هل ينتشر "حزب الله" من كفرشيما الى الأشرفية ويطوّق زحلة بمساعدة "الحرس الثوري"؟ | أخبار اليوم

هل ينتشر "حزب الله" من كفرشيما الى الأشرفية ويطوّق زحلة بمساعدة "الحرس الثوري"؟

انطون الفتى | الثلاثاء 19 أكتوبر 2021

حماده: ما قيل عن 100 ألف مقاتل فيه الكثير من التضخيم غير المنطقي

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

على هامش حديث أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله عن 100 ألف مقاتل في سياق دعوته "القوات اللبنانية" الى أن تتأدّب، و"تقعد عاقلي"، والذي يحمل رسائل في اتّجاهات عدّة، كان لا بدّ من تقديم تصوُّر واضح ومُقنِع حول كيفيّة وإمكانيّة جعل "القوات" تتأدّب، و"تقعد عاقلي"، دون المساس بباقي المسيحيين غير "القواتيين"، وغير الحزبيّين ربما، في لبنان، خصوصاً أن "القواتي" يُمكنه أن يكون جار "العوني" حليف "المُمانَعَة"، و"تأديبه" (القّواتي) قد يصيب جاره أيضاً، بما أن لا دولة مُنفصِلَة وواضحة في لبنان إسمها "قوات لبنانية"، يُمكن شنّ هجوم عليها، بالسّهولة المُفتَرَضَة.

 

غير حزبيّين

كما كان لا بدّ من توضيح بعض النّقاط أمس، التي تتعلّق بما إذا كان تأديب "القوات" يُمكنه أن يتعلّق بمسيّرات "متطايرة" مثلاً، أو بصواريخ قريبة أو متوسّطة أو بعيدة المدى؟ وماذا عن مسارات إطلاقها؟ هل يُمكن تحييدها عن الأماكن السكنية، والبنى التحتية المدنية في البلد، 100 في المئة؟ وماذا لو تعذّر ذلك؟

 

فئة معيّنة

أوضح مدير "المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات"، العميد الركن خالد حماده، أنه "بحسابات بسيطة، إذا أخذنا الواقع الديموغرافي الشيعي في لبنان، من خلال لوائح الشّطب مثلاً، ونسبة الموالين منهم لـ "حزب الله"، وعدد النّساء وكبار السنّ غير المدرّبين على حمل السلاح، وأولئك الشباب الذين يؤيّدون "الحزب"، فيما هم غير مدرّبين على حمل السلاح أيضاً، يتبيّن أن 100 ألف مقاتل هو عدد مُضخَّم، لا يتناسب مع الحَجْم الديموغرافي الشيعي العام، ولا في أي معيار، إلا إذا كان نصرالله ينوي استقدام كتائب من "الحرس الثوري"، ومن فصائل متطرّفة أخرى".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "عديد الجيش اللبناني يصل الى نحو 70 ألفاً، فيما الجيش يحوي من كل الطوائف، ويتمتّع بإجماع وطني. بينما "حزب الله" ليس حزباً لبنانياً مفتوحاً على كل المناطق والطوائف، والإنتساب إليه ("الحزب") متاح لمناصريه من الشيعة تحديداً".

 

تطويق مناطق؟

وسأل حماده:"تحدّث أمين عام "حزب الله" عن 100 ألف مقاتل ينتمون الى تنظيم ميليشياوي، ولكن كيف يُدارون؟ وأي نوع من المعركة يفترضه هو ليقول إن الـ 100 ألف سيمنعون الحرب الأهلية؟ وكيف يُمكن المناورة من وجهة نظره لمنعها، من خلال هذا العدد من المقاتلين؟ وهل ان الصواريخ الدقيقة مثلاً، وتلك التي يصل مداها الى مئات الكيلومترات، ستدخل في المعركة؟ هذه كلّها أسئلة تدلّ على أن ما قيل بالأمس عن 100 ألف مقاتل والمهام التي سيكلَّفون بها، فيه الكثير من التضخيم غير المنطقي".

وأضاف:"لنفترض أن "حزب الله" يخطّط لتطويق كل المناطق الجغرافية التي تتواجد فيها "القوات" لشلّ حركتها، ومنع الحرب الأهلية. السؤال الذي يُطرَح هنا هو، هل سينتشر ("الحزب") مثلاً من كفرشيما الى الأشرفية لعزلها عن المنطقة المتاخمة لها، بموازاة تطويق زحلة، والبقاع الغربي، ومناطق رأس بعلبك وجوارها، ومنطقة بشري، والكورة، وكسروان، وجبيل، ولاسا والعاقورة، مع اشتباكات واستنفارات على حدود الضاحية الجنوبية، وعلى حدود كل من هذه المناطق؟ وهل ان خلق جزر مسيحية بحماية شيعية، للتصدّي لمشروع "قواتي" مثلاً، هو أمر مُتاح بالفعل، ومقبول من حلفائه المسيحيين، أم ان هذا كلام نظري وتهويلي، لأنه يطيح أيضاً بكلّ ما أشار إليه نصرالله بالأمس عن تمسّكه بالدولة، وبالأجهزة الأمنية؟".

 

لم يقنعهم

وأشار حماده الى أن "نصرالله لم يتمكّن بالأمس من إقناع المسيحيين بالاحتماء  تحت عباءته، وبأنه ضمانتهم. فالمسيحيون يرفضون بالمطلق فكرة التعامل معهم كذميين. فضلاً عن ذلك، فقد قدّم (نصرالله) رئيس حزب "القوات" (سمير جعجع) على أنه عدوّه الوحيد في لبنان، وهو ما يرفع أسهم الأخير عربياً وأميركياً ومسيحياً ولبنانياً، سيما أن نصرالله سدّد على الكثير من الأهداف دفعة واحدة، من بينها اتّهامه السعودية بدعم الإرهاب، واتّهام جعجع بالتحالف مع "داعش" من خلال علاقته بالسعودية، والولايات المتحدة".

وتابع:"كما أن نصرالله لم ينجح في إقناع الناس بأنه يعتبر الجيش اللبناني والدولة ضمانة له، بموازاة إصراره على رفض المسار القضائي المرتبط بالتحقيقات في أسباب انفجار مرفأ بيروت".

 

تجييش

وحذّر حماده من "سيناريو التجييش الشيعي مستقبلاً على حدود العاقورة، أو لاسا، تحت عناوين منع الحرب الأهلية. فهذه ستكون مناوشات خارج المدن، ويمكنها أن تتحوّل الى خط تماس دائم، وأن تستجلب ردّات فعل واستنفارات مليشياوية في مناطق كثيرة، وسط مخاطر كبرى، لأن البلد كلّه سيصبح في مكان آخر، في مثل تلك الحالة".

وختم:"ليس مستبعداً أن يكون أي جهاز إستخباراتي دخل على الخطّ، وأطلق النار على المتظاهرين يوم الخميس الفائت، بهدف جرّ المشهد الى مكان آخر، أشدّ قسوة. وهو ما أدّى الى هذا المشهد الدّموي، والى تراجُع الجميع خطوة الى الوراء، من بعده".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار