الاغنية من كلمات الشاعر حسين السيد وألحان الموسيقار الدكتور طلال
"أخبار اليوم"
بدأت مسيرة يارا الغنائية قبل ٢٣ عاماً وهي في سن الخامسة عشرة. ففي سنة ١٩٩٨ اشتركت كارلا البرقاشي بإسمها الحقيقي في احدى حلقات برنامج كأس النجوم للمخرج الراحل سيمون اسمر على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشيونال وفازت بالكأس حينها. غابت بعدها لفترة ثم عادت للساحة الفنية وبدأت كارلا التي تحولت الى يارا مشوارها الاحترافي بمساعدة من الملحن طارق ابو جودة الذي قدمها للجمهور واختار لها اسمها الفني. أولى تجاربها الاحترافية كانت من خلال كليب "حب كبير" سنة ٢٠٠٤ وقد عُرض العمل على قناة ميلودي وقتها بشكل مكثف وعرّف الجمهور العريض على الفنانة الجديدة. عام ٢٠٠٦، غنت يارا مع فضل شاكر دويتو "اخذني معك" ما ساهم في انتشارها اكثر واكثر عربيا وصُوّرت الاغنية تحت إدارة المخرج سعيد الماروق. وفي السنة التالية، أطلقت يارا أغنيتها الخليجية الاولى "صدفة" وقد أدتها للمرة الاولى اثناء مشاركتها كضيفة في أحد برامج الهواة وصورتها لاحقا تحت ادارة المخرجة ميرنا خياط. شكلت "صدفة" نقلة نوعية في مسيرة يارا التي اصبحت بسببها من اكثر الفنانات طلباً في الخليج للحفلات والاعراس، فيما بقيت في لبنان مغنية معروفة ومحبوبة من دون ان تصبح في مصاف نجمات الصف الاول كنانسي عجرم ونوال الزغبي ونجوى كرم واليسا.
قدمت يارا العديد من الاغنيات المصورة الناجحة على مر السنوات ال١٧ الماضية ابرزها "توصى فيي" للمخرجة ليلى كنعان و"ما يهمك" و"شفتو من بعيد" للمخرج جو بو عيد و"يا عايش بعيوني" للمخرج جاد شويري. لكن العمل الذي حصد اكبر عدد من المشاهدات من بين كليبات يارا المتوفرة على يوتيوب، كان "ما بعرف" وهي الاغنية المصورة التي شاركها فيها الممثل والمقدم عادل كرم وحملت توقيع المخرج ناصر فقيه، وقد جمعت منذ اطلاقها عام ٢٠١٥ وحتى اليوم، اكثر من ٢١٦ مليون مشاهدة، وهو رقم لا يستهان به اطلاقاً.
قبل ثلاثة ايام، اصدرت يارا أغنية باللهجة المصرية بعنوان "أنا رحت منك" تعاونت فيها مع الشاعر حسين السيِّد والملحن الموسيقار الدكتور طلال والموزع الموسيقي زيد نديم. وصوّرت أغنيتها الجديدة في دبي على طريقة الفيديو كليب تحت إشراف المخرج نويل باسيل، وتعتبر هذه الأغنية الأولى من ألبوم يارا اللبناني المصري الذي كشفت عنه أخيراً، وهو بعنوان "ملّيت". وعن تفاصيل الكليب قال المخرج ان الفكرة جديدة على يارا، إذ نراها تجتمع مع أصدقائها لتنفيذ مقالب كوميدية بحبيبها الذي يبدو ان "عينو لبرّا".
لكن المفارقة ان الكليب الذي سعى لأن يكون طريفاً اتى متضارباً مع جو الأغنية الدرامي، اذ تقول كلماتها: "أنا رُحت مِنَّك وانتَ اللي عارف مِن إمتى… أنا غِبت عَنَّك وإنت اللي عايِز كده إنتَ… ما بخافش خلاص ولا باقيه عليك… ما هو راح من قلبي حنيني إليك… إن كان عليّا أرجعلك وارجَّع الودّ وأسامح… لكن هعيش ازاي جنبك بقلب غير قلب مبارح… زعلان من إيه مش ده طلَبَك… وحا تِزعَل ليه مُش ده أَمرَك".
قد تكون جيدة فكرة المخرج اظهار يارا في صورة مختلفة عما ظهرت عليه في كليباتها الاخيرة واقرب الى فيديوهاتها العفوية التي تقدمها على السوشيل ميديا، لكن تطبيق هذه الفكرة على اغنية تنتمي للطرب الشعبي وكلامها يختزن معاني الفراق بين حبيبين لم يكن موفقاً، فأتت النتيجة مخيبة للآمال رغم الجهد المبذول في انتاج الكليب وتنفيذه والذي لا يمكن انكاره. وكان يمكن لنا ان نكون اكثر تسامحاً مع العمل لو انه لفنانة مبتدئة وليس ليارا، سيما وان الاخيرة استطاعت في الماضي ان تقدم لنا كليبات مميزة كانت حديث الناس لفترة طويلة وابرزها كليب "ما يهمك" الذي يطلق عليه كثيرون اسم "كليب البندورة" وما زال مطبوعاً في ذاكرتهم رغم مرور سنوات طويلة عليه.
في اي حال، مشكلة يارا مع الكليبات في السنوات الخمس الاخيرة مشابهة لمشكلة فنانات لبنانيات اخريات قدمن في الماضي اغنيات مصورة "غير شكل" لكنهن عجزن بعدها عن تقديم اعمال جديدة تضاهي ما في ارشيفهن، لنقص في الامكانات المادية ربما او لأسباب تتعلق بال"انا" المتضخمة لديهن والتي لا تسمح لهن بالانفتاح على تقديم افكار جريئة وخلاقة خشية الا يتقبلها جمهورهن لأنهن ما عدن في اول الطريق. والاكيد ان الحل الوحيد لهذه المشكلة هو في النظر الى الغرب ومتابعة الاغنيات المصورة التي تقدمها نجمات مر على مسيراتهن الفنية اكثر من عقدين وهن لا يزلن الى اليوم مصرات على ابهار المشاهدين بأغنيات مصورة تتحدى القيود وتكسر حواجز الخوف من ردود الفعل السلبية. فالفن قبل شيء يتطلب المغامرة والتجدد والا "باي باي"…