"إنزال" على شِقَق "قواتية" في الزلقا وجلّ الديب فهل يتحرّك "التيار" عسكرياً؟! | أخبار اليوم

"إنزال" على شِقَق "قواتية" في الزلقا وجلّ الديب فهل يتحرّك "التيار" عسكرياً؟!

انطون الفتى | الإثنين 18 أكتوبر 2021

القصف السياسي "ما بيمرق على حدا" وهو يطرح الكثير من الأسئلة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

قد تكون أحداث الطيونة رفعت "المعنويات المسيحية" الشعبية، لدى 99,99 في المئة من المكوّن المسيحي اللبناني، مهما "تعفّفت" عن ذلك جماعة المستميتين على الحفاظ على بعض التفاهُمات، ولو بأي ثمن.

ورغم أن الشّعور بارتفاع المعنويات لا يُطعِم خبزاً، انطلاقاً من ضرورة التنبّه الى أن موازين القوى العسكرية تبقى دائماً لصالح الفريق المُدجَّج بالسلاح، محلياً واستراتيجياً، كما انطلاقاً من أن المعطيات الإقليمية والدولية تُفيد بانفتاح عربي ودولي على سوريا، وعلى إيران، بنسبة أو بأخرى، وبأنه لا يُمكن الإتّكال على إدارة أميركية عموماً، و"ديموقراطية" خصوصاً، في أي يوم من الأيام، إلا أن أحداث الطيونة تضع ليس فقط "ورقة التيار - الحزب" على بساط البحث، بل العلاقات المسيحية - الشيعية في لبنان، عموماً.

 

تذاكي

فـ "القوات اللبنانية"، وإن لم تَكُن "قدّيسة" مُنحدِرَة من السماء الى أرضنا، إلا أنها مكوّن مسيحي. و"التذاكي" بالقصف السياسي الذي تُمارسه بعض وجوه "حزب الله" على المسيحيين، بحجّة التصارُع معها ("القوات")، "ما بيمرق على حدا"، وهو يطرح الكثير من الأسئلة.

فأن "تُقصَف" بعض المناطق سياسياً، مثل الزّلقا وجل الدّيب، بحجّة بعض شعارات انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، هو أمر أبعَد من كمين نُصِبَ لهذا الطرف او ذاك (من وجهة نظره).

والقول إن أهل هذه المنطقة أو تلك يعتبرون أنهم شعب فينيقي خارج من صدف الأرجوان، هو كلام أبعَد من تصارُع آني مع "القوات".

 

إنزال

وهنا نسأل "حزب الله"، هل ان هناك دولة في لبنان أو المنطقة إسمها "قوات لبنانية" يُمكن استفرادها، وتطويقها والإنتقام منها، بسبب ما يسمّى "كمين الطيونة"؟ وماذا عن واقع أن مبنى واحداً قد يحوي من هم "قوات" و"تيار وطني" و"كتائب"...، مثلاً؟

وأمام هذا الواقع، ماذا تعني الـ "لكن"، في كلام البعض عن أننا "لا نريد الحرب الأهلية، ولكن دماء أهلنا لن تذهب هدراً"...؟؟؟ فهل يُمكن مثلاً تنفيذ "إنزال" على هذه الشقّة "القواتية" دون تلك "العونيّة"، داخل مبنى في هذه المنطقة أو تلك، من لبنان، مثلاً؟

 

لا يُمكن

أمر آخر، وهو أن أحداث عين الرمانة أعادت تأكيد ما نعرفه منذ وقت سابق، وهو عَدَم جدوى "ورقة التفاهُم" بين "التيار الوطني" و"حزب الله" على صعيد العلاقات المسيحية - الشيعية، عموماً.

فلا يُمكن تطمين "العونيين" أمنياً، وإهمال الهواجس الأمنية المسيحية العامة. كما لا يُمكن ممارسة "القصف الكلامي" على "القوات" والقول إنها "مُجرِمَة"، بمعيّة تقبُّل ذلك مسيحياً، طالما أن الهدف الحقيقي من هذا الكلام هو تسخيف "المقاومة المسيحية" خلال فترة الحرب الأهلية، وليس النَّيْل من "القوات اللبنانية" اليوم.

 

كما هي

وهنا أسئلة برسم "التيار الوطني الحر" أيضاً. كيف تعتبر أنك في "حالة تفاهُم" تحمي المسيحيّين، طالما أن من تتفاهم معه، لا يحترم "المقاومة المسيحية" ووجدانها، أي انه لا يحترم المسيحيين؟ فلا حماية للمسيحيين خارج كرامتهم، وخارج تاريخهم. وSorry، فالقضيّة المسيحية موجودة منذ ما قبل "التيار الوطني الحرّ"، و6 شباط 2006، تاريخ توقيع ورقة تفاهُم "التيار" و"الحزب". ولا بدّ من قول الأمور، كما هي.

 

مشرقياً

وماذا عن بعض وجوه "التيار"، الذين تحدّثوا كثيراً قبل أيام عن "غدر جعجع"، فيما نجد أن "الوطني الحرّ" لا يتحرّك، لا في عين الرمانة، ولا في فرن الشباك، ولا في سواهما، ولا حتى عندما يقرّر السوريون ممارسة الإستفزازات بأعلام بلدهم، وبصُوَر رئيسهم (بشار الأسد)، في قلب جونيه نفسها؟

وماذا عن وجوب الاختيار "العوني" الضروري بين "القومية السورية" الكامنة داخل "الجسد البرتقالي" منذ سنوات، وبين الدّفاع عن المسيحيين وحقوقهم، لأن "القومية" و"المسيحية الحقيقية" لا تلتقيان، ولا مجال لذلك بالمعنى العميق للموضوع، حتى ولو وقّعتُم ملايين أوراق التفاهُم، محلياً وإقليمياً، و"مشرقياً".

وماذا عن موقف "الوطني الحرّ" إذا قرّر "حزب الله" ضمّ أحداث الطيونة الى لائحة "الانتقامات" على طريق الخروج ولو بأي "انتصار"، أي تماماً كما لو كانت حادثة قُتِلَ فيها قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" نفسه؟

 

"مش ماشي"

لا بدّ من وضع "ورقة التفاهم" على الطاولة أمام الجميع، وسريعاً، خصوصاً أن هذا التفاهُم لا يُنتِج مسيحياً - شيعياً، إلا في إطار القصف السياسي على مسيحيين آخرين، واتّهامهم بالإجرام والعمالة والنذالة والغدر... وصولاً الى حدّ الكفر ربما، "لو ما من العيب والحيا". بينما نجد أن هذا التفاهُم، وتلك الحماية، يسقطان دائماً عند أول امتحان بين الشياح وعين الرمانة. وهذا دليل كامل على أن تلك الورقة "مش ماشي حالا".

 

الحقيقة

اخرجوا الى الحقيقة، والى الحقّ الذي يحرّركم، ويحرّر الجميع، بالفعل. فلا يُمكن لـ "التيار" أن يمثّل المسيحيين، إذا كان يعوم على ظهر من لا يحترم من المسيحيّين، إلا حليفه "العوني" حصراً، هذا إذا كان يحترمه بالفعل، وإذا كان ("التيار") يتحالف مع من يعتبر أنه "يُجاهد" و"يستشهد ("الحزب")، إذا تقاتل مع مسيحيّين.

قد يكون بعض "القواتيّين" زمرة من "الزّعران"، ولكن من لا يحترم الوجدان المسيحي العام، لا يمكنه أن يكون صديقاً وحليفاً للمسيحيين. ولا ورقة تفاهُم ناجحة، إذا كانت لا توفّر الحماية إلا لمسيحيّي الطابق الأول من "البلوك أ" في مجمّع X، بموازاة تهديدها أولئك الذين يقطنون الطابق الثاني من "البلوك" نفسه، في المجمّع نفسه. و"حاجي بقا ضحك عا العالم والناس".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار