عُرضت يوم عيد الاستقلال عبر اربع شاشات محلية واذاعتين
"أخبار اليوم"
أطلقت ست محطات تلفزيونية وإذاعية لبنانية، مساء الاثنين الماضي، مبادرة جديدة من نوعها عبر بثّ سلسلة حلقات حوارية ضمن برنامج بعنوان "لبنان Townhall" يعرض مباشرةً على الهواء وتُناقش خلالها أبرز التحديات التي تواجه لبنان ومواطنيه.
هذه المبادرة من تنظيم "مناظرة"، وهي منظمة غير ربحية تهدف لإقامة حوارات عامة بنّاءة في المناطق التي تتحدّث اللغة العربية. اما المحطات الاعلامية المحلية التي تشارك في عرض البرنامج في شكل متزامن فهي تلفزيون لبنان، وتلفزيون الجديد، ومحطة OTV، ومحطة NBN، وإذاعة صوت لبنان، وراديو صوت الشعب.
"لبنان Townhall" من تقديم زافين قيومجيان، وهو صاحب تجربة تمتد خمسة وعشرين عاماً في مجال الحوارات التلفزيونية، يواصلها حالياً عبر يوتيوب واذاعة صوت كل لبنان. ويضمّ البرنامج الذي يعرض مرة واحدة في الشهر، مواطنين من جميع أنحاء لبنان، جنبًا إلى جنب مع شخصيات عامة معروفة وخبراء يتناقشون على قدم المساواة. ويشارك في كل حلقة مجموعة شباب تمّ تدريبهم بالشراكة مع النادي اللبناني للمناظرة الذي نظّم حملة وطنية لجذب المواطنين إلى المشاركة في ورشات عمل متعمّقة حول مهارات الخطابة والمناظرة.
الحلقة الاولى من "لبنان تاون هول" حملت عنوان "المعاش ما عاش"، وقد ناقشت الوضع اللبناني الحالي، سواء الاقتصادي أو المعيشي، وكان يفترض كما قيل قبل عرضها ان تخرج بحلولٍ في نهاية الحوار الذي شارك فيه 10 شباب(لا نعرف سبب تسميتهم متسابقين رغم انه لم تكن هناك مسابقة) و6 ضيوف(السياسي الوحيد بينهم كان النائب نقولا نحاس)، لكن الحلقة انتهت من دون خلاصة واضحة او اعلان عام، ولعل هذا شكّل نقطة الضعف الوحيدة فيها. فصيغة البرنامج بدت جيدة واعطاء ٩٩ ثانية فقط لكل مشارك من الشباب لالقاء مداخلته وسط المسرح اتى موفقاً، والنقاشات جاءت غنية ومفيدة معظم الوقت، كما ان التقارير التي تخللتها الحلقة كانت شديدة الوضوح وسهلة الاستيعاب من قبل المشاهدين والمستمعين، ومنفذة بطريقة احترافية مع استخدام الغرافيكس في الشكل المناسب وعند اللزوم. اما زافين فبدا ملماً بجوانب المواضيع المطروحة وناجحاً في الاستطراد وطرح اسئلة مكملة لاسئلة الشباب الموجهة للضيوف، لكنه بالغ في التعامل مع المشاركين بفكاهة لم تكن مبررة طوال الوقت.
في 13 كانون الأول المقبل، ستبث الحلقة الثانية من "لبنان تاون هول". وقال المدير العام لمبادرة "مناظرة" بلعباس بن كريدة في حديث صحافي، إن "اختيار المواضيع يتم بناءً على نموذج مدروس، والأهم أن الفريق التحريري سيسأل نفسه عن أهم ما يفكر فيه المواطن العادي، مشيراً إلى أن موضوع الحلقة الثانية "سيكون شديد الأهمية لغالبية المواطنين".
منتج المشروع سولو فغالي كان لفت في حفل اطلاق البرنامج الى أن "طريقة العمل ستكون مختلفة عن كل ما أقيم سابقاً في لبنان"، وأشار إلى أن "المشاكل التي سيتم التطرق إليها لبنانية فقط، وستطاول كل شرائح الشعب اللبناني وصوت الشباب، وسيكون للمرأة مشاركة مهمة أيضاً".
يبقى ان ننتظر عرض الحلقات المقبلة من البرنامج لنكتشف ما اذا كان سيحافظ على المستوى الجيد الذي انطلق به، ونصيحتنا للقيمين على "لبنان Townhall" ان يبتعدوا عن استضافة السياسيين ويكتفوا بالاكاديميين واهل الاختصاص، وان يسمحوا للشباب المشاركين بقراءة كلماتهم بدلاً من ان يحبروا على حفظها، فلا يرتبكون عندها كما حصل مع عدد منهم في الحلقة الاولى، سيما وان البرنامج يعرض مباشرة على الهواء.