روسيا تدعم "التحالف العربي" في حرب اليمن فماذا عن مستقبل الميليشيات الإيرانية؟ | أخبار اليوم

روسيا تدعم "التحالف العربي" في حرب اليمن فماذا عن مستقبل الميليشيات الإيرانية؟

انطون الفتى | الإثنين 18 أكتوبر 2021

مصدر: موقف روسيا منها يحدّده السلوك الميداني في مدى بعيد

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

صحيح أن الموقف الروسي التقليدي من حرب اليمن معروف، وهو التشديد على الحلّ السياسي، إلا أن ما يصدر من مواقف روسية في هذا الملف مؤخّراً، يبدو مثيراً للاهتمام، نظراً الى ما يحمله من "غزل" روسي للسعودية، ينطلق من تمتين العلاقات الروسية - السعودية على الصُّعُد كافّة منذ أشهر، من جهة، ومن الرّغبة الروسية بالتقرُّب من الرياض ودول الخليج أكثر، على وقع "التراجُعات" الأميركية تجاه الحوثيين والإيرانيين في الملف اليمني، مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، من جهة أخرى.

 

هجمات عدائية

فرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، ليونيد سلوتسكي، أشار الى أن موسكو تدين بشدّة هجمات جماعة "أنصار الله" على السعودية، وترى فيها تهديداً لاستقرار المنطقة، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وخطراً ليس على أمن السعودية وحدها، بل على الاستقرار الإقليمي ككلّ أيضاً.

وذهب سلوتسكي الى ما هو أبعَد، على صعيد تعبيره عن دعم موسكو لجهود "التحالف العربي" الرامية إلى حماية المدنيين والمرافق المدنية، من "الهجمات العدائية".

 

غير مقبولة

وأتت مواقف المسؤول الروسي هذا، بعد نحو أسبوع من تعبير الخارجية الروسية عن قلقها إزاء تصعيد التوتّرات في اليمن، وعن أن أي هجمات على مرافق مدنية سعودية من مطارات، ومنشآت الطاقة، ومنشآت إقتصادية، غير مقبولة، إذ لفتت المتحدّثة بإسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الى أن وتيرة هجمات الحوثيين على الأراضي السعودية ازدادت بشكل ملحوظ خلال العام الجاري، وباتت تتّسم بالطابع المنتظم، وأنه غالباً ما يعاني المدنيون بسببها.

 

أبعَد من اليمن؟

وأكدت زاخاروفا أن روسيا تدين بحزم أي أعمال مسلّحة ضدّ المدنيين، وضدّ الأهداف غير العسكرية، في ما قد يؤدي إلى تعليق الإتصالات الجوية والبحرية، ويؤثّر على سوق الطاقة العالمي سلبياً.

في الشكل، هذه مواقف روسية متقدّمة بعض الشيء، أكثر من تلك التي كانت تحصر اهتمامها في أوقات سابقة، بضبط النفس، وبالمطالبة بتسوية الأزمة اليمنية من خلال الحوار بين القوى السياسية والطائفية والإقليمية، كافّة.

فالدعم الروسي لجهود "التحالف العربي" في اليمن، واعتبار أنه يحمي المدنيين والمرافق المدنية من "الهجمات العدائية"، هو أمر لا بدّ من التوقّف أمام شكل تطوّره مستقبلاً، بحسب بعض المراقبين، لأنه قد يكون مؤشّراً الى خلط أوراق روسية - سعودية، وسعودية - إيرانية، أبعَد من حرب اليمن.

 

تبايُنات

أشار مصدر مُطَّلِع الى أن "الموقف الروسي الأساسي من حرب اليمن لا يتغيّر، وهو دعم الحلّ السياسي لا العسكري، وضرورة وقف الهجمات "الحوثيّة" على الأراضي السعودية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هناك اختلافاً روسياً مع إيران في وجهات النّظر من هذا الملف، منذ وقت سابق. وهو أحد الملفات التي تشهد تبايُنات روسية - إيرانية، في المنطقة".

 

سلوك

وأكد المصدر أن "روسيا تقول إن لا أحد يُمكنه أن يخرج منتصراً في اليمن، إذا اعتُمِد الحلّ العسكري. ولكنّها تكتفي بذلك، ولا إمكانية لها للذّهاب في ما هو أبعَد، في هذا الملف، لا على الصعيد السياسي، ولا الميداني".

وعن سبب عدم صدور مواقف روسيّة تتعلّق بالأنشطة العسكرية لباقي الميليشيات الإيرانية في لبنان وسوريا والعراق مثلاً، أجاب:"لا توقّعات من روسيا على هذا الصّعيد. فأوّلاً، أوضاع اليمن مختلفة عن تلك المتعلّقة بلبنان وسوريا والعراق. وثانياً، لن تخرج موسكو بمواقف تُدين الميليشيات الإيرانية المنتشرة في منطقة "المشرق العربي" إلا إذا هاجمت تلك الأخيرة إسرائيل، أو أهدافاً مدنيّة على مستوى المنطقة، بالطريقة نفسها التي يهاجم فيها الحوثيون السعودية في اليمن".

وختم:"موقف روسيا من الميليشيات الإيرانية في لبنان وسوريا والعراق يحدّده سلوك تلك الميليشيات الميداني، في مدى بعيد".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة