الحسم والاتفاق على السعر وطريقة الدفع...
شادي هيلانة – "أخبار اليوم"
مع انهيار خدمات الكهرباء في لبنان، حدث تحرك عربي مفاجئ لوقف هذا الانهيار وتحسين الوضع. وجاء هذا ذلك بمباركة أميركية غير متوقعة فتحت الباب أمام وصول الغاز المصري إلى لبنان بأقصى سرعة، خلال بضعة أشهر بطاقة تصل إلى 450 ميغاوات بعد إعلان الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أنّ حزبه سيأتي بالمشتقات النفطية من إيران للتخفيف من حدة الأزمة.
ولمتابعة هذا الملف، توجّه وزير الطاقة والمياه وليد فياض الى مصر على رأس وفد ضم كل من رئيس مجلس ادارة مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان المهندس كمال حايك ومدير عام النفط المهندس أورور الفغالي واختصاصيين في الطاقة من مؤسسة كهرباء لبنان ومن مديرية النفط، على ان تُعقد خلال الزيارة عدة اجتماعات ولقاءات، حول إمكانية حصول لبنان على الغاز المصري بأسرع ما يمكن.
لكن السؤال المطروح إلى أي مدى ستنجح هذه الخطة؟
يرى المراقبون انّ هناك دوافع عربية قوية لذلك، من ناحية نجاح الخطة لا سيما انها مدعومة من واشنطن، والهدف منها منع نفوذ طهران السياسي المتصاعد في لبنان.
هذا الهدف طال سوريا التي لا تحصل حالياً سوى على النفط الإيراني بعد الإعلان عن استفادتها من الغاز المصري لقاء مرروه عبر أراضيها .
وسبق لطهران أن عرضت أكثر من مرة تزويد سوريا ولبنان بالكهرباء عبر مشروع ربط كهربائي جيوسياسي يعبر الأراضي العراقية إلى الحدود السورية فدمشق وبيروت.
امّا من الناحية التقنية فإن خط الغاز العربي القادم من مصر واللازم لتنفيذ الخطة جاهز حتى طرابلس، يمكن تشغيله خلال أسابيع.
وكشفت مصادر من وزارة الطاقة في حديثها الى وكالة "اخبار اليوم"، انّ هدف زيارة وفد الطاقة هو الحسم والاتفاق على السعر وطريقة الدفع خلال ستة إلى ثمانية أيام.
ولفتت، الى انه سيكون هناك تعاون مع البنك الدولي الذي سيتكفل بتمويل هذه الاتفاقية، علماً بأنه لم تتضح آلية التمويل بعد، من ناحية تسديد قيمة الاتفاقية مباشرة من البنك الدولي.
وتابعت المصادر: فيّاض متحمس جداً لابرام الاتفاقية بأسرع وقت، الى انّ يرسل نتيجتها إلى الحكومة اللبنانية، التي عليها أنّ تقرر الآلية التي يجب اتباعها للدفع، ومن ثم إعداد مشاريع قوانين وإحالتها إلى المجلس النيابي، ليصار إلى إقرار الاتفاقيات بشكل قانوني، وبما يسمح بالبدء بتطبيقها.
وتخلص المصادر في القول: انّ التسهيلات موجودة، تبقى الأمور التقنية وهي ليست معقدة وسيتطرأ اليها الوفد خلال المحادثات جملةً وتفصيلاً، جازمة انّ العمل جارٍعلى قدم وساق لإستجلاب الغاز الى لبنان.
للاطلاع على مقال تحت عنوان "بيان اميركي "يُعوّم" البيطار… فهل يُخوّن؟"، اضغط هنا