في ذكرى غياب الشحرورة: في أي برنامجين ظهرت في اميركا وفرنسا؟ | أخبار اليوم

في ذكرى غياب الشحرورة: في أي برنامجين ظهرت في اميركا وفرنسا؟

| الجمعة 26 نوفمبر 2021

ماذا قالت صباح عن طمع أزواجها وعن المنافسة مع فيروز؟

في ٢٦ تشرين الثاني عام ٢٠١٤ رحلت الشحرورة. حكي حينها عن مسعى لإدخالها الى كتاب غنينيس للأرقام القياسية بسبب كثرة الاعمال الفنية التي قدمتها خلال مسيرتها الطويلة، لكن ذلك لم يحصل. الأسبوع الماضي، طفا الموضوع نفسه الى السطح مجدداً وفي شكل مفاجئ، وانتشر خبر مفاده ان الصبوحة دخلت كتاب الأرقام القياسية فعلاً لكن موسوعة غينيس نفت الامر الذي قد يكون أحد محبي الراحلة أطلقه عن حسن نية وتناقلته المواقع من دون ان تتأكد من صدقيته. في أي حال، الشحرورة ليست في حاجة بعد ٧ سنوات على رحيلها لدخول كتاب غينيس، فهي دخلت قلوب اللبنانيين بأغنياتها وافلامها ومسرحياتها وشخصيتها المحبة للحياة ولن تخرج منها ابداً!

في ذكرى وفاة صباح، نستعيد مقتطفات من مقابلتين اجراهما معها دليل النهار في تسعينات القون الماضي، الاولى نُشرت في ٩ كانون الاول عام ١٩٩٣ حاورتها فيها الصحافية والشاعرة ندى الحاج والثانية في ١٦ آب عام ١٩٩٦ حاورها فيها الراحل سمير كامل. فماذا قالت صباح عن المنافسة والاعتزال والسعادة وطمع ازواجها ومن أفضل من لحّن لها؟

سمير كامل: في لبنان قمتان بين الأصوات النسائية هما فيروز وصباح، هل كنت تشعرين بمنافسة ما مع فيروز؟

صباح: بصراحة كلا، لأن السيدة فيروز لها لون فني يختلف عن لوني، ولكن عندما أقدّم مسرحية كنت أتمنى ان تنال نصيبها من النجاح مثل مسرحيات فيروز. وفي أي حال، اشكر الله ان في لبنان اصواتاً مثل فيروز ووديع الصافي وكباراً مثل الاخوين رحباني وفيلمون وهبة وسواهم.

ندى الحاج: هل حققت كل ما اردت فنياً او هل لا تزالين تحلمين بتحقيق أشياء جديدة؟

صباح: احمد الله أنى فنياً حققت تقريباً كل شيء اردته، ولكن بقي لدي طموحات بمستوى عالمي. لقد اعتليت اهم المسارح العالمية وظهرت على شبكات تلفزيون مهمة كما في البرنامج الاميركي الشهير 60 minutes الذي يصعب للفنان الوصول اليه، وفي البرنامج الفني الفرنسي Le grand echiquier. كنت اود تحقيق عمل استعراضي يحكي عنه العالم كله، ولكن على الفنان ان يخطط سنوات طويلة ليصل الى هذا الهدف. انا سعيدة على الصعيد المحلي، خصوصاً أني أعيش في الشرق، حيث تلفني العاصفة، وليس في الغرب حيث يلتهم النسيان الفنانين.

ندى الحاج: ذكرت مرة أنك تحبين اغنية "ساعات ساعات"، لماذا؟ وهل تحبين ان تنقلي معاناتك الشخصية في اغنياتك؟

صباح: أحب لحن "ساعات" وهو اللحن الاول لجمال سلامة وكلام هذه الاغنية يعبر عن كل انسان. لا يهمني ان أغني للتعبير عن معاناتي، فأنا للناس ويجب ان اعبّر عنهم. يمكن ان أكون في منتهى الحزن وأغني اغنية تعبّر عن السعادة. افضّل اللون الغنائي الفرح لأن طبعي فرح وأحب الحياة وأحب ان يشعر العالم بوجود السعادة.

سمير كامل: غنيت لكبار الملحنين العرب واللبنانيين من دون استثناء، فهل كان هذا التنويع نتيجة قرار فني ام ان ظروفاً معينة فرضته مثل عدم وجود ملحن واحد تعتمدين عليه؟

صباح: لا أستطيع ان اظل داخل القفص لحظة واحدة. انا شحرورة، أحب السفر والتحليق، والفنان الذي يقف في مكان واحد ينجح فترة ولا يستطيع الاستمرار كما فعلت أكثر من ٥٠ عاماً. الفن في رأيي جزءان: النوع واللون، النوع يتغير وغير ثابت اما اللون فلا يتحرك ولا يتبدل.

سمير كامل: ربما كان التنويع ضرورياً، ولكن من الملحن الذي اعطاك أجمل اغنياتك؟

صباح: سأكون صريحة وواضحة بمقدار صراحة السؤال. الرحابنة اعطوني أغنيات جميلة وكذلك فيلمون وهبة وجمال سلامة ومحمد الموجي وبليغ حمدي وفريد الأطرش. غنيت أجمل الاعمال لهؤلاء الكبار واديت ايضاً أغنيات لبعض الجيل الجديد في لبنان مثل ايلي شويري وملحم بركات وعصام رجي. جميعهم اعطوني أغنيات جميلة وكل ما اديته ظل مستمراً ولا يزال يطلب مني حتى اليوم في كل حفلاتي.

سمير كامل: الا تجدين ان قدراتك الصوتية تراجعت قليلاً؟

صباح: مع مرور الزمن، يخسر الفنان الكثير من قدراته وامكاناته، ولكنه يكتسب خبرة ونضجاً في الأداء والتصرف قد لا يكونان متوافرين عندما يكون في قمة عطائه.

ندى الحاج: يبدو من شريط حياتك المثير والحافل أنك فتشت عن السعادة بشغف، هل التقيت بها مراراً ام خاب املك؟

صباح: لا، لا لم يخب أملي، فأنا سعيدة منذ لحظة ولادتي! كما مرّنت نفسي على السعادة إضافة الى طبعي. انا أعيش بإيمان ومبادئ وضمير، وإذا تبين لي ان الانسان الذي أعيش معه لا يماشيني في ذلك، لماذا استمر معه؟ عندما كنت اقرر أني لم اعد اريد الارتباط بشخص، كنت أرى حولي العديد من الذئاب الطامعين بإسمي او بمالي، وهم من الاهل او من غيرهم، فالجأ الى شخص يساندني ويساعدني ايضاً في تربية ابنتي. لم تكن حياتي سهلة، وجدت نفسي في دوامة لم أستطع الإفلات منها، حتى ان بعض الرجال تزوجني طمعاً بي. عشت طبعاً قصص حب لكنها لم تستمر كما في بداياتها الجميلة، لذلك فضّلت قطعها.

ندى الحاج: تعتبرين نفسك فنانة مستقلة سيّرت حياتك كما اردت. هل دفعت في سبيل ذلك ثمناً باهظاً من حياتك الشخصية؟

صباح: طبعاً دفعت ثمناً باهظاً جداً. لو لم أكن فنانة، لما تجرأت على الانسجام مع نفسي الى هذا الحد، لأن وضع الفنانة يختلف عن وضع ربة العائلة التي تتحمل وتتنازل وتضحي من اجل عائلتها. لكني استطعت الاستمرار في حياتي الفنية بفضل عطائي وايماني وقوتي. فأنا لا أضعف امام أي شيء ويهمني عملي جداً.

ندى الحاج: هل صباح الانسانة والفنانة واحدة، ام تملك وجهاً اخر لا نعرفه؟

صباح: انا واحدة، لا املك وجهاً اخر حتى في غرفتي بين أربعة جدران. انا ثابتة ولا اتغير وصورتي هي نفسها التي يراها الناس.

سمير كامل: كيف تنظرين الى اعتزال الفنان؟

صباح: الفن يترك الفنان وليس العكس. هذا هو مفهومي. ما دام الناس يحبونني ويتابعون حفلاتي ومسرحياتي واعمالي فسأظل على الساحة الفنية. هذا ردي كفنانة، وكإنسانة انت تعلم ان الانسان الذي يترك عمله يصيبه الاكتئاب والضجر. لذلك لن اعتزل الفن حتى لا اصير كرسياً جامداً في المنزل.

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار