بعد "طلاق" عون والحريري... اللّبناني طفل مشرّد | أخبار اليوم

بعد "طلاق" عون والحريري... اللّبناني طفل مشرّد

فالنتينا سمعان | الجمعة 16 يوليو 2021

لا داعي للمبالغة بالتهليل ولا بالتهويل... اهلعوا

فالنتينا سمعان- أخبار "اليوم"

بعد ما علّق اللّبنانيّون آمالهم على "ولادة قيصريّة" لحكومة برئاسة سعد الحريري، تفاجأوا بـ"الطلاق" الأخير من رئيس الجمهوريّة ميشال عون، والإتفاق على "الإجهاض"، فخابت آمالهم التي علّقوها على "الثنائي" طيلة 9 أشهر، وذهبت تمنّياتهم بـ"الخلاص بالسلامة" سدىً.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تفاجأ اللّبنانيّون طالما أنّ هذا السيناريو كان متوقّعًا، وماذا كانوا ينتظرون من مشاورات كانت واضحة المعالم بمماطلة زادت عن حدّها لهذا السّبب أو ذاك؟

مهما يكن، فإن الخلاصة أتت على الشكل التالي، وقلّة قليلة من اللّبنانيين من فَهِموا تداعيات هذه الإستقالة في إطارها الصّحيح، فقد سارعت الأغلبية -وكعادتها- إلى الانقسام بين مهلّلٍ لهذه النتيجة التي يرونها بداية خلاص وعبور إلى مرحلة جديدة، وبين مهوّل لما ينتظر لبنان من انفجار كان قد حذّر منه الكثيرون، ولكن للمفارقة أنّ هذه الفئة هي نفسها من قطعت الطرقات وكسّرت وألهبت الشارع تضامنًا مع الحريري.

ولكن ما فات هؤلاء المهلّلون والمهوّلون، أنّ اللعبة أصبحت مكشوفة والمسرحيّة باتت مملّة، قفد نسوا على الأرجح أنّ القرار اللّبناني لا قيمة ولا أهميّة له في ظلّ القرار الدولي، فهل راهن الحريري مثلًا في "سفراته" كلّها على شخصه وحبّ الدول لعينيه؟ أم أنّه ظنّ أن الأسماء تعني للخارج بقدر ما تعنيهم مصالحهم الشّخصيّة؟ وهل المفارقة تجلّت بعدم زيارة أي من الفرنسيين، الأمركيين، السعوديين، المصريين وحتى ممثّل عن الفاتيكان لرئيس الجمهوريّة للضّغط عليه بقبول هذه التّشكيلة؟ أما آن الأوان ليفهم اللّبنانيون أنّهم يدورون في الحلقة نفسها لأنهّم ليسوا سوى دمية يحرّكها الخارج بالتواطؤ مع الداخل؟

وبالإنتقال إلى الأحزاب السّياسيّة المعارضة أو الموالية، يتأكّد أنّ "الستاتيكو" السائد سيبقى في المسار نفسه دون التنازل لرتبة "مواطن"، وذلك عبر الإكتفاء بإصدار البيانات وإعطاء المشورات بتفصيل كل قرار على قياس كل حزب، دون المبادرة بحلول واقعيّة منطقيّة تطبّق على أرض الواقع، وإن فعلت تُبقيها في إطار الإقتراحات وتلقي اللّوم على الآخرين في عدم إمكانية تطبيقها، فتستقطب "الجماهيرية" المطلوبة رغم عدم قيامها بشيء.

أمّا المجتمع المدني، والذي من المفترض أن يكون البوصلة للرأي العام خصوصًا في الأيام القادمة، فلا يزال مشتّتًا، ولا يرتقي بعد إلى كونه الموجّه أو الدّليل نحو التغيير المنتظر، فهو أيضًا بلا حلول ولا مجرّد  اقتراحات، وإن فعل فبصيغة ضائعة الهوية، فمنذ 17 تشرين لا يزال فاقد للقادة المؤثرين واضحي الشّخصيات والتوجّهات، ولا يزال مجموعات مقسّمة غير قابلة للإقناع بأهداف موحّدة.

من هذا المنطلق، يبقى لبنان في دائرة مفرغة مجهولة التوجّه، ويبقى اللّبنانيّون هم الخاسرين الأوائل والقادمين على خسارة أكبر وأشمل، وما الدليل على ذلك سوى القفزة النارية للدولار والتوقعات بقفزات متلاحقة سترهق كاهل المواطن أكثر ممّا هو مرهق على الأصعدة كافّة بدءًا من لقمة عيشه وصولًا إلى صحته، فلا داعي للمبالغة بالتهليل ولا بالتهويل المصحوب بالدفاع عن "أسماء"، بل هناك داعٍ "للهلع" والعودة إلى أرض الواقع والتعامل مع الأحداث بكل جديّة وصرامة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة