لم تحمل السهرة اي جديد
"أخبار اليوم"
عام ٢٠٠٠ انطلق حفل توزيع جوائز الموركس دور ومنذ ذلك الحين، غدا موعداً سنوياً يجمع في آن الازياء الجميلة والفن والنجوم والمشاكل والشائعات والاخطاء غير المبررة والتطويل غير المقبول (استمرت بعض نسخ الموركس لنحو سبع ساعات) .العام الماضي، فرضت جائحة كورونا عدم تقديم النسخة العشرين من الموركس لكن الاخوين فادي وزاهي حلو وهما عرابا الحفل ومنظماه اصرا على تقديم هذه النسخة عام ٢٠٢١ مهما كانت الظروف، على ان تحمل عنوان "الامل رغم الالم" وتهدى لبيروت. بعد سلسلة تأجيلات، كان الموعد محدداً الشهر الماضي لكن انفجار التليل اجبر الفنانين والمشاهير على الاعتذار واحداً تلو الاخر عن المشاركة في الحدث الفني فما كان من الاخوين حلو الا ان اعلنا ارجاء الفاعلية ثم جرى تحديد موعدها الجديد في ١٧ ايلول. وبالفعل، وعلى مدى اكثر من اربع ساعات، كان مشاهدو محطة ام تي في مساء الجمعة على موعد مع الموركس دور وقد قدم السهرة كل من شربل راجي ونبيلة عواد فيما تولى الاخراج باسم كريستو (الذي نال جائزة في الحفل عن فيلمه السينمائي)، وكانت كارلا عاد شاهين المنتجة المنفذة للامسية التي حضرها نجوم من لبنان والعالم العربي.
من شاهد الحفل لاحظ من دون شك ركاكة مضمون التحية الموجهة للعاصمة اللبنانية والكلام المكرر الذي قيل عنها، واكتشف ان كل ما في الامر ان الاخوين حلو استخدما تكريم بيروت غطاء لحفلهما وان ادعاءهما ان دورة الموركس لهذا العام ستكون مختلفة ومكرسة للعاصمة كان مجرد كلام اذ اتى الحفل مشابهاً لسائر نسخ الموركس السابقة، وكأن الطبيبين المنظمين لم يتعلما شيئاً على مر عقدين من الزمن. فالامسية التي بدأت بلوحة راقصة مملة عن بيروت، لم تغب عنها الكلمة الافتتاحية السنوية للدكتور فادي حلو المليئة بالعبارات الرنانة والشكر لهذا وذاك من الرعاة والاصداقاء، من دون التفكير بان حفلاً من هذا النوع لا يجوز ان ينطلق بخطاب لا يقدم ولا يؤخر، لأنه يفقد المناسبة بريقها ويجعل المشاهدين غير متحمسين لمتابعة السهرة. اما برنامج الامسية او ما يعرف في عالم التلفزيون بالrunning order فكان رتيباً ككل سنة ولم يحمل اي اختلاف عن السنوات الاخيرة، وما زلنا لا نفهم لماذا يجب ان نستمع قبل تسليم كل جائزة الى مقدمي الموركس يحدثاننا عن الجائزة ومن سيسلمون الجائزة ثم نستمع لمسلمي الجائزة يتحدثون عن مستلم الجائزة وعندما يحين موعد كلمة المكرم لا يعطى ما يكفي من وقت وتنطلق الموسيقى لمقاطعته ثم يتدخل المذيعان لانهاء كلمته علماً انه اكثر من يستحق ان يتكلم طالما انه هو مستحق الجائزة؟ اما الغريب في حفل السنة، فكان ان كل ما قيل من جانب المنظمين عن ان السهرة ستتضمن حصراً اغنيات وطنية او وموجهة لبيروت لم يكن صحيحاً، اذ تضمنت السهرة اغان عدة لا علاقة لها بالوطن لا من قريب ولا من بعيد(منها اغنية انا واياك لزياد برجي وما غنته رحمة رياض واغنية تي رارا لبشار الجواد). والاغرب ان موضوع الاغنيات الوطنية جعل منه فادي الحلو سبب المشكلة بين الموركس والنجمة نوال الزغبي التي اعتذرت عن حضور الحفل عندما كان محدداً في آب الماضي بسبب الظروف المأساوية التي يعيشها لبنان(وغابت عن حفل الامس)، فيما اصر حلو على القول انها لم تشارك بسبب رفض المنظمين ان تؤدي اغنية "ارقص" لأنها لا تتناسب مع الطابع الوطني المطلوب توفره في الاغنيات! اما الجوائز التي منحت هذه السنة فحدث ولا حرج عن غرابة بعضها (لم نفهم مثلاً منح المذيعة المصرية جائزة الا اذا كان السبب صداقتها مع آل حلو) وعن تكرار بعضها في شكل شبه سنوي (منح جوائز لنادين نسيب نجيم وصادق الصباح وجمال سنان، حرصاً من ادارة الموركس على حضور اسماء لامعة في عالم الدراما) وعن عدم قدرتنا عن تفريق بعضها عن الآخر (ما الفرق بين الجائزة التي نالها صادق الصباح وتلك التي نالها جمال سنان؟ وبين جائزة نادين نجيم وجائزة ماغي بو غصن؟).
في النهاية، مر حفل الموركس دور العشرون من دون ان يترك اي اثر ايجابي لدى المشاهدين (لا نطلب حفلاً مشابهاً للاوسكار او السيزار او البافتا لكن حفلاً يحترم المشاهدين ويجدد نفسه كل عام على الاقل) والمثير للدهشة ان الموركس سيحط رحاله قريباً في دبي-كما البياف من قبله-ليقدم نسختين كل عام: واحدة في لبنان وثانية في الامارات. نيالنا عنجد!