"انتقامياً" قبل العودة.. الحريري يشدّ عصب مؤيديه "إنتخابياً"؟ | أخبار اليوم

"انتقامياً" قبل العودة.. الحريري يشدّ عصب مؤيديه "إنتخابياً"؟

شادي هيلانة | الإثنين 29 نوفمبر 2021

كارثة لم يتحضر أحد مسبقاً لمواجهتها والكل يرفع المسؤولية عن عاتقه 

شادي هيلانة –"أخبار اليوم"

 يتردّد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ومن خلفه تيّار المُستقبل بفتح صفحة معركة الإنتخابات النيابيّة لعام 2022، في إنتظار وُضوح الصورة العامة. فكل يوم يمُرّ من دون ترتيب البيت الداخلي للتيّار الأزرق، ومن دون وضع إستراتيجيّة واضحة لخطابه ولتحالفاته، يُلحق المزيد من الأضرار السياسية والمَعنوية به.

ويبدو أنّ الحريري يراقب عن بعد، بإنتظار خطوات سياسية مقبلة، في حين يتهمه البعض بمحاولة شد العصب المذهبي عند جماعته والقول إنه يستردّ حقوقها، والدفاع عن مقام رئاسة الحكومة السنّي، بهدف تسجيل نقاط قوة للعودة مجدداً إلى العمل السياسي - الانتخابي عبر تحريك شارعه في بيروت وطرابلس وصولاً الى البقاع وكافة المناطق وكما وصفها المراقبون انها ذات الطابع السنّي المؤيدة لهُ مع تحركات خجولة في المناطق الأُخرى.

وما بات معلوماً، انها ليست اول انتخابات يخوضها الحريري، ولكنها هذه المرة تبدو له أقرب إلى مسألة حياة او موت بالمعنى السياسي للكلمة، لا سيما انّ خصومه، وحتى بعض المراقبين الحياديين، يعتبرون انه انتهى سياسياً وهو"راجع" لكي ينتقم.

فيما يهزأ المحيطون بالحريري من مقولة انه انتهى شعبيا، مشيرين الى ان من يروّج لها لا يعرف طبيعة الصلات التي تربط رئيس المستقبل بالناس، وصناديق الاقتراع ستفاجئهم بنتائجها.

وفي هذا السياق، تكشف مصادر سياسية بارزة، انّ الحريري قد اتخذ قراره بالعودة قريباً، لكنه يبحث بالتوقيت المناسب وهو الاهم بالنسبة اليه، اذ انه لا يريد ان يرمي ورقة خوضه الانتخابات من دون ان يستثمرها سياسياً. وتلفت في حديثها الى "وكالة اخبار اليوم" انه يسعى لإحداث خضة سياسية اجتماعية ليستثمرها في الانتخابات النيابية المقبلة.

وترد أوساط المستقبل، عبر "أخبار اليوم"، على تلك الاتهامات التي توجه الى رئيس التيار، قائلة: ليس سعد الحريري من يحرك الشارع بل وضع الناس الكارثي، ففكروا بكيفية معالجة الأزمة بدل التلطي خلف حجج واهية وتبريرات لشد العصب، فالناس كفرت بكم وبسياستكم وبنهجكم وبتبريراتكم، والناس لا تريد الا العيش بالحد الادنى من الاستقرار والامان المعيشي والطبي والغذائي لا اكثر.

في مقابل ذلك، لا يهتم الشعب لكل تلك المحاولات، فسعر ربطة الخبز وصفيحة البنزين والدواء المقطوع أهم بكثير من العراضات التي تحصل بوتيرة عالية نسبياً، وكثير من "الطنّة والرنّة"، عاد مشهد قطع الطرقات وإحراق الإطارات، في عدد من المناطق اللبنانيّة، تحت عناوين شتّى، على رأسها عنوان "يوم الغضب" صباح الاثنين، وذلك احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية, والإرتفاع الجنوني لدولار السوق السوداء.

في وقت تزداد الأزمة الاقتصادية حدّة وتطال أخيرا أكلاف النقل بكل تأثيرها على أسعار سلع المعيشة والخدمات ومنتجات الصناعة الوطنية، والمهددة بالمزيد من الإرتفاع بسبب ربطها بأسعار النفط العالمية وبسعر صرف الدولار، ما يدل على السبب الرئيسي لإنسحاب السلطة النقدية من إستمرار الدعم بأسعار ترتفع باستمرار، بما ينذر في المحصلة النهائية بكارثة لم يتحضر أحد مسبقاً لمواجهتها، بل الكل يرفع المسؤولية عن عاتقه.

 للاطلاع على مقال تحت عنوان : "هل يؤدي الحل القانوني الى فك المعضلة السياسية"، اضغط هنا

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار