لم يحصل تواصل حول ملف الحكومة بين حزب الله وباسيل في الساعات الاخيرة
مخاوف من تحركات في نقاط محددة على خلفية السجالات المتجددة والحزب يعمل على الضبط
داود رمال- "أخبار اليوم"
كثرت في الساعات الاخيرة التسريبات حول الخيارات الحكومية التي سيلجأ اليها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، وصولا الى ربطها بموعد زيارته الى مصر ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وبين من قال ان الحريري يتجه الى مخاطبة اللبنانيين على ان يضمّن هذا الخطاب اعتذاره عن التأليف، وآخرون قالوا انه سيتوجه الى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ويسلمه تشكيلة مكتملة واستنادا الى موقف رئيس الجمهورية يتحدد الموقف، فاذا كان ايجابيا نكون قد خرجنا من الحلقة المفرغة وان كان سلبيا يكون هذا الموقف قاعدة لاعتذار الحريري.
الا ان مصدرا واسع الاطلاع قال لوكالة "اخبار اليوم" انه "حتى مساء امس لم يكن الجو كذلك، انما كان الجو هو استمرار المشاورات والمفاوضات الصامتة والبعيدة عن الاضواء في سبيل تفكيك عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين وتدوير الزوايا حول توزيع حقائب اخرى، وهذا الامر يقوده حزب الله، وعندما يحصل اي تطور حاسم فان تواصلا عاجلا سيحصل بين الحزب ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي ابلغ الى حليفه في "تفاهم مار مخايل" انه منفتح على التسهيل والتسريع في ولادة الحكومة".
واوضح المصدر انه "لم يحصل في الساعات الاخيرة اي تواصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وتحديدا بين المعاون اسياسي للامين العام لحزب الله حسين خليل ومسؤول وحدة الارتباط في الحزب وفيق صفا من جهة والنائب باسيل من جهة اخرى، وهذا يعني ان المشاورات لم تنته بعد على خط حارة حريك بيت الوسط وحارة حريك عين التينة، وما السقوف العالية التي برزت لا سيما السجال المتجدد اعلاميا بين التيار الوطني الحر من جهة وحركة امل وتيار المستقبل من جهة ثانية، والذي كانت ساحته مقدمات نشرات الاخبار الرئيسية والذي اتبع بمواقف لنواب ووزراء، الا مؤشر سلبي على ان الامور لم تتحرك من مكانها بعد".
واشار المصدر الى انه "لا معطيات جدية عن امكانية قيام الرئيس المكلف بزيارة القصر الجمهوري اليوم، وانه لم يحصل اي اتصال بهذا الخصوص من بيت الوسط برئاسة الجمهورية، علما ان هذا الامر قد يحصل في اي لحظة اذ درجت العادة ان يتصل الرئيس المكلف قبل ساعة من توجهه الى بعبدا طالبا مقابلة رئيس الجمهورية، اذ انه في مرحلة التأليف تبقى المواعيد مفتوحة وسريعة".
وما يكشفه المصدر هو "ان حزب الله الذي يعمل على خط ايجاد مخرج لما تبقى من عقد مانعة لتشكيل الحكومة، فانه استنفر ميدانيا لمنع تحول التوتر الاعلامي والسياسي والكلامي الى تحركات في الشارع، لا سيما في مناطق تماس نفوذ القوى المتساجلة، بعدما رصدت محاولات تشي بخطورة حصول هكذا تحركات في الشارع وفي نقاط محددة، الامر الذي استدعى معالجة صامتة ايضا، من منطلق ان هناك من يترصّد لاستغلال اي توتر لتحويله الى مصيبة اذ تبدأ الامور بشيء ولا تنتهي بشيء آخر".