حكومته الثانية وحكومة العهد الأولى، في 18 كانون الأول 2016، وذلك بعد 40 يوماً من التكليف.

- وبعد الانتخابات النيابية، في 6 ايار 2018، تم مجددا تكليف الحريري تشكيل حكومة جديدة، لينجح في التكليف بعد 9 أشهر من مرسوم التأليف.

- لكن هذه الحكومة استقالت في 29 تشرين الاول 2019، وذلك بعد مرور 13 يوماً على اندلاع الانتفاضة اللبنانية.

- وبعد نحو شهرين على الاستقالة تم تكليف الرئيس حسان دياب لتشكيل الحكومة في 19 كانون الاول العام 2020، الذي شكل حكومة بعد نحو شهر في 21 كانون الثاني 2021 التي استقالت بعد 6ايام على انفجار المرفأ في 4 آب... وهي لغاية اليوم مستمرة في تصريف الاعمال، كما قد مرعلى تكليف الحريري 8 اشهر!

ضابط الايقاع

لماذا هذا التعثر المستمر، يتحدث مرجع سياسي عن ان البلد يعيش حالة غير مسبوقة، نتيجة عنصرين تغيرا تغييرا جذريا في البلد، فحصل العجز في التوافق!

ويتحدث المرجع عن  العنصر الاول المتمثل بغياب ضابط الايقاع الخارجي، فمنذ العام 1943 كانت فرنسا تلعب هذا الدور، وفي العام 1985 بدأت تتغير الامو في الشرق الاوسط فدخل الانكليزي والاميركي وصولا الى الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي كان له التأثير الكبير على الساحة اللبنانية.

وقال: بعد وفاة عبد الناصر في سبعينيات القرن الماضي، دخل العامل الفلسطيني الذي كان له تأثيره وفعله وكان مقررا على الساحة اللبنانية... الى ان اندلعت الحرب الاهلية في العام 1975 فدخل لبنان في الفوضة الى حين اقرار اتفاق الطائف الذي اطلق يد سوريا في لبنان بغطاء اميركي سعودي وادارت دمشق العملية السياسية في لبنان على قياسها وقياس مصالحها في لبنان، وكانت تؤلف الحكومات بمجرد اتصال هاتفي توزع بموجبه الحصص والحقائب.

واما بين العامين 2000 و2005،  بدأت مرحلة الارباك والتحول، وبدأ السوري يتراجع في لبنان الى ان انسحب بشكل نهائي في العام 2005، ومنذ ذلك الحين لا يوجد ضابط ايقاع  لا سوري ولا سعودي ولا اميركي...

وبعد تفجير مرفأ بيروت في آب الفائت، حاولت فرنسا استعادة هذا الدور الذي كان سائدا ما قبل منتصف القرن الماضي، انطلاقا من الحنين الى النوستالجيا، وكون لبنان يمثل جزءا من المصالح المتبقية لها في الشرق الاوسط، لكن الفرنسي ارتكب الكثير من الاخطاء في ادارته لهذه العملية، و"كأن الام الحنون لا تعرف ابناءها"... دخلت بالكثير من الزواريب فضاعت، واختلف المسؤولون الفرنسيون فيما بينهم حول ادارة الملف اللبناني وكل يوم يطل علينا وزير الخارجية جان ايف لودريان بموقف وبتصريح يهدد ويحذّر.

وقال المرجع: اذا كانت باريس تعرف من يعطّل ومن يعرقل، لماذا لا تفضح الامور مباشرة! آسفا الى ان مبادرتها في لبنان سقطت وهيبتها كسرت .

رجال الدولة!

اما عن العنصر الثاني، فقال المصدر: صحيح ان للتدخل الخارجي فعله في دولة مثل لبنان، ولكن لا بد من الاشارة الى ان بلدنا يفتقد لرجال الدولة، اذ ان الجالسين اليوم على الكراسي هم رجال سلطة "حقودين وغيورين ومذهبيين وطائفيين وشهواتهم مفتوحة" فكيف يمكن ان يتفقوا على تأليف حكومة تقدم مصلحة لبنان على مصلحتهم! مع العلم ان الجميع شركاء في الفساد، وبالتالي فتح اي ملف بشكل جدي وفعلي سيمر على رؤوس كبيرة وكثيرة... فمن سيقبل بذلك!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار