للشّعب الجائع والعطشان والمريض... "ما حكّ جلدك إلا ظفرك"! | أخبار اليوم

للشّعب الجائع والعطشان والمريض... "ما حكّ جلدك إلا ظفرك"!

انطون الفتى | الخميس 22 يوليو 2021

مصدر: قدرة التأثير الحقيقي تبقى في يد الحركة الشعبية الداخلية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بمعزل عن الأسباب التاريخية غير الجديدة، التي تنعكس دائماً على اشتعال الأهواز في إيران، نسأل عن حدود تأثير الإحتجاجات الحاصلة حالياً على مستقبل الملفات الإيرانية الداخلية والخارجية، على أكثر من صعيد.

 

ليست جديدة

فالإحتجاجات في إيران عموماً، وليس في إقليم الأهواز فقط، ليست جديدة بحدّ ذاتها، وهي لطالما قوبِلَت بغضّ نظر دولي عن بَطْش السلطة السياسية والأمنية الإيرانية، بالشعب المُحتجّ مرات ومرات، لأسباب مختلفة وكثيرة.

 

الديموقراطية

وهنا أيضاً، نذهب الى ما هو أبْعَد من الأهواز. فهل من المستحيل إدخال الشعب الإيراني، كعنصر أساسي في أي مفاوضات إقليمية، أو دولية، مع طهران؟ وهل يُمكن الإكتفاء بالإصرار على إشراك حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة مثلاً، بمسار فيينا النووي، دون الإلتفات الى إرادة الشعب الإيراني الذي قد لا يقبل بتحرير الأموال الإيرانيّة من العقوبات الأميركية، لإنفاقها مجدّداً على أنشطة عسكرية في ساحات إقليمية، وعلى ميليشيات إيرانية في المنطقة، على حساب كهرباء وحياة وشَبَع وصحة الناس في إيران؟

وماذا عن الديموقراطية، وحقوق الإنسان، واحترام حقّ الشعب الإيراني بتقرير مصيره، إذا بقي هذا الشّعب جائعاً، ومريضاً، ومفتقراً الى الكثير من الأساسيات، رغم أنه يمتلك مقدّرات هائلة في بلاده؟

 

اللّعبة التقليدية

لفت مصدر مُتابِع للملف الإيراني الى أن "الإحتجاجات الشعبيّة الإيرانية تأتي حالياً على وقع مساعي إعادة الملف النووي الإيراني، الى داخل القُمْقُم، من قِبَل المجتمع الدولي، حتى لا يخرج عن السيطرة، ومنعاً لتحويل استعمالاته الى أغراض عسكرية، سواء من خلال طاولة فيينا، أو عبر المفاوضات الإيرانية - السعودية".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الجديد في الإحتجاجات الإيرانيّة هذه المرّة، هو أنها تأتي بعد انتخاب رئيس إيراني متشدّد هو ابراهيم رئيسي، لا فارق عملياً بينه وبين "مرشد الجمهورية" علي خامنئي. وبالتالي، هي احتجاجات ترافق الخروج الجزئي من اللّعبة السياسية التقليدية التي كانت تسعى دائماً لإظهار أن الدولة الإيرانية المتمثّلة بالرئيس الإيراني، مختلفة عن الثّورة الإسلاميّة المتمثّلة بمرشد الجمهورية، ولو من باب الشكليات".

وأضاف:"لهذا الأمر مردوده الكبير مستقبلاً، إذ ما عاد يُمكن للمرشد الإيراني أن يتنصّل من المسؤولية عن السياسات الإيرانيّة التي لا توفّر احتياجات الشّعب الإيراني. وهو ما قد يجد ترجمته في احتجاجات شعبية أكثر، في المستقبل".

 

الحركة الشعبيّة

وأكد المصدر أن "كلّ فشل لحكومة ابراهيم رئيسي، سيكون فشلاً للمرشد الإيراني بحدّ ذاته. وهذا جديد نسبياً في العصر الحديث".

وردّاً على سؤال حول ضرورة إدخال الشعب الإيراني، كنقطة أساسية في أي مفاوضات مع إيران، أجاب:"في العادة، تتجنّب الدول التدخُّل بالقرارات السيادية، وبالشؤون الداخلية لبعضها البعض، بما في ذلك وُجهَة إنفاق الأموال المُفرَج عنها بعد عقوبات، خصوصاً إذا كان ذلك لا يؤثّر على مصالح الدول الكبرى مباشرة".

وختم:"العقوبات وسيلة للضّغط على إيران، ولدفعها الى استعمال أموالها داخل حدودها، وليس في ساحات المنطقة. ولكن قدرة التأثير الحقيقي تبقى في يد الحركة الشعبية الداخلية، والمدى الذي يُمكنها أن تصل إليه في فرض حاجاتها على النظام الإيراني، ومنع إنفاق الأموال الإيرانية عموماً، وتلك التي سيُفرَج عنها بموجب الإتّفاق في فيينا، على مشاريع خارجية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة