مرجع شيعي: الترويج لنظرية "المؤامرة" لم يعد مجديا
شادي هيلانة- "أخبار اليوم"
حكومتان تمّ تشكيلهما منذ ما بعد ثورة 17 تشرين 2019، حيث طالب الثوار آنذاك بإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري لتشكيل حكومة جديدة، حكومة تكنوقراط أو حكومة أخصائيين خالية من المحاصصة السياسية، وتعمل على محاسبة الفاسدين، ولكن كل ما طالب به المعتصمون لم يلق آذاناً صاغية، بل أنّ الحكومتين اللتين تمّ تشكيلهما هم جزء لا يتجزأ من الطبقة السياسية الحاكمة.
انطلاقاً من هذا الامر، مرّ شهران على تأليف حكومة "تحقيق المعجزات". ليتضح اليوم أنّ الرئيس نجيب ميقاتي كان يدافع فقط عن شغفه بالسلطة، فهو ارتضى أنّ يترأّس نسخة جديدة من تلك الحكومات التي قادت لبنان "الى جهنّم"، حيث لا همّ يمكن أنّ يعلو فوق إرادة تكريس هيمنة "حزب الله" على القرار الوطني اللبناني.
فأتت النتائج كالصاعقة على البلد، سقط الاهتمام العربي به؟ سقط العراق وسوريا قبله في آتون الصراع والفساد والهيمنة "العجمية"، وهما الأكبر والأغنى والأهم، من الطبيعي القلق على بلد صغير المساحة، ضعيف الموارد، قليل الحيلة!
اضافة الى هذا الواقع المرير، فاقم المعاناة الحزب في تعطيله الفاضح دون الاخذ بعين الاعتبار حق الشعوب بالعيش الكريم، وفي السياق يقول مرجع شيعي معارض - وهو من سكان الجنوب ومطلع على بيئة حزب الله- لوكالة "اخبار اليوم": إنّ هناك تململاً كبيراً داخل البيئة، مهما حاولوا إخفاء ذلك أو الترويج لنظرية "المؤامرة" التي تستهدف الشيعة بشكل عام والسلاح في شكل خاص.
وأكثر ما يثير نقمة المرجع أنّ مسؤولي الحزب يفاخرون بمظاهر البذخ والثراء، في حين أنّ جيرانهم وأقاربهم يموتون جوعاً.
ويضيف ما يقلقنا اليوم من الاوضاع الراهنة التي يمر بها لبنان وسط عجز الحكومة المحسوبة على الحزب نفسه عن القيام بواجباتها في مواجهتها. لا بل هو يقود الى تعطيلها، ويسأل: انّ كان الحزب غير معني بتحقيق المرفأ فلمَ الخوف من المواجهة حتى اعلان البراءة؟
ويختم المرجع، نحن بحاجة للإنقاذ، ولم نعد نتحمل تعطيل من هنا وتبرير من هناك، نريد انّ نعيش بكرامة، وإنقاذنا من النار التي تكوي حياتنا اليومية.
وازاء كل ما يجري على المستوى القضائي في ضوء البلبلة التي شهدها قصر العدل يوم امس، كتب الرئيس عون في تغريدة على حسابه عبر تويتر: "الأبرياء لا يخافون القضاء". وأضاف، كما قال الإمام علي: من وضع نفسه موضع التهمة فلا يلومَنّ من أساء به الظن.
ويبدو ان عون توجه في تغريدته هذه بشكل مباشرة الى الثنائي الشيعي، ايّ حزب الله وحركة امل، قبل ساعات من اطلالة امين عام الحزب السيّد حسن نصرالله في ذكرى يوم الشهيد (عند الثالثة عصر الغد)، ما يرسم مواجهة شرسة بين الحليف وحليف الحليف في المرحلة القادمة.
سرعان ما جاء تعليق رئيس مجلس النواب نبيه بري على تغريدة عون، قائلاً: "على أن لا يكون القضاء قضاء السلطة وما أدراك ما هي."
للاطلاع على مقال تحت عنوان: "عون غاضب من حزب الله… عطّلوا العهد ونسفوا الإنقاذ؟"، اضغط هنا