أيام وساعات كانت كفيلة بزيادة "التحقين" الإيراني فأين ستنفجر الحرب؟

أيام وساعات كانت كفيلة بزيادة "التحقين" الإيراني فأين ستنفجر الحرب؟

image

مصدر: "تنفيسة" ستكون أمنية كالمعتاد في الساحتَيْن اللبنانية أو الفلسطينية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

ملموسات كثيرة توفّرت خلال الأيام والساعات الماضية، تُفيد بإمكانيّة اتّجاه لبنان والمنطقة الى تصعيد عسكري، ببصمات إيرانية، بعد شعور إيراني بأن الأمور تفلت من يد طهران نسبياً، في عدد من الساحات.

ففي موقف يؤكّد من جديد، عُقم المفاوضات السعودية - الإيرانية، والتباعُد العربي - الإيراني، رغم محاولات البعض إظهار العكس، أكد وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان أن بلاده لا تريد ظهور "حزب الله" آخر في اليمن، بموازاة الرفض الإماراتي لتكرار تجربة إسرائيل في جنوب لبنان، مع السعودية في اليمن.

 

تهديدات

وفي لبنان، تُظهِر السلوكيات الإيرانية بملف التحقيقات في أسباب انفجار مرفأ بيروت، عصبيّة أكثر من واضحة. أما نتائج الإنتخابات التشريعية في العراق، فهي "تشغل البال" الإيراني، رغم أنها ليست مُقلِقَة له بالكامل. فيما الضّربات الإسرائيلية في سوريا، ورغم أنها ليست جديدة، إلا أن الأخيرة منها حرّكت الإنزعاج الإيراني كثيراً، في شكل بلغ حدّ التهديدات.

التّصعيد العسكري الإيراني المُمكِن على مستوى إقليمي، لا نتلمّسه فقط من جراء ما حصل في شوارع بيروت اليوم، بل من خلال مجموعة معطيات، من بينها:

 

معطيات

*إعلان "سرايا القدس" النّفير العام في صفوف مقاتليها، بعد تلويح أمين عام حركة "الجهاد الإسلامي" (زياد النخالة) بـ"الذهاب الى الحرب" مع إسرائيل، من أجل مساندة أسرى الحركة في السجون الإسرائيلية، دون الأخذ في الاعتبار أي اتّفاقيات.

*إعلان رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس أن 250 من معتقلي حركة "الجهاد" في سجون إسرائيل، يقومون بإضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجاً على "الإجراءات التنكيلية" بحقّهم، وأنه ستنضمّ مجموعات من كافة الفصائل للإضراب. وهو ما قد يشكّل بداية لاهتزاز أمني في إسرائيل، بحسب بعض المراقبين.

*إعلان ما يُسمّى "قيادة غرفة عمليات حلفاء سوريا" أنها اتخذت قراراً "بالردّ القاسي" على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على تدمر.

 

تطوُّر جديد

أشار مصدر واسع الإطلاع الى أنه "إذا أخذنا في الاعتبار كلّ ما يحصل في لبنان والمنطقة خلال الأيام الأخيرة، الى جانب التشديد الأميركي على ضرورة أن تقرّر إيران فوراً، وضمن مهلة قصيرة جداً، سلوكها تجاه مفاوضات فيينا، نجد أن التسخين العسكري يتزامن مع كلّ ذلك، وهو يأخذ مكانه تدريجياً بالاستناد الى شعور إيراني "بالحشرة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "بعد الإنسحاب الإماراتي من حرب اليمن في وقت سابق، تعود أبو ظبي اليوم، بموقفها من رفض تكرار تجربة جنوب لبنان مع السعودية هناك (اليمن)، الى تلك الحرب مجدّداً، والى المقاربة السعودية المتعلّقة بها، وهذا تطوّر جديد".

 

البيطار

وشدّد المصدر على أن "نتائج الإنتخابات العراقية دلّت على رفض شيعي عربي، لأي تدخُّل إيراني في شؤون العراق. وهو ما أظهر قوّة شيعية عربية وازنة، ومؤثِّرَة، موازِيَة لتلك التي تأخذ أوامرها من إيران، هناك. وهذا زاد من التوتّر الإيراني، وتسبّب بزيارة قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" إسماعيل قاآني بغداد، تعبيراً عن الضّيق الإيراني".

وأضاف:"أما في لبنان، فتتدرّج الأمور فيه سلبياً، بالنّسبة الى الفريق التابع لإيران. وهذا يظهر بوضوح من خلال موقف هذا الفريق من المحقّق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت، القاضي طارق البيطار".

 

أمنية

وأكد المصدر أنه "انطلاقاً من كلّ ما سبق، تجد إيران أنها تحتاج الى "تنفيسة"، ستكون أمنية كالمعتاد، ويُرجَّح أن تحصل في الساحتَيْن اللبنانية أو الفلسطينية".

وختم:"الساحة اليمنية مفتوحة للحرب أصلاً. أما الساحة السورية، فلا يُمكن لإيران استعمالها، نظراً الى عَدَم السماح الروسي والسوري بذلك، وفق المشيئة الإيرانية. وبالتالي، ما عاد أمام طهران إلا الساحة اللبنانية، أو الفلسطينية".

 


قد يعجبك أيضاً