كسروان- جبيل: المعركة بدأت ... ماذا عن التحالفات؟ | أخبار اليوم

كسروان- جبيل: المعركة بدأت ... ماذا عن التحالفات؟

فالنتينا سمعان | الأربعاء 14 يوليو 2021

فالنتينا سمعان- "أخبار اليوم"

لدائرة كسروان- جبيل رمزية خاصّة على الصّعيد المسيحي في الإنتخابات النّيابية وخصوصًا الماروني، فهي تضمّ سبعة مقاعد مارونيًّة ومقعدًا شيعيًّا واحدًا.

في انتخابات 2009 وما قبلها، يوم كانت هاتان الدائرتان منقسمتين وكان النظام الأكثري هو المعتمد، شكّلت دائرة كسروان أرضيّة خصبة لـ "التيار الوطني الحر" الذي حافظ على "تفوّقه" عبر شعبيّته وتحالفاته لسنوات عدّة.

أمّا اليوم، وكما دورة 2018، ومع اعتماد النّظام النسبي في القانون الإنتخابي، فقد اختلف الأمر، واختلطت الأوراق، أضف إلى ذلك تراجع شعبيّة الأحزاب بشكل عام لصالح القوى المدنيّة بحسب الإحصاءات.

وفي استشراف لما يمكن أن تحمله الإنتخابات المقبلة في هذه الدائرة، اعتبر القنصل جاك حكيّم، أنّه "من جهة المنطق علينا عدم التفكير بالإنتخابات لأنّ ما يحصل في البلد له أولويّة المعالجة، ولكن المجتمع الدولي بانتظارنا". وأكّد أن الحديث عن الإنتخابات يجب أن يبدأ فعليًّا بعد تاريخ 4 آب، باعتباره يومًا مفصليًّا في الشّارع وما قبله ليس كما بعده، داعيًا الشّعب إلى النّظر إليه نظرة يقظة وانتباه.

كسروانيًّا، لفت حكيّم عبر وكالة "أخبار اليوم"، أنّ الدائرة قادمة على معركة ما بين المستقلين وأصحاب الفكر والأحزاب على كافة أشكالها وتحالفاتها، وكفئة مستقلة لديها مشروع أن تواجه هذه الأحزاب، وإذا كان المجتمع المدني مقتنع بها عليه أن يدعمها، وباعتقاده أنه سيفعل لأنّ المستقلين يجسّدون قسمًا كبيرًا منه، خصوصًا الداعي للوحدة الوطنية اللبنانية، آملًا أن يمرّ 4 آب على خير لدخول مرحلة جديدة مرحلة اللّعبة الديمقراطية الصّحيحة.

 

معادلة قيّمة يجب أن تُتَرجم على الأرض

وفي قراءة للأسماء المتداول ترشيحها، نوّه حكيّم باستقالة النائب نعمة افرام المبكرة وموقفه  الذي من خلاله بدا مرتاح الضمير، واستطاع أن يستقطب مجموعة كبيرة من الناس الذي يستطيع أن يتواصل معهم بشكل يومي.

وعن "مشروع وطن الإنسان" الذي أطلقه افرام منذ نحو أسبوعين، رأى أنّه "مشروع جيّد، على مساحة الوطن بأكمله وغير متقوقع في كسروان، وما شهدناه يوم إطلاق المشروع من وجوه فكريّة علميّة يؤكّد أن افرام قام بمعادلة مهمّة وقيّمة، على أمل أن يستطيع إيصال ما يجب إيصاله من خلال العلم والثقافة ومساعدة الناس من الناحية الإنتاجيّة لا الماديّة كالتي تحصل في الإنتخابات النيابيّة التي يذهب المستفيدون بعدها باتجاه آخر، فافرام لديه مصالح، فكر اقتصادي وفكر صناعي تجاري يجب أن يُتَرجَم على الأرض، وهناك آمال كبيرة على المجموعة التي سيختارها لخوض الإنتخابات من خلالها"، لافتًا إلى أنّ افرام لا يمكنه خوضها مع أي حزب من الأحزاب، لأن فكرة "المستقلين" تسقط حينها.

 

الأرقام لن تكون مشجّعة

أمّا العميد شامل روكز، فاعتبر حكيّم أنّ وصوله إلى النّدوة البرلمانيّة كان بدعم مباشر من رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، وانشقاقه عن "لبنان القوي" غير كافٍ لإقناع الكسروانيين لأسباب عدّة، أهمّها أنّه صهر الرئيس ومن بيته، وبالتالي يمكنه الإستقالة من اللّعبة السياسيّة ولكن لا يمكنه الإستقالة من المجموعة الفكريّة التي أوصلته، فأبناء كسروان لا ينسون اللّوحات والصّور المعلّقة لروكز وعون بالبدلات العسكريّة مع عبارة "أنا شامل شامل أنا" التي كانت مؤثّرة جدًّا، لأنّ تاريخ "الجنرالين" عسكريًّا كان مشرّفًا، أمّا اليوم، وبنصحية أخويّة، "أتوجّه للعميد روكز الذي أحترم طالبًا منه عدم الترشّح للإنتخابات ليبقى في نظر الكسروانيين واللبنانيين عامّة بالمرتبة التي نعرفه بها، لأنّ أرقام هذه الإنتخابات لن تكون مشجّعة بما يكفي بالنسبة لروكز، والسّبب- شاء أم أبى- أن الحكم من أهل بيته، والعهد لديه الكثير من الإنحدار الشّعبي بسبب ضعف الأداء الذي أوصل البلاد إلى ما وصلت إليه".

وعن المعلومات التي تفيد بإمكانيّة نقل ترشيح روكز إلى البترون، اكتفى حكيّم بالقول: "هذه التنقلات لا تكون حيويّة باللّعبة الإنتخابيّة".

 

ماذا عن الأحزاب؟

وبالإنتقال إلى اللّوائح الحزبيّة في الدائرة، أشار حكيّم إلى أن شعبيّة "الوطني الحر" في الشارع الجبيلي والكسرواني تراجعت، على الرغم من أنّه لا يزال مؤثّرًا ويملك حظوظًا لمرشّحينه.

أمّا "القوات اللّبنانيّة"، فأسهمها جيّدة وإلى مزيد من التقدّم، خصوصًا بعد أدائها الجيّد، وما حصل أول من أمس في معراب مع سفير المملكة العربيّة السعوديّة وليد البخاري، هو حدث غير اعتيادي، مؤثر جدًّا في الشّارع اللّبناني عامّة والمسيحي خاصّة، أضف إلى ذلك "القوّة" التي تعطيها السعوديّة "للقوات"، فهي ليست بمزحة ولا على الهامش.

 

ترؤس لائحة أم تحالف؟

وعن توجّه النائب فريد هيكل الخازن في هذه الإنتخابات، قال حكيّم: "هو أكثر قربًا من افرام، فبحكم موقعه السياسي في "المردة" الأكيد أنّه ليس قريبًا من "القوات" في اللّعبة السّياسية، وفي نفس الوقت هو بعيد جدًّا عن "الوطني الحر"، وإن لم يكن هناك من تعاون بين افرام والخازن، فالأخير لديه استعداد لتشكيل لائحة، وبدل أن نكون أمام 3 لوائح نكون أمام 4".

وتابع: "تبيّن من خلال دراسة سابقة ومن تجربة 2018 أنّ رئيس اللائحة هو الأوفر حظًّا لنيل "الحاصل" وبالتالي الفوز، من هذا المنطلق من الممكن أن يرى الخازن أن مصلحته تكمن في تشكيله لائحة وخوض الإنتخابات من خلالها.

خلاصة القول، توقّع حكيّم أن يكون هناك ثلاث لوائح، واحدة "للوطني الحر" وثانية "للقوات" وأخرى للمستقلين وافرام، آملا ألّا يكون هناك رابعة، ليكون الخيار أوضح للكسروانيين.

 

هل من نيّة للترشّح؟

وعمّا إذا كان لدى حكيّم نيّة للترشح، أجاب: "لا أخفي على أحد، إن رأيت أنني قادر على خدمة منطقتي في الموقع النيابي، لن أدير ظهري وسأخوض الإنتخابات، فأنا وأهلي وكلّ من يعرفني جاهزون وحتى ماكينتي الإنتخابيّة جاهزة، ولكن من المبكر جدًّا أن "ندوّر الموتورات".

وفي حال قرّر حكيّم خوض المعركة، جزم أنّه لن يكون مع "الوطني الحر" لأنّه غير مقتنع بفكرهم السّياسي، على عكس "القوات" التي تربطه بهم علاقة صداقة كما بالخازن وإفرام الذي تربطه علاقة جيّدة به ولكنّهما لم يتحدّثا يومًا في الإنتخابات وتشكيل اللّوائح.

وختم: "حتّى اللّحظة لا أحد يعرف كيفيّة تشكيل التّحالفات، وفي حال ترشّحي لا أخفي أنّي سأقوم بمصلحتي لأستطيع الوصول، والأشخاص التي أسميتها أنا قريب من فكرها وتطلّعاتها".

تعدّ وكالة "أخبار اليوم" ملفًّا عن الانتخابات النّيابية، وللإطلاع على موضوع ذات صلة تحت عنوان: "التّيار الأزرق" يعدّ عدّته الإنتخابيّة... فهل يخوضها منفردًا؟، إضغط هنا

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار