مصدر امني لـ"أخبار اليوم": حذار من حكومة انتخابات ستزيد الخلافات
العقار 10452كلم2 باقٍ ولكن هل سيبقى سكانه ومن سيبقى منهم؟
عمر الراسي - وكالة أخبار اليوم
تتراكم الاسباب، ويتجمع الاحتقان في النفوس، ويأتي فجأة السبب المباشر لتندلع الحروب!
وربما تراكم الاسباب والاحتقان يظهر في اشكاله المختلفة في لبنان بدءا من خريف العام 2019 حيث يمر البلد بأسوأ أيامه منذ ما بعد الحرب الأهلية. يعاني الناس من ازمة اقتصادية حادة وتداعيات انفجار كارثي... مما ادى الى ركود الاقتصاد وانعدام تدفقات رؤوس الأموال... وصولا الى العجز الضخم في الميزانية.
وفي الاشهر الاخيرة انطلقت المواجهات في الاحياء على خلفية تأمين المحروقات او ما سوى ذلك من اساسيات الحياة، فنجد من يشهر سلاحا او من يرفع خنجرا... والنتيجة العديد من الضحايا هنا وهناك: من الضنية الى طرابلس مرورا ببيروت فخلدة وصولا الى البقاع.... واخيرا ما حصل في الايام الاخيرة بين بلدتي مغدوشة وعنقون، حيث اتخذ الخلاف طابعا طائفيا بين الشيعة والمسيحيين في تلك المنطقة...
المخاوف لدى اللبنانيين باتت مشروعة انطلاقا من قاعدة "المصائب لا تأتي فرادى"... فهل يصبحون تحت وطأة حرب مسلحة تضاف الى "الحرب الاقتصادية الرازحين تحتها؟
مصدر امني يستبعد ان تتطور الاشكالات الامنية اكثر، معتبرا ان الحرب الاهلية غير متوقعة بين الطوائف. لكنه يحذّر في الوقت عينه من استمرار الازمات الاقتصادية والمالية، التي لم تعد تتوقف على طبقة او فئة، اذ حتى من يملك المال الكافي قد لا يستطيع شراء حاجاته، مما سيؤدي الى المزيد من التوترات الأمنية لا سيما على مستوى السرقة والجرائم الفردية والقتل والثأر...
ويشدد المصدر، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان الخطوة الاولى على طريق وضع حد للتدهور، تبدأ بتأليف حكومة الامر الذي يريح الناس قليلا. ويضيف: شرط ان تبدأ هذه الحكومة بالعمل في اسرع وقت ممكن من اجل تأمين احتياجات الناس الاساسية من مواد غذائية وادوية ومحروقات وكهرباء...
ويتابع: في المقابل، لا يجوز ان تتألف على انها حكومة انتخابات، فالوضع لا يحتمل خلافات تفرزها الاستعدادات للانتخابات، بل يجب ان تكون فعلا مدخلا للحلّ.
وردا على سؤال، يرى المصدر ان كل الاطراف باتت مأزومة وتريد "السترة"، خصوصا وانها تعلم ان الاجهزة الامنية اليوم لم تعد فاعلة كما كانت سابقا، فالعناصر يعانون من الجوع والعوز مثلهم مثل كل اللبنانيين، والآليات معطلة ولا قدرة لاصلاحها لغياب الموازنة والحاجة الى الدولار الفريش من اجل شراء قطع الغيار... ويقول: قد يكون خلاص لبنان على يدّ "العالقين بين بعضهم البعض" الذين اوصلونا الى ما نحن فيه، محذرا: اذا وقع الخلاف مجددا حول تقاسم الجبنة ، فـ"العوض على سلامة البلد".
ويختم: العقار بمساحة 10452كلم2 باقٍ، ولكن السؤال: هل سيبقى سكانه، ومن سيبقى منهم؟
اقرأ ايضا: من الأونيسكو الى مغدوشة… برّي وعون وجهاً لوجه في الشارع!