سمير جعجع … صانع التماثيل | أخبار اليوم

سمير جعجع … صانع التماثيل

جان الفغالي | الأربعاء 27 أكتوبر 2021

جان الفغالي – "أخبار اليوم"

ربما يجدر برئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أن يحترف مهنة صانع التماثيل او يدرس فن النحت، لأنه إذا ما استمرت الأمور السياسية على ما هي عليه حيال القوات اللبنانية، فإنه سيكون لزامًا عليه أن يقيم عدة تماثيل لأشخاص ساهموا في رفع منسوب التأييد للقوات اللبنانية من حيث لا يدرون.

التماثيل التي يُفترض بالدكتور جعجع نحتها، تعود بالتسلسل الزمني الى الشخصيات التالية:

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أجرى الاتصال الغريب بالدكتور جعجع ، بما أوحى بأنه يحمّله مسؤولية ما جرى في عين الرمانة. ما هو أهم من الاتصال هو مَن رفع التقرير الى رئيس الجمهورية عن أحداث عين الرمانة، وكيف خلُص التقرير الى ان القوات اللبنانية هي المسؤولة عن تفجير الوضع؟ المفروض ان يبدأ التحقيق مع الذي أعد التقرير، لأن التضليل بدأ من هذا التقرير، وقد تسبب في تضليل رئيس الجمهورية، وإذا كانت كل التقارير التي تصل الى رئيس الجمهورية، على هذه الدرجة من "الصدقية" فهذا يعني ان القرارات المستوحاة من تقارير كهذه، هي كارثية.

التمثال الثاني يجب ان يكون للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي خصص خطابًا بكامله، على مدى اكثر من ساعة، لمهاجمة حزب القوات اللبنانية ورئيسه، وخاطبه بالقول: تأدّب، نحن لدينا مئة الف مقاتل".

التمثال الثالث يجب ان يكون لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي حوّل ذكرى ١٣ تشرين الى مناسبة للهجوم على جعجع.

التمثال الرابع لمفوض الحكومة لدى المحكمة العسكري القاضي فادي عقيقي الذي طلب من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني ابلاغ الدكتور جعجع الحضور الى فرع التحقيق في مديرية المخابرات في وزارة الدفاع.

جميع الذين وردت اسماؤهم والذين يجدر بالدكتور جعجع ان ينحت لكل منهم تمثال، ساهموا في ان تُرفَع صور الدكتور جعجع في طرابلس، وفي ان تظهر تغريدات على تويتر و"بوستات" على فايسبوك، وتصريحات لقياديين سابقين في القوات اللبنانية على خلاف مع الدكتور جعجع، وكذلك كوادر و"ضباط" سابقين في القوات اللبنانية، انتقدوا فيها الكيل بمكيالين، ومنهم مَن كتب ان "المقاومة مستمرة".

التمثال الخامس للمحقق الذي كبّل يدي احد الموقوفين على رغم وجوده في غرفة العناية الفائقة، وهذا ما استهجنه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، والذي يُذكِّر بما كان يتعرض له موقوفو القوات اللبنانية في "سجن" وزارة الدفاع في زمن "الحقبة السوداء عام ١٩٩٤، هذا التصرف عكس أداء تدينه المنظمات الحقوقية الدولية، وهي نقطة سوداء على ثوب من يعرفون انفسهم جيدًا.

في لحظة غباء واستعلاء ومكابرة، ساهم هؤلاء الذين يجب ان توضَع لهم تماثيل، في ان يحوّلوا الدكتور سمير جعجع الى "حالة مضطهدة " خصوصًا ان الجيوش الالكترونية "الفذة" التابعة للأسماء الآنفة الذِكر، أججت التعاطف مع الدكتور جعجع، فحين تغرِّد هذه الجيوش: "راجِع عالزنزانة"، فإنها تكون بذلك قد وضعت مراجعها في "زنزانة سياسية " ليس من السهل الخروج منها.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار