"غزوة حزب الله" لمعراب مُكلِفَة... إعدام "التيار" مسيحياً وفي ساحات بكركي! | أخبار اليوم

"غزوة حزب الله" لمعراب مُكلِفَة... إعدام "التيار" مسيحياً وفي ساحات بكركي!

انطون الفتى | الثلاثاء 26 أكتوبر 2021

مصدر: أي صمت "عوني" عن تمادي "الحزب" سيشكّل كارثة على "الوطني الحرّ"

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

ربما يكون الجانب الأهمّ من استدعاء رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى اليرزة، هو أنه الواجهة "النّاعمة" لتحقيق الهدف الأكبر، وهو ضرب المقاومة اللبنانية بوجهها المسيحي، الذي تحمل "القوات" الجزء الأكبر منه، في مرحلة ما بَعْد إنهاء الاحتلال السوري للبنان، وحتى في مرحلة ما بعد انتفاضة 17 تشرين الأول 2019.

 

أقنعة

فمن خلال السلوكيات والتصريحات "المُمانِعَة" مؤخّراً، يبدو واضحاً أن المشكلة لا تتعلّق بأحداث طيونة، ولا بخط تماس عين الرمانة - شياح، بقدر ما هو البحث عن كَسْر الجهة المسيحية الوحيدة القادرة على أن تكون جاهزة في أي يوم من الأيام، لأي نوع من المواجهة مع محور "المُمَانعة" في لبنان، عندما يقرّر هذا المحور إسقاط أقنعة التقيّة عن سيطرته المباشرة على الدولة اللبنانية.

 

إعدام

ولكن مهما تقلّبت نتائج هذا الاستدعاء مستقبلاً، نطرح مجموعة من الأسئلة حول ما إذا كان يُمكن لرئيس جمهورية، هو الرئيس ميشال عون، الذي صُوِّرَ على أنه "الرئيس القوي"، أن يتحمّل كسْر القوّة المسيحية المهمّة الكامنة في "القوات اللبنانية" خلال عهده؟ فهل سيتحمّل ذلك، خصوصاً أنه قُدِّمَ منذ ما قبل انتخابه، كحامٍ أساسي للمسيحيين، على اختلاف تنوّعهم، الذين تشكّل المقاومة المسيحية لـ "القوات" جزءاً أساسياً من وجدانهم؟

وهل يُمكن لـ "الرئيس القوي" أن يتحمّل نتائج كَسْر "القوات" من جانب "حزب الله" خلال عهده، التي (النتائج) ستظهر في الإنتخابات النيابية القادمة، "إعداماً" شعبياً مسيحياً لـ "التيار الوطني الحر"، في صناديق الإقتراع، في تلك الحالة؟

 

العام الأخير

وهل يُمكن لـ "الرئيس القوي" أن يتحمّل نتائج كَسْر "حزب الله" لـ "القوات"، أو حتى تمادي هذا "الحزب" في وجه "القوات" أكثر بَعْد، خلال عهده، على النتائج الذي سيحمله ذلك، في إطار سَحْب كبير لغطاء البطريركية المارونية عمّا تبقّى من "العهد" المُتهالِك أصلاً، في النّظرة المسيحية قبل الوطنية؟

وماذا لو أدى أي إزعاج إضافي لـ "القوات" من جانب "حزب الله"، بموازاة صمت "الوطني الحر" أو رضاه، الى "زكزكة" بكركي بما قد يُخرجها عن صمتها مستقبلاً، في شكل مُكلِف جدّاً للفريق "البرتقالي"، ولرئيس الجمهورية، في العام الأخير من ولايته؟

 

الجهة الكبرى

أكد مصدر مسيحي واسع الإطلاع أن "النّظر الى استدعاء جعجع، ينطلق مسيحياً من أن "حزب الله" يستهدف الجهة المسيحية الكبرى، التي تشكّل قوّة مواجهة لدى المسيحيّين، بهدف إضعافها".

وحذّر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" من أن "احتمال تقوية "حزب الله" لـ "القوات" بطريقة غير مباشرة، ومن باب الهجوم عليها، قد يكون رغبةً بتسوية معها. ولكن يجب الانتباه الى أن هدف "الحزب" الدائم هو التسويات بشروطه، وكَسْر من يبني التفاهمات معه عندما لا يعود مُحتاجاً إليه، في طريق وصوله الى تثبيت النّفوذ الإيراني السياسي والعسكري والعقائدي، في لبنان والمنطقة".

 

كيف؟

وشدّد المصدر على أن "استدعاء جعجع ليس قانونياً، وسط تجاهُل رسمي لمعطيات كثيرة وموثّقَة، وهي أن عناصر "حزب الله" كانت مسلّحة في 14 الجاري، بأسلحة ثقيلة. وحتى إن الحديث عن أن الجيش أطلق النار على بعض من كانوا على الأرض، هو أكبر دليل على أن هؤلاء كانوا يغزون المناطق، ويعتدون على الناس، ولا يتحرّكون سلمياً".

وأضاف:"هم استدعوا جعجع كشاهد، كمقدّمة للادّعاء عليه في ما بَعْد. ولكن هل رأى أحدهم مثلاً، رئيس "القوات" في شوارع عين الرمانة يوم حصول الأحداث؟ وكيف يُستدعى في تلك الحالة؟".

 

الدّرس المُناسِب

ولفت المصدر الى أن "أي صمت "عوني" عن محاولات كَسْر "القوات"، أو عن تمادي "حزب الله" في هذا الإطار مستقبلاً، سيشكّل كارثة على "الوطني الحرّ"، على الصُّعُد كافّة".

وتابع:"المزاج المسيحي انقلب على فريق رئيس الجمهورية منذ وقت طويل. فصحيح أن عون لم يَكُن في الحُكم إلا منذ عام 2016، ولكن عهده فشل في خلق إطار رئاسي وحكومي يدير الأزمات، ويجنّب لبنان الإنهيار المالي والإقتصادي، كما كان يحصل خلال العهود السابقة. والسبب في ذلك هو معاداته للعرب، ومشاكله مع الغرب، وتحالفاته مع إيران، ورغبته بمجاراة "حزب الله" في الذّهاب الى الشرق المُفلِس أصلاً. وهذا كلّه سيجد ترجمته المسيحية في صناديق الإقتراع، ضدّ "التيار الوطني".

وختم:"من المتوقَّع أن تحصد "القوات اللبنانية" غالبية الأصوات الشعبية المسيحية. ولذلك، من الأفضل لها أن تشكّل لوائح خاصّة بها وحدها، لأنها قادرة على خوض الإنتخابات بمفردها، وبلا تحالفات قد تضعفها عملياً. فالمزاج المسيحي ما عاد معميّاً بالشعبويات والتصريحات "الفضفاضة"، بل ينتظر موعد الإنتخابات لتلقين كلّ من تسبّب بالأزمة المعيشية، وبزيادة سطوة السلاح غير الشرعي في البلد، الدّرس المُناسِب".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار