الشمس... سلاح لبنان المجّاني للتحرّر من سوريا والفساد فاستعملوه! | أخبار اليوم

الشمس... سلاح لبنان المجّاني للتحرّر من سوريا والفساد فاستعملوه!

انطون الفتى | الخميس 25 نوفمبر 2021

نادر: الطاقة الشمسية حيوية لإعادة تكوين تركيبتنا الإقتصادية والجيو - سياسية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بين البحث في كيفية ومستقبل استجرار الغاز المصري، والكهرباء من الأردن، الى لبنان عبر الأراضي السورية، و"الغبطة" التي يشعر بها بعض من في الداخل لمجرّد زيادة ساعات التغذية الكهربائية فقط، في وقت كان يتوجّب أن تصبح فيه تلك الساعات 24/24 منذ سنوات طويلة، ننظر الى ما حولنا في المنطقة، فنجد أن دولة مثل الإمارات تأخذ على عاتقها قطاع الطاقة الشمسية في منطقة الخليج العربي، وهي تبني مجمّعات ومحطات ضخمة لتوليد الطاقة الكهربائية، عبر ألواح الطاقة الشمسية.

 

نقطة وصل

أما مصر، فهي تدخل في مشاريع عملاقة على صعيد أفريقي، لا سيّما في دول حوض النيل، ومنها مشاريع للرّبط الكهربائي، وإنشاء محطات على الطاقة الشمسية.

فضلاً عن أن مصر ترتبط بمشاريع كهربائية مع دول مجاورة لها، من خارج حوض النيل أيضاً، مثل ليبيا والأردن، وهي تعمل على ربط كهربائي مع السعودية، وتدرس التوسّع في هذا الإطار مع دول مثل اليونان وقبرص، في طريق سعيها لأن تصبح مركزاً إقليمياً لتبادل الطاقة بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، كنقطة وصل بين القارات الثلاث.

 

تقلّبات

فلماذا الإصرار الدولي على عَدَم تحرير لبنان جيو - سياسياً، وعلى عَدَم الذّهاب به الى تعاون كهربائي لبناني - إماراتي مثلاً، أو لبناني - مصري، لا سيّما على صعيد توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بدلاً من استجرار الغاز، والخضوع الدائم لربطنا بالجغرافيا السورية، وباحتمالاتها الأمنية و"الإرهابية" والسياسية... وبتقلّباتها على الصّعيدَين اللبناني - السوري، والسوري - الأميركي - الدولي؟

 

مهمّة جدّاً

شدّد الخبير الاستراتيجي الدكتور سامي نادر على أن "مشاريع الطاقة الشمسية مهمّة جدّاً للبنان، إذا ذهب في هذا الاتّجاه. وكلّما مُنحنا القدرة على تطوير إنتاجنا للطاقة الشمسية، كلّما ازداد تحرّرنا على المستويات كافة، الإقتصادية، والبيئية، والسياسية، والجيو - سياسية، و(تحرّرنا) من سطوة منظومة الفساد الداخلية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "تكنولوجيا الطاقة الشمسية تتطوّر، وستُصبح مُنخفضة التكاليف أكثر مع مرور الوقت. ولكننا نحتاج في لبنان الى المال حتى نتمكّن من تطويرها، ومن تمويل المشاريع المرتبطة بها. وهنا تأتي أهمية التنسيق مع "البنك الدولي"، أو ربما مع دولة الإمارات، أو مع دول وصناديق قادرة على مساعدتنا في هذا المجال".

 

فساد

وأكد نادر أن "تمويل مشاريع الطاقة الشمسية سيوفّر على خزينة الدولة اللبنانية الكثير من الأعباء، وسيخفّف من العجز، وسيحرّر اقتصادنا، بموازاة تخفيف الضّغط الهائل على اللّيرة أيضاً. فالفيول نشتريه بالدولار، بينما الطاقة الشمسية هي عطيّة إلهية مجانية، ولن نحتاج الى دولار للحصول عليها، بل لتأمين المعدّات فقط. وهي ستُقفِل "مزراباً" أساسياً من "مزاريب" الفساد في البلد، ومن التمويل الحزبي، وتمويل منظومة سلطوية بارتباطاتها الخارجية، وتوفّر الكثير من الضرر البيئي أيضاً".

وأضاف:"استجرار الغاز من مصر هو حلّ موقّت، وقد يكون جزءاً من حلّ أكبر، من أجل الصناعات الكبيرة إذا صارت موجودة في لبنان مستقبلاً. ولكن أن نضع هدفاً يقوم على أن يكون 50 في المئة على الأقلّ من إنتاجنا الكهربائي على الطاقة الشمسية في المستقبل، هو أمر حيوي لإعادة تكوين كل تركيبتنا الإقتصادية، ومعها (التركيبة) السياسية، والجيو - سياسية، للبنان".

 

الإنتخابات

وردّاً على سؤال حول أهميّة أن تكون الطاقة الشمسية عنواناً من العناوين الرئيسية في الاستحقاقات الإنتخابية القادمة، وفي تشكيل حكومات ما بعدها، أجاب نادر:"نعم، بالتأكيد. فالطاقة الشمسية باتت أولوية مهمّة، بأبعاد مهمّة، تساوي مكانة النفط في بدايات استخراجه عالمياً، وتفوق أهمية الغاز الموجود في البحار. فبعد نحو خمس سنوات، ستنخفض تكاليف إنتاج الطاقة الشمسية، بموازاة تطوُّر التكنولوجيا الخاصة بها. ومع انخفاضها، ستُصبح كلفة استخراج الغاز من قعر البحار أعلى بكثير ممّا هي عليه حالياً، ولن يعود (الغاز) قادراً على منافسة مصادر الطاقة البديلة. وهذا ما سيؤسّس لعَدَم الاهتمام به، أو بشرائه".

وختم:"انطلاقاً ممّا سبق، إذا لم يُستخرَج الغاز اللبناني بمدّة زمنية ما بين عامَيْن أو ثلاثة، على أبْعَد تقدير، فعندها لا بدّ من نسيانه، لأنه سيفقد قيمته، وسيُصبح إيجاد أسواق لبَيْعه مسألة صعبة جدّاً".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة