فتشوا لنا عن أسواق في اليمن وإيران وسوريا وربما أفغانستان
"أخبار اليوم"
عندما يتحدث المرء عن أهمية العلاقات مع دول الخليج العربي وضرورة الحفاظ عليها وتجنب الأزمات التي تعكرها، يبدأ أدعياء الممانعة بالمحاضرة في الحفاظ على الكرامة ورفض الذل والحديث عن الحصار الخليجي الإمبريالي والتصدي له حتى ولو اضطررنا لأكل التراب وربما الهوا.
هؤلاء بالتأكيد لا يفقهون في الأزمة وأضرارها شيئا، فهؤلاء مثلا لا يعلمون أن المملكة العربية السعودية وفي عز جائحة كورونا في العام ٢٠٢٠ إستوردت ما مجموعه ٢١٧ مليون دولار من لبنان من منتجات زراعية وصناعية، وربما وصل هذا الرقم في العام ٢٠٢١ إلى أعلى من ذلك بعدما نشطت الصناعة اللبنانية وزاد حجم الإنتاج والتصدير، ولكن كل ذلك انتهى مع القرار السعودي بوقف استيراد كل المنتجات اللبنانية، ما يعني أن مداخيل لبنان من التصدير للمملكة ستكون صفرا طالما استمر قرار الحظر.
إزاء هذا الواقع يفترض بأدعياء الكرامة أن يفتشوا عن أسواق أخرى يصدرون إليها ما كان يصدر إلى السعودية من أجل تعويض ال ٢٠٠ مليون دولار والتي كان يستفيد منها مزارعون وعمال وصناعيون وتجار وغيرهم ومن المؤكد أن من بين هؤلاء من هم في صفوف الممانعة، فليس كل المستفيدين من التصدير إلى المملكة هم من اتباع الإمبريالية والاستعمار والصهيونية.
أي أسواق للتصدير سيجد أدعياء الكرامة لو أن باقي الدول الخليجية حذت حذو المملكة؟ ماذا لو قررت الإمارات السير بهذا الحظر وهي تستورد ما يزيد عن ٤٠٠ مليون دولار من لبنان؟ ألا يكفي بأننا نرسل إلى هذه الدول منتجات زراعية بمواصفات غير مقبولة؟ وقد اتخذت قطر قرارا بوقف استيراد المنتجات الزراعية اللبنانية لضررها على صحة الإنسان.
أدعياء الكرامة فتشوا لنا عن أسواق في اليمن وإيران وسوريا وربما أفغانستان علكم تعوضون على اللبنانيين ما خسروا وما سيخسرون من أموال.