أسرار لقاء جنبلاط - محسن دلول: نعم الحريري متشائم لكنّه راجع | أخبار اليوم

أسرار لقاء جنبلاط - محسن دلول: نعم الحريري متشائم لكنّه راجع

| الثلاثاء 30 نوفمبر 2021

زعيم "المستقبل" لم يقفل الباب نهائياً و"لم يرمِ المفتاح في البحر


 "النهار"- أحمد عياش

حقاً، إن زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، هو حتى الآن، الأكثر اهتماماً بعودة الرئيس سعد الحريري إلى الساحة السياسية الداخلية. وهو لم يكتم أسباب اهتمامه هذا عندما صرّح أخيراً: "لا أستطيع وحدي من دون الشيخ سعد، أن نواجه سلمياً ونقاوم سلمياً..." أما ما دعا جنبلاط الحريري إلى مواجهته ومقاومته سلمياً، فهو "المحور السوري - الإيراني"، وإلا "فستكون غلطة فادحة"، والكلام ما زال للزعيم الاشتراكي.

هل هناك من معطيات تضيء أكثر هذا الغموض الذي رافق ولا يزال قضيّة ابتعاد زعيم "تيّار المستقبل" عن لبنان؟

قبل أسبوع، أجرى جنبلاط زيارة نادرة لأحد أبرز رموز الحزب الاشتراكي منذ زمن المؤسّس الزعيم كمال جنبلاط، ألا وهو النائب والوزير السابق محسن دلول. وما بين نجل مؤسّس الاشتراكي وبين دلول تاريخ مهمّ منذ أن لبس وليد جنبلاط عباءة الزعامة الجنبلاطية "عنوة"، وفق تعبير دلول، بعد اغتيال والده على أيدي المخابرات السورية عام 1977، عندما كانت دمشق تحت حكم الرئيس حافظ الأسد في بداية مرحلة الإمساك بلبنان لمدّة 35 عاماً انتهت عام 2005 بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في زمن الرئيس بشّار الأسد الذي كان لا يزال وصيّاً على لبنان.

بعد ترتيب قصير، جاء جنبلاط يقود سيّارته بنفسه إلى منزل دلول. ولم يرافق جنبلاط في هذه الزيارة سوى أحد مسؤولي الحزب المعنيّ بالشؤون الخارجية. ولم تكتم زوجة دلول فرحتها بزيارة الزعيم الاشتراكي الذي عرفته صغيراً عندما كانت هناك أواصر علاقة بين كمال جنبلاط وآل دلول قبل أكثر من نصف قرن.

على صفحته على الفايسبوك، معلِّقاً على صورة جمعته مع دلول التقطها لهما مرافقه، كتب جنبلاط: "ومن رفاق كمال جنبلاط الأوائل، ومن الذين رافقوني في أصعب المحطات الخاصة والعامة، وكان له النصيحة والرأي والمشورة في اجتيازها، هو الرفيق والصديق والأخ الكبير أبو نزار محسن دلول أطال الله عمره". وبالفعل، ما زالت "النصيحة والرأي والمشورة" مستمرة بعد أكثر من 44 عاماً عندما سقط كمال جنبلاط مضرَّجاً بالدماء في كمين للمخابرات السورية في الشوف بقرار من حاكم دمشق. وقتذاك، كان هناك رجال الزعيم الراحل، وبينهم دلول، حاضرين في قصر المختارة إلى جانب نجل جنبلاط كي يقدّموا كل ما لديهم لكي يتحمّل أثقال "العباءة" التي ارتداها في أصعب مرحلة في تاريخ الزعامة الجنبلاطية.

لا يكتم وليد جنبلاط ما يسرّه حيال الصعوبات التي رافقت ولا تزال مسيرة نجله تيمور الذي شاء والده أن يخلع عباءة الزعامة في حياته ويضعها فوق نجله الذي صار اليوم رئيساً لكتلة "اللقاء الديموقراطي" التي تضم نوّاب الحزب الاشتراكي وأصدقائه. وعندما يفتح الزعيم الاشتراكي قلبه على هذا الموضوع الحسّاس، لا يتأخر دلول في التعليق قائلاً: "وليد بك، ليس تيمور من جاء من غير إرادته إلى زعامة المختارة. والدك رحمه الله، فعل الشيء نفسه بعد مقتل والده، وقبل مرغماً لبس العباءة بإصرار من والدته السيدة نظيرة. وكما كان والدك، كنت أنت كذلك بعد استشهاد والدك ولم تكن راغباً في أن تحل محله. ألا تتذكر عندما ذهبنا برفقتك أنا وعباس خلف إلى الجزائر لكي تلتقي لأول مرة الرئيس هواري بومدين؟ فعندما وصلنا إلى مكان الاجتماع آثرت أن لا تكون أول الداخلين، فما كان من الرئيس الجزائري إلا أن قال لك بالفرنسية، ما معناه بالعربية: "أنت الآن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي". وأظهرت الأيام، أنك كنت خير خلف لخير سلف، إذ نجحت، كما نجح والدك في المهمّة التي أُنيطت بك، على الرغم من أنك ووالدك جئتما على مضض إلى زعامة المختارة. صدّقني، الأمر سيكون مماثلاً مع نجلك تيمور".

وقبل أن يصل الحديث الشخصي إلى نهايته بعد طول تبادله، يعرّج جنبلاط إلى الحديث عن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، وما المعطيات التي انطوى عليها لقاء الأخير في الإمارات أخيراً مع تيمور جنبلاط في حضور النائب وائل أبو فاعور، فيعلق وليد جنبلاط على اللقاء موضحاً أن زيارة رئيس "اللقاء الديموقراطي" والنائب أبو فاعور للإمارات لم تكن من أجل عقد لقاء مع زعيم "المستقبل"، بل من أجل لقاء مع عدد من الشخصيات الدرزية التي تعمل في الإمارات في إطار تقديم دعم للاشتراكي جرياً على عادتها كل عام. وبعد المشاركة في هذه المناسبة، ارتأى تيمور جنبلاط الاتصال بالحريري فكان اللقاء. وما خرج من جنبلاط الشاب بعد هذا اللقاء هو أن "الحريري متشائم ولا يريد العودة إلى لبنان". وبناءً على ذلك راح وليد جنبلاط يتناول الموضوع باستمرار، كما فعل في نهاية الأسبوع الماضي.

ما قاله الأخير قبل أيام: "نقول للشيخ سعد الحريري، بلده لبنان، أن يبقى في المهجر شأنه، لكنه يبقى قطباً أساسياً في المحيط الوطني اللبناني، غيابه عن الساحة لا يفيد، (أنا محله برجع)".

هل سيضع الحريري نفسه مكان جنبلاط فيقرر العودة؟ في معلومات "النهار"، بعد متابعة اللقاء بين جنبلاط ودلول، أن زعيم "المستقبل" لم يقفل الباب نهائياً و"لم يرمِ المفتاح في البحر" كما يُقال، أمام احتمال عودته. وهناك مرحلة من المتابعة الخارجية، لا الداخلية، هي التي ستؤكد أن الحريري راجع، وهو "راجع" إلى بيروت وفق ترجيح أصحاب هذه المعلومات.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار