"الصحة العالمية" استفاقت في لبنان... "بتعملوا هيك وهيك أو ما تحلموا بالصحة"! | أخبار اليوم

"الصحة العالمية" استفاقت في لبنان... "بتعملوا هيك وهيك أو ما تحلموا بالصحة"!

انطون الفتى | الجمعة 17 سبتمبر 2021

سكرية: أسباب سياسية تحكّمت بغيابها عن لبنان خلال المدّة السابقة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

فيما الطغمات الفقيرة، والأكثر حاجة بين اللبنانيين، هي التي تتعذّب تحديداً في تأمين أدويتها، بين سقوط تحت رحمة نشاط "السوق السوداء"، حتى من قِبَل بعض الصيادلة "الشبيحة"، بموازاة انعدام قدرتها على توفيرها من الخارج، وبينما الواقع الإستشفائي وصل الى مراحل "مُرعِبَة" من العمل "عا الهوّارة"، وبما يتناقض مع الأخلاقيات المهنية، زار مدير عام منظمة "الصحة العالمية" تيدروس أدهانوم غيبريسوس لبنان، على رأس وفد من المنظمة أمس، مُطلِقاً تصريحات من مستوى استمرار تقديم الدعم للحكومة الجديدة في المجالات التي تقع ضمن اختصاص المنظمة، للمساعدة على حلول سريعة، وطويلة الأمد، مثمّناً استضافة لبنان للنازحين السوريين، وواعداً بالتواصل مع المانحين، وبِحَثّ الأسرة الدولية على أخذ هذه الاستضافة في الاعتبار، لدى المساعدة في عملية النّهوض الإقتصادي.

خبرات

كما أعلن عن وضع الخبرات العالية الموجودة في "الصحة العالمية" بتصرّف لبنان، والجهوزية لإرسال فريق لمساعدة وزارة الصحة، بناءً على طلبها، من أجل وضع الخطوات العملية، في إطار التصوّر الشامل حول حاجات لبنان الصحية.

 

"خشبي"

الأزمة الصحية في لبنان، والتي تتسبّب بوفيات صامتة لا أحد يسأل عنها، بدأت تتحضّر منذ أشهر طويلة، الى أن انفجرت في أيار الفائت، وذلك دون أن تتحرّك أي جهة صحية دولية تجاهنا، حتى لأسباب إنسانية، إلا اليوم. فماذا عن المستقبل الصحي اللبناني، وسط كلام "خشبي" يصدر حتى الساعة، عن الخارج والداخل معاً، على هذا الصّعيد؟

 

شركات الأدوية

شدّد رئيس الهيئة الوطنية الصحية "الصحة حق وكرامة" الدكتور اسماعيل سكرية على أن "تحرُّك منظمة "الصحة العالمية" تجاه لبنان في الوقت الراهن، يأتي من ضمن الإهتمام السياسي الدولي بلبنان، والهبّة التشجيعية، بعد تشكيل حكومة، وبعدما سقط لبنان إقتصادياً، وانهارت قيمة عملته الوطنية بقوّة. وهو ينسجم مع هبّة  "صندوق النّقد الدولي" تجاهنا أيضاً. فتلك المنظمة (الصحة العالمية) ليست بريئة، ولا هي جمعية خيرية، بل تعمل من مُنطلقات سياسية".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "تلك المنظمة هي منبر سياسي في العمق، موجَّهَة بشكل ملحوظ من قوى "رأس المال" العالمية، وبالدرجة الأولى شركات الأدوية التي تؤثّر على توجهاتها وقراراتها وتحركاتها. والدليل على ذلك، هو أنه في أفريقيا، لا توجد تغطية لأدوية ضدّ الملاريا أو السيدا مثلاً، وذلك لأن الفقر يسيطر هناك، ولا قدرة على دفع المال".

 

توقيت سياسي

وأكد سكرية أن "الحديث عن الاستعداد لمساعدة لبنان هو ديبلوماسي، نسمعه من كل من يزور أي بلد حول العالم. أما ترجمته، فتعود الى ما سيُطلَب من منظمة "الصحة العالمية" على مستوى الداخل اللبناني، سواء من قِبَل وزير الصحة الجديد، أو الحكومة الجديدة".

وأضاف:"الأسباب السياسية هي التي تحكّمت بغياب منظمة "الصحة العالمية" عن لبنان خلال المدّة السابقة، رغم أزمة انقطاع الأدوية، والأزمة الإستشفائية. فالدواء اختفى من البلد تحت أعينها، ولا قدرة لدى الكثير من المرضى على تأمينه من أي مكان في الداخل أو الخارج، ولم يتحرّك ضميرها رغم ذلك، إلا في توقيت سياسي بامتياز".

 

صمت

ولفت سكرية الى "أنهم سيتركون لبنان لمزيد من التدهور الصحي والإنساني، إذا لم ينفّذ الشروط الدولية الموضوعة عليه. وقد لا يهتمّون إلا بأمر واحد، وهو أن لا ينهار أمنياً، لأن لا مصلحة لهم بحصول ذلك. فأسعار الأدوية والمحروقات، بموازاة الفقر وعَدَم قدرة الناس على التحمُّل، لا تهمّهم".

وتابع:"السرقات في لبنان، والفساد، حصلوا لسنوات طويلة سابقاً، تحت أعيُن كل المؤسّسات المالية والصحية الدولية، التي لم تتحرّك حتى للسؤال عن مصير الأموال التي تقدّمها، والتي تُسرَق داخلياً، وذلك لأن مصلحتها السياسية كانت تقتضي الصمت، في الماضي".

 

السياسة الدولية

وقال سكرية:"أنا كنت أول من أشعل ملف الصحة والدواء في البلد، وأول من أشار الى حَجْم الفساد فيه. وقدّمت الكثير من المعلومات والأسئلة على هذا الصعيد، والتي كان من الممكن الاستفادة منها لإصلاح القطاع الصحي والدوائي. أما النتيجة، فكانت غياب التفاعل تجاهها، رغم الإعجاب بها من قِبَل أكبر الجهات الدولية. كلّهم هربوا، تماماً مثل من يهرب من أبرص".

وختم:"ما قدّمته أنا من معطيات ومعلومات، يُسقط حكومات في دول الخارج، ولكن المجتمع الدولي لم يتحرّك تجاهها في لبنان. فالصحة تقع على خط السياسة الدولية، وإذا لم نساعد أنفسنا نحن في الداخل، فلن يساعدنا أحد".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار