لو قاتل المسيحيون الآلة العسكرية "المُمَانِعَة" لكانوا اقتُلِعوا من سوريا ولبنان كإرهابيّين!... | أخبار اليوم

لو قاتل المسيحيون الآلة العسكرية "المُمَانِعَة" لكانوا اقتُلِعوا من سوريا ولبنان كإرهابيّين!...

انطون الفتى | الثلاثاء 19 أكتوبر 2021

سعيد: لبنان هو البلد الذي يتحوّل فيه مئة ألف مقاتل الى "صفر" مقاتل

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

مشكور كلّ من يُبدي اهتمامه بالمسيحيين وشؤونهم، وكلّ من لا ينام الليالي من جراء حمله همّ حمايتهم. ولكن لا بدّ من القول لهذا "المهموم"، دعك من تلك المشكلة، ولا تضيّع وقتك بما ليس لك فيه.

فكثيرون هم أولئك الذي حاموا ويحومون حول تحويل المسيحيين اللبنانيين الى فئة مسيحية "مشرقية"، تائهة في براري الوطن للجميع أما الدّين لله، كحجّة يتلطّون خلفها لإسكات صوت البطريركية المارونية في لبنان. وهذه المحاولات لم تتوقّف الى يومنا هذا، وبأشكال كثيرة، منها ادّعاء البعض حماية المسيحيين من الإرهاب، ومنع اقتلاعهم من منازلهم وأراضيهم، وكأن لديهم "فاتورة" يتوجّب عليهم تسديدها، حتى ولو قيل "ما عم نربّحون جميلي".

 

لا قيمة

يُمكن للمسيحيين اللبنانيين أن يسألوا أهالي مدينة ربلة، وأهالي بلودان ومعلولا، وكهنة الكنائس ورهبان الأديرة في سوريا، عن تصرّف المنظومة العسكرية "المُمانِعَة" معهم، وهذا صحيح. ولكن لا قيمة لأي جواب، طالما أن لا أحد مسّ بهم لكونهم لم يرفضوا تلك المنظومة، ولم يقاتلوها، وإلا لكانوا اعتُبروا من الإرهابيين الذين يتوجّب "قبعهم" من المنطقة.

 

منتفعون

كما يُمكن للمسيحيين اللبنانيين أن يسألوا عن الوجود المسيحي في سوريا، والذي هو تحت حكم التيارات "المُمانِعَة" عموماً، ولكن لا قيمة لأي جواب قد يحصلون عليه في تلك الحالة، طالما أننا نرى جيّداً "ذميّة" الكثير من المسيحيين المشرقيين، وخنوعهم السياسي والفكري، إما خوفاً على مصيرهم ومصير عائلاتهم، وإما لأنهم ينتفعون من هذا الخنوع، بأساليب كثيرة ومتعدّدة.

 

يعمل عنكم

في أي حال، دُعي المسيحيون في لبنان أمس، للنّظر الى الوجود المسيحي في سوريا، على طريقة من يدعوهم الى التخلّي عن فكرة رفض الوصاية عليهم، ومثل من يقول لهم، أنتم ابقوا في منازلكم، وكلوا واشربوا وعيشوا، واتركوا العمل السياسي والعسكري لغيركم، فهو يعرف أكثر منكم، كيف يعمل عنكم.

 

يحتمي بهم

رأى النائب السابق فارس سعيد أن "دعوة المسيحيين في لبنان للنّظر الى المسيحيين في سوريا، والى الحماية التي يتمتّعون بها بحسب البعض، هو أسلوب قديم يقول لهم نحن نؤمّن حماية لكم، ونحن ضمانتكم، وذلك مقابل عَدَم اعتراضكم علينا. وهذا كلام قديم ومرفوض، ولا يمكنه أن يكون محطّ اهتمام".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "كل من ادّعى حماية المسيحيين في الشرق، كان يحتمي بهم، وكان حامياً لمصالحه، وليس حامياً لهم. وهذا الواقع ينسحب على الصليبيين، كما على كل الذين ادّعوا حماية المكوّن المسيحي في منطقتنا على مرّ القرون والعقود، وصولاً الى يومنا هذا".

 

حُكم لبنان

واعتبر سعيد أن "أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله ظهر مُربكاً في مخاطبته المسيحيين أمس. وهذا الإرباك يدلّ على ضعف، وعلى عَدَم معرفة دقيقة بطبيعة هذا الملف، وبواقع لبنان".

وأضاف:"هو تحدّث عن 100 ألف مقاتل. ولكن تنظيمات مسلّحة كثيرة في لبنان قبله، تحدّثت عن مئات الآلاف من المقاتلين، دون أن تتمكّن من حُكم لبنان".

 

الجيش

وشدّد سعيد على أن "لبنان هو البلد الذي يتحوّل فيه مئة ألف مقاتل الى "صفر" مقاتل، لأن حدود قوّة كل طائفة فيه، تقف عند حدود الطوائف الأخرى. وبالتالي، لا يمكن لأي فريق مهما ارتفع، أن يضع يده على لبنان وشعبه".

وأشار الى أن "نصرالله لا يريد الاصطدام بالجيش اللبناني، فاصطدم بـ "القوات". وهو اعتبر أنه حتى ولو كان ذلك يقوّي شعبية رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، إنما يبقى أقلّ كلفة عليه (نصرالله) من الاصطدام المباشر بالجيش".

وختم:"الجيش اللبناني هو  جزء من توازنات البلد. ونصرالله حيّد نفسه عن أي مساس بالتوازنات والتسويات الأميركية - الفرنسية - الإيرانية في لبنان، مُفضِّلاً حصر كلامه بـ "القوات". فأتى خطابه ضعيفاً، خصوصاً أنه ما عاد مُخيفاً لأحد".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار