حبيقة: عام من الوجع يفصلنا عن نهاية 2022
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
من يمكّن الفئات الأكثر حاجة من اللبنانيين، من بلوغ الربيع القادم، وهو موعد إجراء الإنتخابات النيابية؟
فحاجات تلك الفئات تزداد يومياً، وهي تستوجب تدخّلاً سريعاً ومباشراً، يؤمّن لها الحاجات الأساسية، خصوصاً على صعيد الرعاية الصحية، والغذائية، وبما هو أبعَد من بعض العناوين العامة، التي لا تعود بالنّفع المباشر عليها.
منفعة يوميّة
فعلى سبيل المثال، لا ننكر أهميّة العمل على توفير الكهرباء للبنان، ولكنّه لا يعود بالمنفعة اليوميّة المباشرة على الفقراء، ولا بدّ من قيام المجتمع الدولي بفصل الأزمة المعيشية والحياتية والإنسانية عن السياسية، للفئات الأكثر حاجة على الأقلّ، وذلك بمعيّة المطالبة بتحقيق تغيير سياسي، وتجديد سلطوي.
نهاية 2022
لفت الخبير الإقتصادي الدكتور لويس حبيقة الى أن "إجراء الانتخابات النيابية في أيار القادم سيكون أفضل من آذار، وذلك لأنه سيعود بالمنفعة على القوى المُعارِضَة، والتي يُعوَّل عليها دولياً لتجديد السلطة، إذ سيُمكّنها ذلك من اكتساب مزيد من الوقت لتجهيز نفسها للإستحقاق هذا، وسيقوّيها في المنافسة مع الأحزاب والقوى التقليدية دائمة الجهوزية لمثل تلك الاستحقاقات، في العادة".
وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "الخير لن يتدفّق علينا بعد الانتهاء من الانتخابات مباشرةً. فبعد "النيابية"، سيكون علينا انتظار تشكيل حكومة جديدة، ومن بعدها إجراء الإنتخابات الرئاسية، وهو ما يعني أن الإقلاع الفعلي بالبلد لن يبدأ قبل نهاية عام 2022 تقريباً".
"موجوع"
وأشار حبيقة الى أنه "لا بدّ من إطلاق البطاقة التمويلية بسرعة، لأنها ستُريح الفئات الأكثر فقراً، ولو بنسبة معيّنة، بموازاة التركيز على طلب مساعدات من الخارج أيضاً، بما يتعلّق بالمواضيع الصحية والغذائية تحديداً. وأعتقد أن لا جهة عربية أو دولية ستُعاملنا بقسوة، إذا طلبنا مساعدات دوائية وطبيّة".
ودعا الى "مراقبة الجمعيات غير الحكومية أيضاً، التي يتوجّب عليها العمل بشكل صحيح، في الظروف الإنسانية المُماثِلَة. فمنذ مدّة ما عدنا نسمع عنها شيئاً، وهو ما يدفعنا الى السؤال، أين هي اليوم؟ وأين الرقابة عليها، خصوصاً بعدما سمعنا أن أموالاً كثيرة دخلت لبنان لصالحها، وبهدف تمكينها من مساعدة الفقراء والمرضى، فأين ذهبت كل تلك الأموال؟".
وختم:"عام من الوجع يفصلنا عن نهاية 2022، مع الأسف. فاللبنانيون كلّهم يتألّمون، ولكن بدرجات، وذلك بين "موجوع شوي"، و"موجوع كثير"، و"موجوع كثير كثير". وبالتالي، يجب تركيز الاهتمام عليهم كلّهم، ولكن بدءاً بالأكثر تألُّماً".