عراجي: المسؤولية ثلاثيّة... ولا بدّ للناس أن تتشجّع وتتلقحّ!
فالنتينا سمعان - "أخبار اليوم"
وكأنّ "كورونا" أخذت على عاتقها التجدّد سنويًّا... فمع دخولنا العام الثالث لانتشار الوباء ها هو "أوميكرون" يطلّ على العالم وسط مخاوف تتجدّد مع كل متحوّر، وقلقًا يزداد عند المعنيين بمسار الجائحة.
"أوميكرون" متحور خطر و"مرتفع للغاية"، بهذه الكلمات وصفت منظمة الصحة العالمية الوباء الجديد، وحثت في اجتماعها أمس الدول الأعضاء على "الإسراع بتطعيم الفئات ذات الأولوية والتأكد من وضع خطط لتخفيف الأزمة والحفاظ على الخدمات الصحية الأساسية".
هذا عالميًّا، أمّا في لبنان، فلم تعد "كورونا" ذلك الوباء المخيف الذي أحدث ضجّة مع بداية انتشاره، ولم تعد الأرقام الصادرة يوميًّا عن وزارة الصحة تلقى اهتمام اللّبنانيين بعد أن كانوا ينتظرون النتائج "على أعصابهم" ولم تعد الأعداد حديث الساعة، حتى إن اللقاح لم يؤخذ بجدية لدى الكثيرين ممّن رفضوا تلقيه بعيدًا عن تعدّد الأسباب.
إلا أن ذلك لا يعني أن "أوميكرون" ليس وباء بما يحمله من مخاطر، ولا يلغي كون لبنان عضوًا في "الصحة العالميّة"، ما يحتّم عليه الإلتزام بما حذّرت منه والعمل على وضع خطط ذات فعالية، خصوصًا أن تجربته في المتحورات السابقة غير مشجعة.
من هذا المنطلق، جدّد رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي تأكيده أن المسؤولية ثلاثية:
- فردية من حيث التزام الناس بالإجراءات من ارتداء الكمامة والتباعد الإجتماعي وعدم الإختلاط في الأماكن المكتظة،
- مجتمعية أي أنه على البلديات مراعاة حاجات الناس،
- مسؤولية تقع على عاتق الدولة من خلال تطبيق الإجراءات عمليًّا وعدم تركها حبرًا على ورق.
وفي حديث عبر وكالة "أخبار اليوم"، اعتبر عراجي أن الإجراءات ستبقى كما هي باستثناء إجراءات أكثر تشدّدًا في المطار لرصد الحالات الإيجابية ومنها معرفة ما إذا كان المتحور الجديد قد وصل إلى لبنان، كاشفًا عن اجتماع للجنة الوزارية غدًا للتطرّق أكثر الى الموضوع.
وحول فعالية اللقاح تجاه المتحور الجديد، رأى عراجي أن الموضوع لا يزال قيد الدراسة، فما أكدته "الصحة العالميّة" هو أنه سريع الإنتشار، لتبقى مسألتا "شديد الخطورة" و"تهربه من اللقاح" دون أجوبة أكيدة حتى الساعة.
في هذا الإطار، اعتبر عراجي أنه، وفي حال تبيّن أن اللقاح يفقد فعاليته لا بدّ للناس أن تتشجّع وتتلقح، فالنسبة لا زالت منخفضة كثيرًا (35%)، واللقاح سيساهم بالتأكيد في خفض الإصابات وإن بنسب متفاوتة.
وختم عراجي محذّرًا من أنّ القطاع الصحي غير قادر على مواجهة التفشي، ووضع الإستشفاء ليس جيّدًا، فالكثير من الأطباء والممرضين غادروا لبنان، وأقسام عديدة لكورونا أغلقت.