"ميثاقية" الثنائي تحول دون اي تغيير .... حتى ولو حصل خرق! | أخبار اليوم

"ميثاقية" الثنائي تحول دون اي تغيير .... حتى ولو حصل خرق!

عمر الراسي | الثلاثاء 26 أكتوبر 2021

درباس لـ"أخبار اليوم": علينا الا نخدع انفسنا ونقول ان الانتخابات ستنتج حلا داخليا!

 "الانتخابات"... ينتظرها اللبنانيون من اجل تغيير السلطة التي اوصلت البلد الى هذا الانهيار والخراب، وهي ايضا تحت المجهر الدولي، اذ في ضوء نتائجها يحدد مصير المساعدات التي قد تمنح للبنان وربما تتضعه على خطة الخروج من الازمة...

ولكن اي تغيير ممكن بعدما اقتصرت الميثاقية التي وردت في الفقرة "ي" من مقدمة الدستور (لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك) على حزب او طرف يعتبر نفسه هو الاكثر تمثيلا في طائفته، والكثير من الجلسات لم تعقد بسبب غياب ممثلي هذا الحزب او ذاك، وحكومات سقطت او تعطلت بسبب تصلب موقف هذا او ذاك، ما تشهده حكومة الرئيس نجيب ميقاتي من تعليق للجلسات منذ نحو 3 اسابيع هو الدليل الساطع.

وهذا ما يقود الى القول قد تحقق اطراف المعارضة خرقا في الدوائر المسيحية والسُنية، وتنجح في دخول البرلمان، ولكن على مستوى الدوائر "الشيعية" فاي خرق مستبعد... لا بل مستحيل! وبالتالي "الميثاقية" التي يحتكرها الثنائي ستبقى قائمة وتقف سدا منيعا امام اقرار الكثير من القوانين!

سأل الوزير السابق رشيد درباس: اذا تغير المزاج السني والمسيحي هل يمكن ان نكون امام تغيير فعلي؟ مذكرا انه في انتخابات العام 2009 حققت قوى 14 آذار فوزا كاسحا، لكنها لم تنجح في تحقيق اي انجاز، مضيفا: هذا ما هو متوقع اليوم ان حصل خرق، وبالتالي اذا كان من المفترض ان يسير قطار الدولة على السكة، فانه سيسير في الحقول والانهار!

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، قال درباس: بالرغم من اهمية الانتخابات، خصوصا وانها في الظرف الراهن تشكل تعبيرا عن مزاج اكثرية الشعب اللبناني، لكنها لن تعبر عن سلوك الدولة الذي ما زال مكبلا بقوى الامر الواقع التي تتحجج بالميثاقية وما شابه، مع العلم ان  الميثاقية لا تعني ان حزب الله او حركة أمل او تيار المستقبل او اي طرف آخر يجب ان يكونوا في الحكم، بل الميثاقية كما تم وضعها في الدستور هي الا تكون اي مؤسسة خالية من كل الطوائف، وبالتالي الميثاقية تتوفر حين يوجد اي شيعي او اي سني او اي مسيحي... بغض النظر عن انتمائه الحزبي.

واضاف: اما حين يكون لاي طرف ميزان قوى يسمح له باستعمال الميثاقية بغير وجهتها، كاستقالة كافة الوزراء او الاعتكاف، فهذه ليست الميثاقية الدستورية، مشددا على ان العبرة ليست في النصوص- التي هي جيدة- لكن في التطبيق.

  رأى درباس انه لن يكون هناك اي حل للبنان بعد ما حصل من ارتباط جذري وعضوي مع اطراف الصراع الخارجيين، وبالتالي علينا الا نخدع انفسنا ونقول ان الانتخابات ستنتج حلا داخليا! مذكرا اننا في عدة مرات وصلنا الى حلول داخلية، ومن ابرزها اعلان بعبدا (خلال عهد الرئيس السابق ميشال سليمان)، لكن في النهاية كان جواب حزب الله "بلوه واشربوا مياهه"، فقد تم التنكر له قبل صياح الديك،  بمعنى ان " la raison du plus fort est toujours la meilleure"، وبالتالي حجة القوى لم تقف امام نتائج العام 2009 ولن تقف امام نتائج العام 2022 .

واذ لفت درباس ان الانتخابات تعبر عن مزاج معين، وربما هذا المزاج يوحي للآخرين باعادة قراءة الواقع اللبناني واعادة النظر فيه، قال: لكن لا أعول على ذلك، لان الصراع اصبح اقليميا وخارجيا، والاسباب الداخلية ليست سوى ذرائع، وهذه الذرائع  تتحول للاسف بين الحين والآخر الى جثث والى اخلال امني وفقدان المواد الغذائية والاولية وصولا الى وقوف الناس بالطوابير .

وختم: لا نعول ابدا ان يأخذ حزب الله قرار بطي الصحفة، فهو جزء لا يتجزأ ومنخرط انخراطا تاما حتى اذنيه في هذا الصراع ومصيره "موجود بالدق"، لذا يجب ان نسأل عما يمكن ان تسفر عنه هذه الصراعات او يجب السير بدعاء "اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه"...

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة