هل تدرس واشنطن الخيارات العسكرية ضدّ إيران انطلاقاً من سوريا؟ | أخبار اليوم

هل تدرس واشنطن الخيارات العسكرية ضدّ إيران انطلاقاً من سوريا؟

انطون الفتى | الخميس 21 أكتوبر 2021

عبد القادر: الهجوم على قاعدة التّنف هو وسيلة للضّغط على الولايات المتّحدة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هل انطلقت المواجهة الميدانية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، على الأراضي السورية، وربما في ما بعدها لاحقاً؟ وهل ان الهجوم الذي تعرّضت له "قاعدة التّنف"، التي تتمركز فيها قوات "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن، والتي تُعتبَر حصناً مهمّاً وحاسماً ضدّ إيران في المنطقة، هو المؤشّر على ذلك، خصوصاً أن إيران ثابتة بـ "المراوغة النووية" في فيينا، ويبدو أنها ترغب بالذّهاب فيها الى ما هو أبعَد بكثير، رغم الضّغوط الأميركية والدولية، للعودة الى طاولة المفاوضات؟

 

عملية مدروسة

تُعتبر تلك القاعدة جزءاً أساسياً من الحرب ضدّ تنظيم "داعش"، كما أنها تقع على طول طريق حيوي يمتدّ من إيران مروراً بالعراق، وصولاً الى سوريا، تعتبره إيران مادّة أساسية في مواجهتها مع الأميركيين منذ سنوات، خصوصاً أنهم يمنعونها من توسيع نفوذها، وطُرُقها، على مستوى المنطقة عموماً.

قاعدة التّنف قُصِفَت بطائرات مُسيَّرَة، ضمن عملية مدروسة ومُنسَّقَة، بحسب تأكيدات أميركية. وهو ما يراه بعض المراقبين بصورة أوسع من أي ربط بالتفجير الذي استهدف حافلة في العاصمة السورية، أمس. حتى إن البعض يرى أن من هاجم التّنف، قد يكون تقصّد التلطّي بصورة أنه (الهجوم) يتزامن مع انفجار دمشق، لبثّ صورة مُتناقِضَة ومُشوَّشَة، لأهداف متعدّدة.

 

إنفتاح

فضلاً عن أنه مهما كانت الجهة التي يُمكن الإعلان عن مسؤوليّتها في الهجوم، إلا أن خبراء في الشؤون الإقليمية يؤكّدون استحالة مهاجمة قاعدة بمستوى التّنف، من قِبَل أي جهة، دون المرور بطهران، أو القيام بحسابات لها علاقة بها.

فهل من تأثير لما حصل في التّنف، على الإنفتاح العربي على سوريا، ببصمات أميركية؟ وهل من علاقة مُحتمَلَة بينه وبين الإتّصال الذي تلقّاه أمس ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، من الرئيس السوري بشار الأسد؟ وهل تبدأ واشنطن بدراسة الخيارات غير الديبلوماسية ضدّ إيران، بعد الهجوم على قاعدة التّنف؟

 

وسيلة ضغط

رأى العميد الركن نزار عبد القادر أن "الهجوم على قاعدة التّنف هو وسيلة للضّغط على الولايات المتّحدة، التي تضيّق الخناق على إيران بملفات عدّة، من بينها مفاوضات فيينا، وغيرها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الهجوم يأتي أيضاً ضمن إطار ردّة الفعل على الجانب الأميركي في المنطقة، بدلاً من القيام بها تجاه إسرائيل، ردّاً على الغارات الإسرائيلية المتواصلة على المواقع الإيرانية في سوريا. فأثمان ونتائج التحرُّش بإسرائيل، مختلفة عن تلك التي ترتبط بالتحرُّش بالولايات المتّحدة".

 

كاميرات

وأشار عبد القادر الى أن "مُهاجمة قاعدة التّنف في سوريا هي أقرب الى رسالة لواشنطن، لتضبط ضغوطها على إيران، سواء العسكرية التي تنفّذها إسرائيل، أو الديبلوماسية والإقتصادية أيضاً، التي تقوم بها الولايات المتحدة حالياً، والتي تحرّك معها كل الإتحاد الأوروبي، بهدف دفع إيران الى أن تُعيد النّظر بموقفها من محادثات فيينا".

وأضاف:"الضّغط الأميركي على إيران يشتدّ مؤخّراً، لا سيّما بعد تشكّي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن طهران لا تسمح بصيانة الكاميرات الموجودة في مواقع نووية حسّاسة. وهذا الموضوع خيّم على اللّقاء الذي جمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بمدير عام الوكالة، رافاييل غروسي، قبل يومين".

 

ساحات أخرى

وردّاً على سؤال حول إمكانيّة أن يتأثّر الإنفتاح العربي على دمشق، بعد مُهاجمَة التّنف، أجاب:"لا رابط فعلياً بين بداية الإنفتاح العربي على سوريا، وبين سياسة إيران في سوريا".

وختم:"سياسة إيران هناك تتبع مصالح طهران الاستراتيجية على المستويَيْن الإقليمي والدولي، وهي ليست محصورة بسوريا، حتى ولو كانت تلك الأخيرة مسرح العمليات الإقليمي. وبالتالي، أي رسالة إيرانية لا تكون موجَّهَة للمسرح السوري فقط، بل لساحات إقليمية ودولية أخرى أيضاً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار