سلاح فتّاك قد يُخضِع القوى الدولية في لبنان فهل نُترَك لمصيرنا الأسود؟ | أخبار اليوم

سلاح فتّاك قد يُخضِع القوى الدولية في لبنان فهل نُترَك لمصيرنا الأسود؟

انطون الفتى | الجمعة 17 سبتمبر 2021

الشاعر: مصالح الدول الغربية تمرّ بأن يكون لبنان دولة ديموقراطية عصرية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

عن أي انتخابات نيابية تجدّد السلطة في لبنان، يتحدّث المجتمع الدولي؟ وأي انتخابات نيابية تشكّل المدخل الفعلي للعمل الجدّي، ولفكّ الحصار الإنساني المُتلازم مع الأزمة الإقتصادية والمالية، طالما أن الدول الكبرى نفسها بدأت بترسيم خطوط تسوياتها مع الطبقة السياسية اللبنانية المُتهمَة بالفساد، وبرفض تطبيق الإصلاحات، ومع رعاتها في المنطقة؟

 

تجديد السلطة

بين فرنسا وإيران، الكثير الكثير في لبنان، منذ العام الفائت، تحت أعيُن أميركية ترى، ولا تعارض. وبين أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وإيران الكثير، سواء في سوريا، او العراق، أو اليمن، أو الخليج...، وسط ترابُط بين كل الملفات، يصعّب ولو مجرّد تخيُّل أن فكّ الملف اللبناني عن الإقليمي، يُمكنه أن يتحوّل من حلم الى حقيقة، في أي يوم من الأيام.

وانطلاقاً ممّا سبق، هل من إمكانية لتجديد السلطة في لبنان، في أيار 2022؟ وإذا تجدّدت بالفعل، هل من إمكانية لاستثمار ذلك، بما يحرّر لبنان، ويعود بالفائدة المُستدامة على شعبه، على المستوى الإنساني على الأقلّ؟

 

بعثة مراقبة

لفت الأخصّائي في الدستور ربيع الشاعر الى أن "برلمان الإتحاد الأوروبي يشدّد على ضرورة إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها، وعلى إرسال بعثة لمراقبة مدى نزاهتها. وهو يطالب ببَدْء التحضير لها منذ الآن، منعاً للتزوير".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "عين المجتمع الدولي ساهرة هذه المرّة على كل الخروق التي من المُمكن أن تحصل، وهو ما يُمكنه أن يجعل هامش المناورة لدى الطبقة السياسية الحالية، أقلّ من الماضي".

 

خروق

ورأى الشاعر أن "نتائج الإنتخابات قد تكون لصالح قوى التغيير، وقد لا تكون كذلك. ولكن يجب إتمام هذا الإستحقاق، بمعزل عن أن ظروفه قد لا تكون مثالية لقوى التغيير، لأسباب عدّة، منها أن قانون الإنتخاب هو نفسه، وأن القوى السياسية التقليدية جاهزة لكلّ شيء، بأدواتها وماكيناتها. وقد تستخدم ذلك للّعب ضدّ القوى التغييرية، ولتشتيت قدراتها".

وأضاف:"التغيير لا يتمّ بـ "كبسة زرّ"، وهو مسار طويل ومُكلِف، يتوجّب علينا أن نمرّ به. ونتمنى أن تخرق قوى التغيير الحقيقية البرلمان القادم، على مستوى 15 أو 20 نائباً على الأقلّ، بما يشكّل كتلة مهمّة داخل المجلس النيابي القادم، قادرة على أن تتحدّث من على الطاولة".

 

دولة ديموقراطية

وأكد الشاعر أن "قوى السلطة تمتلك سلاحاً لا أحد يمتلكه غيرها، وهو سلاح الحرب، والترهيب، أو تأجيل الإنتخابات، وذلك لإخضاع القوى الدولية لها، من ضمن "براغماتية" معيّنة، عندما تشعر أنها قد تخسر المعركة".

وتابع:"لذلك، نجد أن المعركة طويلة، ولكنّنا نريد خوضها. وإذا بقيَ المجتمع الدولي يخدم مصالحه كما دائماً، من خلال تعاطيه مع الطبقة السياسية نفسها، فعندها سنحاول أن نضع على طاولة الأمر الواقع، وعلى قدر استطاعتنا، مسألة أن مصالح الدول الغربية تمرّ أيضاً بأن يكون لبنان دولة ديموقراطية عصرية، لا فساد فيها".

 

زوال لبنان

وشدّد الشاعر على أن "المساعدات الدولية غير مرتبطة بالإنتخابات النيابية بحدّ ذاتها، بل بخطة الإصلاح ومكافحة الفساد، وبناء إدارة مُنتِجَة. كما يطالب المجتمع الدولي بتسهيل التحقيقات المتعلّقة بأسباب انفجار مرفأ بيروت، وبإصلاح قطاع الكهرباء ورفع التغذية، وهو أمر مهمّ لنموّ الإقتصاد اللبناني، وإعادة إطلاق مفاعيل مؤتمر "سيدر". فمجموع هذا كلّه، يفكّ أسر المساعدات الدولية للبنان، تدريجياً. فلن تهبط كتلة نقدية تنعش كل اللبنانيين، دفعة واحدة، خصوصاً أن الإنكماش الإقتصادي الحالي بنيوي، وقد يستغرق ما بين 10 و15 عاماً للخروج منه، بمعيّة إصلاحات جديّة".

وختم:"إذا لم تضع الحكومة الحالية البلد على سكة الإصلاحات الحقيقية، فهي لن تحصل على مساعدات. وحتى في مرحلة ما بَعْد إجراء الإنتخابات النيابية، إذا عادت السلطة هي نفسها، ولم تنفّذ الإصلاحات المطلوبة، عندها سنكون كلبنانيين أمام مأساة حقيقية، لأن لا مساعدات دولية في تلك الظّروف، وسنُترَك لمصيرنا الأسود. وقد ينتج عن ذلك اضطرابات أمنية، أو ربما نتّجه الى تغيير في الدستور، أو في طبيعة لبنان. وفي تلك الحالة، لا نستغرب لماذا حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان العام الفائت، وغيره من المسؤولين الدوليين أيضاً، من زوال لبنان الذي نعرفه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار