اختراق قاعدة عسكرية... فهل يتوقّف مشروع الغاز المصري الى لبنان؟ | أخبار اليوم

اختراق قاعدة عسكرية... فهل يتوقّف مشروع الغاز المصري الى لبنان؟

انطون الفتى | الجمعة 26 نوفمبر 2021

مصدر: إمكانية خضوعه لخطر السرقات أو التهريب موجودة دائماً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

من هي الجهة القادرة على حماية الغاز المصري في طريقه الى لبنان، سواء من السرقة، أو من عمليات التهريب؟

يحقّ لنا أن نعرف كل الاحتمالات المُمكِنَة لهذا المشروع، خصوصاً إذا قُلنا إن الشرطة الرومانية أعلنت قبل أيام عن أن مواطنين رومانيّين شكّلوا عصابة، كانت تسرق الوقود منذ عام 2017، بما وصل قيمته الى مليونَي دولار، وذلك من قاعدة عسكرية أميركية في رومانيا، ومن منطقة تدريبات عسكرية.

 

الغاز

قد يبدو الأمر مُضحِكاً أو غامضاً، نظراً الى أن عصابة محليّة الى هذا الحدّ، تمكّنت من اختراق قاعدة عسكرية أميركية من المُفتَرَض أنها مُحصَّنَة بطريقة غير اعتيادية، وعلى مدى أربعة أعوام، والقيام بسرقة وقود.

وبالتالي، كيف سيكون الحال مع الغاز المصري، الذي سيجتاز مسافات طويلة خاضعة لسيطرة أمنية واستخباراتية مختلفة، بين صديقة و"عدوّة" للأميركيين؟ وهل من شيء يؤكّد أن هذا الغاز لن يُسرَق منه أبداً، أو لن يخضع لعمليات ابتزاز، ومقايضات، أو محاولات تهريب؟

 

وقف المشروع

وكيف سيكون حال لبنان بموازاة ذلك، خصوصاً إذا تصاعدت تلك الأعمال الى درجة دفعت واشنطن الى اتّخاذ قرار بوقف مشروع نقل الغاز المصري إليه ربما، من أساسه، مع المفاعيل الكاملة التي ستترتّب على ذلك؟

 

عزلة

أكد مصدر واسع الإطلاع أن "إمكانيّة خضوع الغاز المصري المنقول الى لبنان لخطر السرقات، أو التهريب، أو الاستبدال، موجودة دائماً، لا سيّما إذا أخذنا في الاعتبار أن صعوبة الحصول على المحروقات عموماً قد تزداد مستقبلاً، سواء في لبنان أو سوريا، إذا تعثّرت كل مسارات الانفتاح، أو محاولات الانفتاح العربي على دمشق".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "مشروع نقل الغاز المصري الى لبنان سيتوقّف في تلك الحالة، وهو ما سيُغرِقه بأزمات كثيرة تزيد من مشاكله الداخلية، الإقتصادية والحياتية، ومن عزلته الخارجية".

 

تمويل

وأوضح المصدر:"قد يتوقّف المشروع سريعاً، عندما تبدأ كميات الغاز التي يتوجّب أن تصل الى لبنان، بالتأثُّر بعمليات السرقة، والتهريب".

وشرح:"السرقات والتهريب ممكنة من خلال عصابات تنشط بغطاء من الدولة السورية مثلاً، أو من قوى سوريّة نافذة سياسياً وأمنياً، أو من قِبَل ميليشيات ناشطة على الأرض السورية، تستخدم طرقاً عدّة، من بينها مدّ القساطل لسَحْب الغاز والبَيْع منه".

وأضاف:"هذا النّوع من السرقات يوثّر على كميات كبرى من الغاز، ويكون الهدف منه تلبية حاجات على مستوى كبير، بما سينعكس على الكميات المطلوبة لحاجات لبنان الكهربائية. فضلاً عن أن قوى محليّة كثيرة في سوريا، وبعض الميليشيات، قادرة على تمويل نفسها من تلك السرقات، كردّ على فقدان تمويلها من أماكن ومصادر أخرى".

 

غموض

وأشار المصدر الى أن "العراقيل التي تتعلّق بمشروع نقل الغاز المصري الى لبنان ستكون كثيرة، ولن تتوضّح بالكامل حالياً. ففريق "المُمانَعَة" يصمت، ويغضّ النّظر في الظّاهر، عن كل الاحتمالات التي تتحدّث عن إمكانيّة أن يكون الغاز المصري الذي سيصل الى لبنان، إسرائيليّ المصدر. ولكن هذا الصّمت لا يؤكّد أن الفريق "المُمانِع" لا يمتلك الكثير من الأوراق المُعرقِلَة لهذا المشروع، مستقبلاً".

وتابع:"في الأساس، ليس معروفاً أيضاً إذا ما كانت سوريا هي التي ستأخذ الغاز المصري، الذي يُحتَمَل أن يكون إسرائيلياً، وذلك مقابل ضخّ كميات أخرى من الغاز الى لبنان، من مصادر أخرى، وبموافقة خارجية. ففي هذا المشروع الكثير من التعقيدات، ومن علامات الاستفهام، خصوصاً أنه قبل أن تبدأ إسرائيل باستخراج الغاز من البحر، كانت تشتريه من مصر. ولكن الأمور انقلبت بعد بَدْء الاستخراج الإسرائيلي، إذ صارت مصر هي التي تشتري الغاز من إسرائيل، وتتصرّف به".

وختم:"كلّ ما سبق يؤكّد أن لبنان أمام تقلّبات مشروع فيه الكثير من الغموض، لا سيّما في الشقّ المرتبط منه بسوريا، وباحتمالات ما سيحصل بالغاز على الأراضي السورية، على صعيد السرقة أو التهريب أو الاستبدال مثلاً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار