وماذا عن دعم المملكلة في ضوء موقفه الواضح من حزب الله؟!
شادي هيلانة- "أخبار اليوم"
على الرغم من اقتراب الموعد الدستوري للانتخابات النيابية، وارتفاع منسوب الضغط الدولي لاجرائها دون اي تأجيل، فان مصير هذا الاستحقاق مازال غير محسوم... اذ هناك قوى داخلية تعمل لِنسفه، لذا تُطرح أسئلة كثيرة قبل موعد الانتخابات اكان في آذار او في ايار...
وفي حين تستعد كل القوى أكانت حزبية او معارضة او تغييرية وتعد العدة للاستحقاق، فان التطور الابرز هو على الساحة السُّنيّة ما يطرح مستقبل الرئيس سعد الحريري على طاولة البحث، بينما لا يزال خارج البلاد، فيما خرجت بعض الاصوات لتقول انّ الحريري يُفكر بصوت عال، في إمكان عدم خوضه وتيّاره الانتخابات النيابية المقبلة.
أمام ما تقدم، هل نحن أمام أفول دور سعد السياسي وبداية دور شقيقه بهاء؟
وعلى الرغم من تراجع قوّته نسبياً في الانتخابات النيابية الأخيرة، إلّا أنّ أيّ قوة سياسية لم تستطع أن تُقدم نفسها بديلاً حقيقياً عن تيار المستقبل في البيئة السُّنية لغاية الآن.
ويقول مراقبون، إنّ اعتذار رئيس المستقبل شخصيا عن المشاركة في الانتخابات، سوف يؤدي تلقائياً الى انهيار تيّار المستقبل، ما لم يتكفل به أحد كـ"بهاء" لإنقاذ صورة "الحريرية السياسية" من الضياع. الاخير كان قدّم إشارات تكفي لاستعداده خوض المواجهة مع حزب الله انتخابياً، عبر مجموعة "سوا للبنان" الذي يراهن عليها، ومن المرجح أن يكون من ضمنها.
ويرفض بهاء أنّ يُحصر في الشارع السُّني فقط، وهو يركّز حالياً على تقديم المساعدة والإعانة في كل المناطق اللبنانية من دون تمييز، حيث يطمح إلى بناء قوّة تغيير وطنية عابرة للمناطق والطوائف. ويأمل بأنّ يحظى بدعم المملكة العربية السعودية، نظرا الى موقفه الواضح ازاء رفض التعايش مع هيمنة حزب الله وسيطرة "الدويلة" على الدولة وتشريع الفساد ونسف التحقيق في تفجير مرفأ بيروت ، وهي واحدة من أكبر المآخذ التي واجهت سعد في علاقته مع الرياض عندما كان مكلفاً بتشكيل الحكومة قبل أنّ يعلن اعتذاره عن التكليف.
وتكشف أوساط سياسية واسعة الاطلاع، انّ قلق سعد الحريري من القوّة المتمادية لأخيه بهاء يجعله متردداً من خوض الانتخابات رغم الإعلان غير الرسمي لجهوزية ماكينته الانتخابية لكنها تبقى ضمن الاطار المُبهم.
وتلفت الأوساط عينها، في حديثها الى وكالة "اخبار اليوم"، انّ سعد راكم الأخطاء على مدى مسيرته السياسية دون تحقيق نجاحات، الامر الذي من شأنها شرذمة جمهور تيار المستقبل إذا ما دخل بهاء الحريري في مرحلة القضم منهُ.
وتخلص الى القول، انّ الامتعاض الخليجي على اركان السلطة في لبنان، وصولا الى قطع العلاقات الدبلوماسية، تعطي دوراً لبهاء الذي سيعطي طابعاً جديداً لمعركة إنتخابية هي الأشرس في تاريخ لبنان في حال خاضها شخصياً، هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.
للاطلاع على مقال تحت عنوان: "لا حلول في الافق... وتشدد خليجي بعد كلمة عون"، اضغط هنا