من ليبيا الى الفاتيكان... الجيوش والقتال في المقرّ البابوي وبازيليك مار بطرس! | أخبار اليوم

من ليبيا الى الفاتيكان... الجيوش والقتال في المقرّ البابوي وبازيليك مار بطرس!

انطون الفتى | الجمعة 23 يوليو 2021

وضع إعادة بناء هيكل أورشليم على الطاولة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في تموز من العام الفائت، أُعيد تحويل كاتدرائية "آجيا صوفيا" الى مسجد، فيما يشكّل 24 الجاري (أي غداً) الذّكرى السنوية الأولى لأول صلاة جمعة في الكاتدرائية، بعد 86 عاماً.

فهل هي صدفة أن يتزامن قرار الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان إعادة افتتاح مدينة فاروشا (مدينة الأشباح)، في قبرص، بعد عام من فرض وضع جديد في "آجيا صوفيا"؟

 

واحد

رغم كلّ ما يفعله أردوغان منذ سنوات، على صعيد الإنقلاب على الإتّفاقات "الأتاتوركية" - البريطانية، نجده يمضي بسياساته مُتجاهِلاً أي عقوبات، سواء كانت أوروبية أو أميركية.

حرب ليبيا، بأدقّ تفاصيلها، قد تكون البرهان الأكبر على أن أردوغان، الذي يقدّم نفسه وكأنه الخليفة الجديد للمسلمين، هو واحد، مع الغرب العلماني، الذي رغم أنه أقرب الى الإلحاد، إلا أنه (الغرب) يغطي الممارسات "الأردوغانية" الإسلامية، في كل شيء.

 

"تنمير"

وأردوغان هو واحد مع الشرق الروسي، الذي يغضّ النّظر الأرثوذكسي عن المساس بـ "آجيا صوفيا"، وعن الإضطّهاد التركي للأرثوذكس في تركيا وقبرص.

وأردوغان هو واحد مع الشّرق العربي، الذي يتنافس معه بسبب انتهاكاته في سوريا والعراق وليبيا... فيما يصمت عن تجاوزاته تجاه الأقليات في تركيا، ولو من باب "التنمير".

 

أيضاً وأيضاً

وأردوغان هو واحد مع الشرق الإيراني أيضاً، الذي يتنافس مع الأتراك إسلامياً، لأسباب عدّة، بينما ينسّق (الإيراني) معهم (الأتراك) في ليبيا، وفي ساحات أخرى.

وأردوغان هو واحد مع الشرق الصيني، إذ "يفحّل" في وجه الغرب، ويهدّده، بينما "يُخَوْرِف" (أردوغان) تجاه الممارسات الصينية بحقّ "الأيغور".

 

أوسع

هذه كلّها منظومات واحدة، تشترك في حرب ليبيا، في شكل مُستَتِر وخفيّ، وعلني. فحتى الصين، موجودة هناك، وإيران مثلها. و"الأجندات" المتعدّدة في ليبيا قد تلتقي في النّهاية على أمر واحد، يعود الى تحويل "آجيا صوفيا" الى مسجد.

صحيح أن تركيا تدعم اقتصادها، من خلال وجودها في الساحة الليبية. وصحيح أنها تبحث عن أدوار إقليمية ودولية، أبعَد من حدودها بكثير. ولكن لا بدّ من ذكر أن حرب ليبيا أبْعَد من النّفط، ومن تصارُع إقليمي أو دولي، وأوسع من التأثير على مشاريع الطاقة في المتوسط.

 

أسباب حقيقية

إعادة تحويل "آجيا صوفيا" الى مسجد منذ عام، يُقابَل حتى الساعة بغضّ نظر عالمي، عن أسبابه الحقيقية التي لم تخرج من الوجدان التركي والإسلامي. والكلّ يُدرِك تلك الأسباب، ويتجاهلها.

فـ "فَتْح" القسطنطينية، هو بالنّسبة الى معظم المسلمين (رغم رفض بعضهم القليل لذلك)، (هو) تطبيق حديث للرسول، الذي سُئِلَ عن أن أياً من المدينتَيْن تُفتَح أوّلاً، القسطنطينية أو رومية (روما)؟ فأجاب:"مدينة هرقل تُفتَح أوّلاً، يعني القسطنطينية".

 

الى إيطاليا

وانطلاقاً ممّا سبق، يتّضح أن روما تأتي "ثانياً"، مهما طال الزّمن. وهذا ما يفسّر المُزاحَمَة التركية، وحتى الإيرانية، للعرب في ليبيا، و(يفسّر) الإطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي، الذي كان يحلم هو بغزو روما.

أما السّعي التركي لفرض حلّ الدولتَيْن في قبرص، وللتلاعُب بالمناطق الإقتصادية الخالصة في البحر المتوسّط، فما هي كلّها إلا محاولات لتقوية الحضور التركي في البحر، بما يُشبه التحضير لزمن آخر، وذلك تماماً كما أن الغزو العثماني للقسطنطينية قبل قرون، سبقته تحضيرات عسكرية وسياسية، مثل عقد معاهدات مع أعداء السلطنة العثمانية، بهدف التفرّغ لاحتلال القسطنطينية، وضمان السيطرة عليها.

 

ضجيج

ليبيا، بطول ساحلها على البحر المتوسط، هي مركز عبور إلى أوروبا، وبوّابة إليها، يمكن الولوج من خلالها (ليبيا) الى القارة العجوز بسهولة، والى إيطاليا تحديداً، وهنا الأساس. وأما "فَتْح" روما، وفق المعطيات السابقة، فهو يعني أن العَيْن على بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، وعلى جعلها "آجيا صوفيا" ثانية، من حيث المصير.

المفارقة، هو أنه خلال الوقت الضّائع، يُسمِع الغرب ضجيجاً كثيراً تجاه أنقرة، في ليبيا وقبرص والبحر... منذ وقت طويل نسبياً، بلا مفعول. فيما يتفرّغ الروس "للمناقمة" بالأوكرانيين، وبالبولنديين... ولكنّهم "مش فاضين" للإهتمام بأرثوذكسيّي اسطنبول وتركيا.

 

الفاتيكان

وبالتالي، من سيُعارض مسار حلّ الدولتَيْن في قبرص، الذي سيفرض "التتريك" في النهاية فرضاً، طالما أن ذلك يمهّد للسّقوط بـ "الفخّ الأكبر"، وهو تعويم مستقبل زاهر "للتهويد"، بما هو أوسع من ملف الصّراع الإسرائيلي - الفلسطيني؟ ومن سيُطالِب باستعادة "آجيا صوفيا" ككاتدرائية، وبالحفاظ على غيرها من الصّروح، طالما أن التلاعُب بمصيرها يحقّق هدف السّقوط بـ "الفخّ الأنسَب"، الذي يضع إعادة بناء هيكل أورشليم، على الطاولة، باتّفاق في ما بين الجميع؟ و"التتريك" مقابل "التهويد"، لن يطول الزّمن بهما كثيراً، قبل أن يُكمَّلا بـ "التفريس" (الفرس)، والتعريب (العرب)، التي ستجتمع كلّها، لوقت، الى أن يحين الوقت.

وأما في هذا الوقت... الأوروبيون، والأميركيون، والصينيون، والروس، والعرب، والأتراك، والإيرانيون...، يتقاتلون في ليبيا. يتقاتلون بيد واحدة تُدير المعارك، وقد تنهيها عندما يصمت الجميع عن وصول الجيوش الى ساحات الفاتيكان.

موضوع بعنوان: ترامب ونتنياهو سقطا أما "صفقة القرن" فباقية... "باللّي بقيوا"!؟، إضغط هنا:

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار