تجارة بلا ضمير وكبار الصرافين يتمتعون بالحماية من قبل جهات سياسية
عمر الراسي - "أخبار اليوم"
... وكأن دقات قلب اللبناني باتت في الاشهر الاخيرة على نبض ارتفاع او انخفاض سعر صرف الدولار الاميركي، حيث السؤال –بعد او قبل التحية- كم بلغ سعر الدولار اليوم؟...
منذ اعلان تأليف الحكومة يوم الجمعة الفائت، بدأ انخفاض الدولار بشكل ملحوظ من 20 الفا الى ما دون الـ14 صباح اليوم ليعود ويرتفع الى 15 الف ليرة لبنانية للدولار الواحد ظهرا بعيد الاعلان عن السعر الجديد لسعر صفيحة البنزين بـ 180 الف ليرة لبنانية بعد رفع الدعم عن هذه المادة بشكل نهائي.
على مستوى المعطيات الاقتصادية والمالية ما من شيء يبرر لا الارتفاع السريع ولا الانخفاض المماثل، ما يعني ان للسياسة دورا اساسيا... وللمتلاعبين بالسوق السوداء ايضا.
ويشرح احد الصرافين، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان عدم الاستقرار انعكس على سعر الصرف، حيث على مدى سنتين مع كل "خبرية عن الحكومة" يلعب سعر الصرف: اذا كانت ايجابية ينخفض او اذا كانت سلبية يرتفع.
ويضيف: كان من الطبيعي ان ينعكس تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الاسبوع الفائت ايجابا على الاسواق فانخفض سعر الدولار، معتبرا ان الانخفاض الطبيعي كان يفترض الا يتخطى الفي ليرة خلال ايام قليلة.
ولكن لماذا الانخفاض الكبير؟ يجيب الصراف عينه: لا بد من وجود جهات رسمية وضعت في التداول كمية كبيرة من الدولارات تمهيدا لرفع الدعم عن المحروقات، اذ لا يمكن الاقدام على مثل هذه الخطة مع سعر صرف يتجاوز الـ 20 الف ليرة، حيث يقدر عندها سعر صفيحة البنزين بـ 300 الف ليرة، الامر الذي ممكن ان يؤدي الى ردة فعل سلبية، اما سعر 180 الف ليرة فقد مر مرور الكرام (اي 12 دولار تقريبا).
وتابع المصدر: حين تضخ كمية كبيرة من الدولارات في السوق، فان البعض سيقدم على البيع، الامر الذي يساهم بمزيد من الانخفاض.
وفي السياق عينه، يشير الصراف المذكور الى انه في آخر ايلول الجاري، ينتهي مفعول تعميم مصرف لبنان الرقم 159 المتعلق بسحب الودائع بالدولار من الحسابات المصرفية على سعر 3900 ل.ل. وبالتالي مع انخفاض سعر الصرف قد يمدد العمل بهذا التعميم، لاسيما بعد المطالبة برفع السعر الى 8 او 10 آلاف.
ويخلص الصراف الى القول: سوق الدولار ممسوكة من جهات تبغى الربح دائما، حيث كل عملية بيع تؤدي الى مزيد من الارتفاع، كما ان انخفاض السعر يتيح لهذه الجهات جمع مبالغ كبيرة بالدولار.
وختم: هناك تجارة بلا ضمير، وكبار الصرافين يتمتعون بالحماية من قبل جهات سياسية.
للاطلاع على مقال تحت عنوان:"الصحة العالمية" استفاقت في لبنان... "بتعملوا هيك وهيك أو ما تحلموا بالصحة"!، اضغط هنا