"حدا بيتذكّر إنّو في وزارة صحة بهالبلد... بسّ مجرّد سؤال مش أكثر"!!! | أخبار اليوم

"حدا بيتذكّر إنّو في وزارة صحة بهالبلد... بسّ مجرّد سؤال مش أكثر"!!!

انطون الفتى | الأربعاء 20 أكتوبر 2021

سكرية: "مافيا" الدواء أقوى من الدولة ومن أصحاب القرار الصحي

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

من يتذكّر أنه توجد وزارة صحة في هذا البلد، رغم أن الأزمة الصحية مستمرّة، وتحتاج الى اهتمام غير اعتيادي، وواضح؟

فالوزارة التي كان يُفتَرَض أن تحطّم الأرقام القياسية بالبيانات والكلام وتصريحات وزيرها، منذ الساعات الأولى للإعلان عن تشكيل الحكومة في أيلول الفائت، نجدها (الوزارة) الأقلّ كلاماً، والأكثر غموضاً في إعطاء الإشارات حول قرب أو عَدَم قُرب الانتهاء من الأزمة الطبية والدوائية، وحتى على مستوى الإجابة على أسئلة كثيرة تتعلّق بالحرب المتواصِلَة مع "كوفيد - 19". وهذا غير مقبول أبداً.

 

"مثل الشّتي"

دراسات "مثل الشّتي"، تنهمر بكثرة من هنا وهناك، بين ما يؤكّد أن فاعلية اللّقاحات تتآكل مع مرور الأشهر، وما يتحدّث عن فوائد أو ضرورة أو عَدَم جدوى الجرعة الثالثة، بحسب الحالات الصحية والأعمار، وسط معلومات عن أن عدداً من اللبنانيين حصلوا على الجرعة الثالثة من اللّقاح، بمبادرات فردية.

أما النتيجة، فصمت مطبق على مستوى وزارة الصحة، رغم أن كثيراً من المُلقَّحين بلغوا الشّهر الثّامن بعد التلقيح، وهو ما يعني أنه لا بدّ من التقصّي عن نِسَب المناعة التي يتمتّعون بها الآن، وإذا ما كانت كافية أو لا، وسط تفلُّت كبير في الإجراءات الوقائية، وقلّة استخدام الكمّامات، ليس فقط من قِبَل كبار السنّ، بل حتى من جانب الفئات العمرية الشابة.

 

أفغانستان

أفغانستان تحظى باهتمام طبي دولي، أما لبنان فلا، وهذا غريب. فقبل نحو عشرة أيام، أشارت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العاملة في أفغانستان الى أن الرعاية الصحية انهارت هناك، خلال الأشهر الماضية، وبالمعنى الحرفي للكلمة (انهارت)، بموازاة معاناة كبيرة من جراء النّقص في الأدوية والمعدّات الطبية.

كما لفت مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الى أن وكالات الإغاثة في أفغانستان، تخوض سباقاً مع الزمن لتقديم المساعدات للمتضرّرين من أزمة "كوفيد - 19"، ولتجهيز الإمدادات الطبيّة قبل حلول الشتاء.

 

أين الوزارة؟

فأين هي وزارة الصحة في لبنان؟ وكيف تتحرّك محلياً ودولياً للإجابة عن أسئلة يوميّة تتعلّق بمخاوف طبية ودوائية ووبائية كثيرة تُحيط بالشعب اللبناني، على أبواب فصل الشتاء؟ ولماذا لا نجد ملموسات واضحة بَعْد، على كلّ تلك الصُّعُد، رغم مرور أسابيع على زيارة وفد "منظمة الصحة العالمية" لبنان؟

 

خطة

عبّر رئيس "الهيئة الوطنية الصحية - الصحة حق وكرامة" الدكتور اسماعيل سكرية عن اعتقاده "بأننا نتّجه الى مشهد سوداوي طبياً ودوائياً، أكثر من السابق، لأن لا حلول فعليّة لمشكلة انقطاع الأدوية طالما أن التجار ينتظرون رفع الدّعم عن الأدوية، أو رفع أسعار الأدوية المدعومة، رغم أنها غير متوفّرة أصلاً، والتي لا يجد من يطلبها إلا القليل منها".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "لا سياسة صحية، ولا مواقف أو رؤية أو خطة واضحة لوزارة الصحة حتى الساعة. ولا نعرف ماذا يريدون أن يفعلوا، رغم مرور أكثر من شهر على تشكيل الحكومة".

 

إهمال

ولفت سكرية الى "أننا تحدّثنا مراراً وتكراراً عن فتح باب استيراد الأدوية من دول يُمكن تأمينها منها بأسعار أرخص، وعن تشجيع الصناعة الوطنية. وريثما يتمّ تفعيل المختبر المركزي، توجد المختبرات الجامعية، التي يُمكن الاعتماد عليها. ولكن لا أحد يريد ذلك، لأن "مافيا" الدواء أقوى من الدولة، ومن أصحاب القرار الصحي. وكلّ وزراء الصحة يعملون تحت هذا السّقف الموجود في البلد".

وعن غياب أي حديث جدّي عن الجرعة الثالثة من لقاحات "كوفيد - 19"، رغم أن بعض اللبنانيين حصلوا عليها، أجاب:"يُلامَس هذا الموضوع بطريقة خجولة مؤخّراً، فيما بعض الأطباء يؤكّدون أنهم حصلوا على الجرعة الثالثة بالفعل، وأنهم تضايقوا بسببها. ولكن لا أحد يتحدّث عن شيء واضح على هذا المستوى، في ما يتعلّق بالناس".

وختم:"نلاحظ تراجُعاً واضحاً في الاهتمام الدولي بلبنان على صعيد اللّقاحات، والوضع الصحي عموماً، كما يبدو. وهذا المشهد يُعاكِس الإهتمام الذي كنّا نشهده خلال الأشهر الماضية. ولكن قد يكون ذلك مرحلياً، إذ لا معلومات مؤكَّدَة عن وجود قرار دولي مقصود ومُستدام، لإهمال لبنان صحياً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار