للموارنة... "زيِّتوا فرّاماتكم" وجهِّزوها لأن الحرب انتقلت الى الطابق الأعلى! | أخبار اليوم

للموارنة... "زيِّتوا فرّاماتكم" وجهِّزوها لأن الحرب انتقلت الى الطابق الأعلى!

انطون الفتى | الجمعة 15 أكتوبر 2021

يتوجّب عليهم أن يختاروا

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

قد يكتشف من يبحث عن التحرّر من الإحتلالات المتكرّرة، أن قبول تقاسُم أي شيء مع الشيطان، يعطي نتيجة مماثلة لما نحن فيه حالياً.

فالشياطين هي شياطين، والإتّفاق معها لن يوقف دمويتها، ولا إجرامها. أما السبب الرئيسي لخراب لبنان، فهو أن أعداء الشياطين فيه، لهم ما لهم لديها (الشياطين)، ومعها، وهي (الشياطين) موجودة في ديارهم، وفي خزائنهم، وأيديها في جيوبهم وأفواههم. وهذا سبب أوّل لعَدَم التحرير والتحرّر.

 

ممرّ إلزامي

والأهمّ من كلّ ذلك، هو أن الشياطين في لبنان تمسح أذيالها بالجميع، لأنها تُمسكهم بالأهمّ، وهو أن "رَيْلِتُون شاطّة" على الكراسي. وهذا ما يجعلها (الشياطين) قويّة جدّاً، وشرسة في القتال.

الشياطين هي شياطين. فهي تقتل اليوم صباحاً، وتتّصل معزّيةً ظهراً، وتُغدق "الخيرات" على أولاد وزوجة القتيل، مساءً. أما تبريرات اليُتم لأولاد القتيل، فقد يفنى العالم قبل أن ينتهي سماعهم ما يُطرِب آذانهم، في شأنها.

 

"فرّامات"

لبنان تحت الإحتلالات. ومن يريد بلداً، لا يجب أن "يُخَيْخِن" أمام من يقتل ويتَّهم، ويسبق الى الشكوى، كما لا يخاف من حمل السلاح في وجهه. فليس صحيحاً أن السلام هو "هبَل"، ولا أن السلاميين هم مجموعة من "المساطيل" الضّعفاء. ولا بدّ من تأكيد أن من يأتي بالسّيف ليقطع الرؤوس، لا بدّ من إظهار "الفرّامات" له. أما عَدَم استعمالها، فهو اللّغز الذي لن يفهمه، طالما أنه شيطان، أي ذاك الكائن "التّحتيّ" الذي لا قيام له، والذي لا فَهْم له في ذاته.

 

موارنة

سنحصر كلامنا في ما يلي باللبنانيين الموارنة، لا لأسباب طائفية، بل لأنه لا بدّ من الإعتراف بأن لبنان الذي نعرفه حالياً، ما كان اكتسب نكهته التي يحنّ إليها الجميع الآن، بعدما افتقدناها، لولا إصبع الموارنة فيه، الذين شكّلوا لبّ الصّراعات المحلية والخارجية حوله (لبنان)، خلال حقبات أساسية.

ولكن يتوجّب على الموارنة هؤلاء أنفسهم أن يختاروا إذا ما كانوا يريدون أن يكونوا فينيقيين، أو موارنة. فمار مارون هو ذاك الذي ربح السيّد المسيح وخسر العالم، وما على الموارنة إلا أن يتشبّهوا به، حتى ولو طافوا العالم بحثاً عن مصادر الرّزق، أو عن "الوطن البديل" بالنّسبة الى بعضهم.

 

لا يستوعبه

لا أهميّة للبنان إذا كان "طائر الفينيق"، كما يحلو للبعض تشبيهه، ولا إذا كان ذاك البلد الذي يخضع لعمليات تجميل عيش مشترك، "محمَّرَة" و"مبَودَرَة"، تجد نموّها على ألسنة المنتفعين من الشياطين واحتلالاتها، في العادة.

يتوجّب على الموارنة أن يختاروا إذا ما كانوا يريدون أن يكونوا فينيقيين، أو موارنة، خصوصاً أن معركتهم اليوم ليست مع "قديم". فما يعانون منه حالياً ليس صراعاً فينيقياً - فارسياً مثلاً، بل هو حرب وجودية شرسة، يخوضها ضدّهم أولئك الذين هجّروا الحضارة الفارسية من الشرق، الى الغرب الأوروبي والأميركي، وجعلوها منفيّة تائهة فيه منذ عقود. وهذا ما لا يستوعبه لا غرب، ولا شرق.

 

اغتصاب؟

على الموارنة أن يختاروا، ولا شيء أصعب من الإختيار. فهذا النّوع من الحروب يحتاج الى سلاح بسيط، ولكنّه فتّاك، وهو الحقيقة الكامنة في مارونيّتهم، التي يعيّرهم بعض خصومهم بأنها "اغتصبت" جبل لبنان، وبلاد كسروان وجبيل في يوم من الأيام، متعامين (الخصوم) عن حقيقة أنه ما كان لجبل لبنان، ولبلاد كسروان وجبيل، المكانة التي حظيت بها خلال قرون وعقود، لولا "اغتصابها" مارونياً (بمفهوم الخصوم).

فهنا لا نتحدّث عن علماء، ولا عن بطولات، بل عن هبوب ريح أبديّة، من خارج هذا الدّهر، ما كانت دخلت تلك الصّخور والكهوف والجبال، لولا المارونيّة "المُغتَصِبَة". والحقيقة هي الحقيقة، حتى ولو كانت جارحة للبعض.

 

الفارسية

من المُفتَرَض أن الموارنة هم شعب للسيّد المسيح. ومن المُفتَرَض أن لا مكان لآخر مع سيّدهم، الذي هو المسيح. وبما أن الطالب يعلو في الصّفوف، كما هو مُفتَرَض أيضاً، فإنه لا بدّ من مطالبة بعض الموارنة في لبنان بالتخرُّج من الصفّ الأخير، والأعلى، وهو المارونية، لا البقاء في روضة الفينيقية، طالما أن "الروضة الفارسيّة" أُقفِلَت منذ زمن بعيد، وبيعَت موجوداتها، فيما انتقلت المعركة الى الصفّ الأخير، في الطابق الأعلى.

 

لا يرتاح

يتوجّب على الموارنة أن يختاروا، ولا شيء أصعب من الاختيار. فأن تكون مارونياً، هو أن تُحرق البخور نهاراً وليلاً لسيّدك يسوع، لا للحفاظ على ثروتك أو تجارتك، ولا على حريّتك نفسها التي لا مكان لها إذا غاب مُعطيها عنك، وهو المسيح.

والأهمّ في الماروني، هو ذاك الذي يرفس السلطة، لأن مملكته هي صومعة في كهف أو جبل، وعرشه ليس أكثر من "حطبة" و"خشبة" قد يغفو عليهما، ولكنّه يبقى صاحياً، لا يرتاح أبداً.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار