"أَرادَ" الشيخ سامي "كلنا إرادة" ... فامتثل كوستانيان | أخبار اليوم

"أَرادَ" الشيخ سامي "كلنا إرادة" ... فامتثل كوستانيان

جان الفغالي | الجمعة 19 نوفمبر 2021

هذا ما فرضته مجموعات التمويل على قاعدة "Qui donne ordonne"

جان الفغالي – "أخبار اليوم"

أسهلَ شيء في لبنان ابتكار إسم وترويج شعار، وأصعب شيء في لبنان المحافظة على هذا الشعار والعمل بوحيِه.

بعد 17 تشرين، "ركب الموجة كثيرون"، من عُتاة الطبقة السياسية، إلى طلاب مدارس وجامعات إلى جمعيات أهلية منها قديم ومنها مستحدث، إلى مغتربين كانوا يزورون لبنان بصورة متقطعة واستهوتهم حركة الشارع، جميعهم التقوا في الشارع على أمل ان تسقط السلطة، لكنها لم تسقط، وبما انهم غير انقلابيين، كان الإنقلاب مستحيلًا، استمرت السلطة واستمرت الثورة، وهذه حالة فريدة في العالم، وكان كل فريق يقول للآخر: "نلتقي في صناديق الإقتراع" ... وبدأ السباق.

"انفخت الدف وتفرق... الثوار"، توزعوا في حركات ومجموعات وجمعيات لا يجمع بينها سوى خلافها مع السلطة واحزابها، لكن عند الإمتحان يُكرَم المرء أو يُهان.

الطروحات التي خرجت أو أُخرِجَت من الأبواب عادت من الشبابيك: ضاعت المجموعات، ضيَّعوا الثوار، والسلطة بالمرصاد.

مع دخول الثورة في عامها الثالث، كثرت الأسئلة بدل ان تكثر الأجوبة، ومنها:

أين الذين ملأوا الساحات والشوارع والطرقات؟ هل انخرطوا جميعًا في مجموعات الثورة؟

هل مجموعات الثورة استطاعت أن تحتضن وتستوعب الثوار الذين كانوا في الشارع؟

أين يتموضع النواب الذين استقالوا من مجلس النواب؟ على أي مسافة يقفون من مجموعات الثورة؟

ما علاقة بعض هذه المجموعات ببعض النواب الذين استقالوا؟

هل من علاقات تحت الطاولة، واحيانًا فوقها بين بعض الأحزاب وبعض المجموعات؟

معظم " الحِراكيين" في مرحلة خلط الأوراق وإعادة التموضع، منهم مَن انهى وانجز التموضع، ومنهم ما زال على الطريق وفي طور الإنجاز. بين المنزِلتين يتقدَّم رئيس حزب الكتائب سامي الجميل والبير كوستانيان من مجموعة "كلنا إرادة"، سهولة التوافق بين الجميِّل وكوستانيان انهما يأتيان من خلفية واحدة هي الخلفية الكتائبية، وبهذه الخلفية يتقدم الشيخ سامي على كوستانيان، فسامي هو رئيس الحزب وكوستانيان كان في ماكينته، والمنطق يقول انه لا يُعقَل أن تنقلب الأدوار، فيكون كوستانيان هو الرئيس والشيخ سامي في ماكينته، في حال التفاهم (وهذا ما حصل) فإن الشيخ سامي هو الذي يتقدَّم في هذا الدمج غير المعلن بين حزب الكتائب و"كلنا إرادة".

سببٌ آخر لهذا التقدّم، أن مجموعات التمويل في "كلنا إرادة"، وعلى قاعدة "Qui donne ordonne" فرضت ان تكون أولى التحالفات مع الشيخ سامي الجميل، وأكثر من ذلك أعطت الشيخ سامي الأفضلية، ضمنًا، للموافقة على مَن سترشحهم "كلنا إرادة".

هكذا يتحول الشيخ سامي إلى ما يشبه "الأمين العام" لمجموعة "كلنا إرادة" فيما يعود كوستانيان إلى الدور الذي كان عليه في 2018 في حزب الكتائب: مسؤول الماكينة الإنتخابية، أي يعود إلى اختصاصه الذي يبرع فيه.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار