السادسة من عهد العماد عون لن تكون "ثابتة" | أخبار اليوم

السادسة من عهد العماد عون لن تكون "ثابتة"

جان الفغالي | الأحد 31 أكتوبر 2021

ما لم يتحقق في خمس سنوات، كيف يتحقق في السنة السادسة والاخيرة؟

جان الفغالي - وكالة "اخبار اليوم"

مصدر "الثالثة ثابتة " أن هناك فترتي سماح: أولى وثانية، ومن هنا جاء المثل " الثالثة ثابتة".
في لبنان، المبالغة في كل شيء حتى في الأَمثال، فيُصبِح المثل الآنف الذِكر "السادسة ثابتة".
اليس هذا هو الخطاب الرسمي السائد مع انتهاء سنة العهد الخامسة والدخول في السنة السادسة والاخيرة؟
لكن ما لم يتحقق في السنوات الخمس المنصرمة، كيف له ان يتحقق في السنة الأخيرة؟


عند تشكيل أول حكومة في هذا العهد، "نعاها" رئيس الجمهورية منذ اليوم الاول، فقال إنها ليست "حكومة العهد الاولى"، بل إن حكومة العهد الاولى ستولَد بعد الإنتخابات النيابية اي بعد سنتين ونصف سنة من بدء العهد.
هكذا أَحبط رئيس الجمهورية ما كان يمكن للحكومة أن تفعله بعدما حكَم عليها بالعجز "من أول الطريق".


جاءت حكومة العهد الثانية بعد انتخابات 2018، وكان العهد قد انتصف، تاخَّر تشكيل الحكومة بسبب رفض الرئيس الحريري لمعظم الشروط التي كان وضعها رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل.
"تضييع الوقت" أدى إلى ضياع أكثر من فرصة لعل ابرزها كيفية ترجمة مقررات مؤتمر "سيدر"، وهي تكاد الفرصة الاخيرة لمجيئ المساعدات والقروض بالتزامن مع الإصلاحات.
في مطلع صيف 2019، استقبل الرئيس عون وفدًا اغترابيًا ، فبشَّرهم بأن "المرحلة المقبلة ستحمل المزيد من تحسن الاوضاع .
لكن "المرحلة المقبلة" تلك، حملت "ثورة 17 تشرين"، فاستقالت "حكومة العهد الأولى "بحسب تسمية الرئيس عون، والتي كان الرئيس يعوِّل عليها الكثير لانطلاق عهده.
جاءت حكومة العهد الثالثة برئاسة حسان دياب التي بالتكافل والتضامن مع رئيس الجمهورية، وبنصائح من مستشاريه الإقتصاديين، تخلَّفت عن الدفع، مع استحقاق اليوروبوندز، فكانت هذه الخطوة بمثابة الضربة القاصمة للثقة بلبنان وسمعته بين الدول، واعتباره بلدًا متخلفا عن الدفع.


انفجار المرفأ لم يشكِّل وحده الضربة الموجِعَة للعهد، بل كيفية تعاطي السلطة التنفيذية مع هذا الإنفجار! أيعقَل ، على سبيل المثال لا الحصر، ان يعدَ وزير في الحكومة ان التحقيقات ستُنجَز في خمسة ايام؟ وبدل ان تُنجَز التحقيقات في هذه الفترة، استقالت الحكومة!


والطامة الكبرى أنه بدلًا من تسريع تشكيل حكومة جديدة لمواكبة معالجة "مصيبة المرفأ" التي هزت الرأي العام العالمي وجعلت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يزور لبنان مرتين، استغرق تشكيل الحكومة ثلاثةَ عشر شهرًا ، وجاء التشكيل كما اراده "رئيس الظل" : ثلثٌ معطِّل له، هو عمليًا ثلث معطِّل لحزب الله، ومع ذلك واصل الرئيس إطلاق الوعود ان السنة الاخيرة ستكون سنة "الإنجازات ".
ولكن في السنة الاخيرة التي تبدأ اليوم:
الحكومة لا تعقد جلساتها بسبب منعها من حزب الله وامل ، ما لم يكن "قبع " المحقق العدلي في قضية انفجار المرفا بندًا اول على جدول أعمالها.
ازمة غير مسبوقة مع السعودية التي تضامنت معها دول الكويت والبحرين والإمارات.
وزير الإعلام جورج قرداحي يرفض الإستقالة، وقد اصبحت استقالته شبه مستحيلة لأنها دخلت أو أُدخِلت في الصِراع مع إيران وأصبحت ورقة في يد إيران لن تُسقِطها إلا بثمن .
الإنتخابات النيابية على كف عفريت، والقانون الذي يُفترض ان يكون الممر إلى مجلس النواب ، سيسلك طريقه الى المجلس الدستوري.
لكلِّ هذه الاسباب مجتمعة، ولأسباب أخرى كثيرة لا مجال لتعدادها كلها، السنة السادسة لن تكون ثابتة على مستوى الإصلاح وتحسن الاوضاع، بل ستكون حافلة بما تضمنته السنوات الخمس، أي المزيد من النكسات والإنتكاسات والإحباطات. فما لم يتحقق في خمس سنوات، كيف يتحقق في السنة السادسة والاخيرة؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة