في جمهورية عبدو سعادة وجورج البراكس... | أخبار اليوم

في جمهورية عبدو سعادة وجورج البراكس...

رانيا شخطورة | الثلاثاء 26 أكتوبر 2021

"على الوعد يا كمّون"... الدولة "فالج لا تعالج"!

رانيا شخطورة - "أخبار اليوم"
غريب امر هذا البلد الذي لا يحكم من قبل دولة او سلطة، بل انه يشبه حارة "كل مين ايده الو"... وفي هذه الحارة "المقطوع" فيها كل ما له علاقة بالحياة اليومية للناس، وان توفر فباسعار فلكية، وعلى رأسها لائحة المحروقات... ظهر "نجوم" من نوع آخر نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر عبدو سعادة (رئيس تجمع أصحاب المولّدات الخاصة)، وجورج البراكس (عضو نقابة أصحاب المحطات)، الى جانب العديد من زملاء لهما في مجال المحطات والمولدات...
كهرباء الدولة "مقطوعة" بشكل شبه تام، ووزارة الطاقة تكتفي بمواكبة ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء اللبنانية، وايضا ارتفاع سعر برميل النفط عالميا لتصدر الجدول الاسبوعي وكأنه "ما خصها" بما يجري... وبالتالي مَن مِن اللبنانيين، لا ينتظر ما سيدلي به سعادة ليعرف بكم ساعة كهرباء سيُنعم علينا في اليوم، او ما سيدلي به البراكس لنعلم بتوجه المحطات وما اذا كانت قد رفعت خراطيمها لسبب او لآخر...
ها هو سعادة يحذّر انه بعد رفع الدعم عن المحروقات ستصل كلفة الكيلوات ساعة إلى 6 آلاف و7 آلاف ليرة لبنانية، معتبرا ان المواطن سيعجز عن تسديد ثمن فاتورة المولّد المرتفعة، لكنه يشرح أنّ "التقنين ليس الحلّ لأنّ أصحاب المولدات اعتمدوا سياسة التقنين بدورهم، وأنّه لا يمكنهم الاستمرار بالانتاج وفق التسعيرة الحالية".
اما البراكس، فـ"يطمئن"، أنّ "سعر صفيحة البنزين لن يصل إلى 400 ألف ليرة لبنانية"، لأنّ "الارتفاع الذي سيحصل غدا الأربعاء في أسعار الوقود سيكون اعتياداً ومحدوداً"، والاسباب: سعر صرف الدولار في السوق السوداء لم يسجّل ارتفاعات تذكر منذ الأسبوع المنصرم، وأنّه رغم صعود سعر المحروقات عالمياً إلّا أنّه في جدول تركيب الأسعار تأخذ الوزارة معدل سعر البرميل في الأسابيع الأربعة الماضية.
لا ذنب لسعادة او للبراكس في الواقع المرير الذي وصل اليه لبنان، ربما هما مشكورين، لان اصحاب المولدات امنوا الكهرباء – بغض النظر عن الكلفة- في وقت الدولة تلف وتدور ولم تصل الى حل، مع العلم ان ازمة الكهرباء في لبنان ليست وليدة الامس بل انها عميقة الجذور، اذ منذ العام 1990، كل وزراء الطاقة الذين تعاقبوا على هذه الحقيبة –التي تصنف دسمة"- وعدوا بـ"كهرباء 24/24"، الى ان وصلنا الى العام 2021 حيث العتمة 24/24 و 7/7.
وبالنسبة الى المحطات، فان البراكس يصارح الناس بالحقيقة وان كانت مرّة، في وقت تتفرج الدولة على شعبها الذي يعاني الامرين، وربما اكثر.
وامام هذه الارقام، غدا يوم غضب عام لقطاع النقل البري، بدعوة من اتحادات ونقابات القطاع، فهل هذه الصرخة ستلقى آذانا صاغية لدى المعنيين... الجواب: كلا... وان سمع احدهم الصدى، فكل ما يمكن ان يعطيه هو "على الوعد يا كمّون"... فالدولة "فالج لا تعالج"!

للاطلاع على مقال :"ميثاقية" الثنائي تحول دون اي تغيير .... حتى ولو حصل خرق!، اضغط هنا

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة