آخر برامجه على التلفزيون كان «باب الحظ»
ينتمي رياض شرارة لقلة قليلة من الإعلاميين اللبنانيين الذين رحلوا عن عالمنا وما زلنا حتى اليوم نتمنى لو كانوا ما زالوا بيننا في زمن الانهيار الإعلامي الذي نعيشه منذ سنوات، علهم كانوا يغيرون بدماثتهم وثقافتهم، ولو قليلاً من الصورة السيئة المسيطرة على المشهد التلفزيوني. دخل شرارة بيت كل منا ولم يغادره يوماً، وأضحى واحداً من العائلة عندما كان على قيد الحياة ثم شخصاً قريباً من كل واحد بيننا بعدما انتهت رحلته على الأرض.
في بلدة مشغرة البقاعية، ولد رياض شرارة في إحدى ليالي شهر شباط عام 1940. في بيروت، عمل مذ كان مراهقاً في حقل الكهرباء ولاحقاً خطاط «آرمات»، ثم انتقل لتصليح ماكينات الخياطة. في المقابل، كان أيضا يدرّس الأدب والفلسفة للصفوف الثانوية في مدارس في رأس النبع وعاليه وقب الياس. في أحد الأيّام، نصحه أحد اصدقائه ان يجرب حظه في الإذاعة اللبنانية، ففعل. وعام 1962، أعد رياض شرارة أول برامج مسابقات اذاعية في العالم العربي «صفر أو عشرين» ومن بعده «فكر واربح» الذي استمر ١٢ سنة، حتى وصل مجموع ساعاته لنحو 30 ألف ساعة إذاعية. وافق شرارة على عرض لتقديم الاخبار عبر تلفزيون لبنان والمشرق، لكنه سرعان ما ترك النشرة التي لم تلائم طبعه المرح وصار من بعدها رائد البث المباشر على الشاشة الفضية ووصل عدد حلقاته التلفزيونيّة لأكثر من ٣ الاف.
لمع اسم رياض شرارة في كل ارجاء الوطن العربي، من خلال التقديم انما أيضا عبر دبلجة البرامج والمسلسلات الأجنبية، وكان أشهرها برنامج المسابقات الياباني «الحصن»، الذي أذيع في الثمانينات والتسعينات على القنوات المصرية والعربية. عام 1975 تعرف المشاهدون على رياض شرارة للمرة الاولى ممثلاً في مسلسل «ناطور الحارة» مع إحسان صادق، وعُرض عليه لاحقا الوقوف الى جانب فاتن حمامة وتأدية دور في فيلم عن حياة سيد درويش، لكنه رفض مفضلاً ان يلمع في مجاله. ربطت رياض شرارة علاقة متمايزة جداً بعاصي ومنصور الرحباني. وتولى مهمة المستشار الإعلامي للأخوين الأشهر في لبنان وصار رفيق اسفارهما مع فرقتهما، لتقديم الحفلات الفنية في مختلف أنحاء العالم. أصدر الإعلامي الراحل ألبومات شعرية مزج فيها بين اللحن والكلمة، منها «السيدة حبيبتي» و«عاشق بالولادة» و«عاشق حتى الشهادة».
من تلفزيون لبنان، انتقل رياض شرارة الى LBCI وقدم في اوائل التسعينات موسمين من برنامج البث المباشر "الاول عال ال بي سي" الذي زار القرى اللبنانية في كل المحافظات، تكريساً لانتهاء الحرب وعودة اللحمة بين المناطق. ولم يتوقف شرارة عن تقديم برنامج الألعاب والمنوعات «باب الحظ» (والى جانبه ميراي مزرعاني) حتى رحيله في 24 أيلول 1994.