فتوى "المرشد" الإيراني... بين "الحرام" ودخول النار و"حلال" تدمير إسرائيل!؟ | أخبار اليوم

فتوى "المرشد" الإيراني... بين "الحرام" ودخول النار و"حلال" تدمير إسرائيل!؟

انطون الفتى | الأربعاء 01 ديسمبر 2021

درباس: يُتوقَّع الذّهاب نحو مزيد من العقوبات والتضييق

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

عارٌ وأكبر عار، على كلّ من يقبل الجلوس على طاولة واحدة مع إيران، سواء في فيينا أو في سواها.

ففي تلك المفاوضات، لا حاجة للّحاق بالإيرانيّين الى باب دارهم، طالما أن استراتيجيّتهم في مجال "كذّب وسلّيني" مستمرّة، فيما هم يفضحون أنفسهم، وسط تعامٍ دولي عام عن رؤية الحقيقة.

 

قنبلة

فقبل أيام، وخلال مقابلة أُجرِيَت معه، أعلن النائب فريدون عباسي، وهو رئيس البرنامج النووي الإيراني في زمن الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، أن البرنامج النووي كان موجَّهاً نحو صُنع قنبلة.
وأفصح عباسي بوضوح، وبلا أي مُوارَبَة أو خجَل، أن العالِم النووي محسن فخري زاده، الذي اغتيل العام الفائت، عمل على إنشاء منظومة لإنتاج السلاح النووي، رغم فتوى "مرشد الجمهورية الإسلامية" علي خامنئي حول تحريم استعمال أسلحة الدمار الشامل، والتي تحرّم تصنيع قنبلة نووية في إيران.

 

لا ضمانات

وانطلاقاً ممّا سبق، عيبٌ وألف عيب، الاستمرار بالتفاوُض في فيينا، بعد الاعتراف الإيراني الصّريح بالجانب العسكري للبرنامج النووي، والذي لم يتوقّف رغم الفتوى. وهو ما يعني أنه لا بفتوى، ولا بغيرها، يُمكن للبرنامج النووي الإيراني أن يكون سلمياً فقط. كما أنه بفتوى أو من دونها، لا يُمكن الوثوق بإيران، ولا اعتبار الفتاوى الصّادرة عنها بمثابة ضمانة على أي شيء.

 

كيف سمحت؟

وأبعَد من السياسة، نترك "اعترافات" عباسي لحُكم الشّعب الإيراني، وشعوب المنطقة "الولهانة" بإيران، وبـ "وعودها الصّادقة"، وبمصداقيّتها.

فلطالما "طوَشَت" طهران العالم، بأن استخدام السّلاح النووي يُعتبَر بمثابة "الحرام" الممنوع، بموجب الشريعة الإسلامية. فكيف سمحت لفخري زاده بالعمل على إنشاء منظومة لإنتاج سلاح نووي؟

 

تبريرات

وإذا أخبرونا بأن هذه المنظومة النووية مهمّة لضرورات القتال مع إسرائيل، وردعها، وبثّ الرّعب في نفوس حكّامها، فكيف يجوز أن يتحوّل الصّراع معها (إسرائيل) الى سبب يغطّي على ما هو "حرام" أو "حلال" بموجب الشريعة الإسلامية؟ وكيف يُمكن استعمال "الحرام" لتحقيق هدف "حلال"، وهو تدمير إسرائيل وإزالتها من الوجود؟ وهل غاب عن الفكر الديني لحكّام إيران أن استعمال "الحرام"، يُعادل الغرق في المعاصي والخطايا والذّنوب، وفي كلّ ما يجرّ الى استحقاق "الخلود في النّار"، وذلك مهما كثُرَت الشّروحات، والتبريرات، و"لفلفات" الأهداف النّهائية "النّبيلة"؟

وما هو هذا النّظام الإيراني الذي يُدافع عن الله، من خلال "الحرام"، وما يجرّ الى الخلود في النّار؟

 

هدف

لفت الوزير السابق رشيد درباس الى أنه "من الواضح تماماً، ومنذ وقت طويل، أن مفهوم البرنامج النووي الإيراني يستهدف تصنيع قنبلة نووية في النهاية، والدليل على ذلك هو الإصرار الإيراني على الاحتفاظ بنقاط عدّة مُلتبِسَة تصعّب التفاوُض، بالإضافة الى ممارسة إسرائيل كل أنواع العرقلات لطاولة فيينا، بما فيها الاغتيالات، واستعمال الوسائل الإلكترونية لنسف معدّات حسّاسة داخل المنشآت النووية الإيرانية".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "تخوُّف المجتمع الدولي من النوايا النووية العسكرية لإيران، دفعها الى إطلاق شعارات تموّه الجوهر، على مدى سنوات. ولكن الجوهر معروف، وهو تصنيع القنبلة النووية كهدف أساسي للنّظام الإيراني".

 

عالِقَة

وأشار درباس الى أن "المجتمع الدولي من جهته، يحاول التفاوُض مع إيران، رغم معرفته بحقيقة نواياها، وذلك بهدف تأجيل كلّ ما يتعلّق بتصنيعها القنبلة النووية، عبر مسار سلمي. ولكن يبدو أن كل شيء بات مُجمَّداً بنسبة كبيرة، رغم استئناف التفاوُض قبل يومَيْن".

وأضاف:"المفاوضات عالقة في عنق الزجاجة، وهو ما يجعل إسرائيل تهدّد باستعمال القوّة، أكثر من السابق. فضلاً عن أنه بعدما كانت اللّهجة الأميركية مُهادِنَة قبل أشهر، نلاحظ أن المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي نفسه، يتقصّد إطلاق تصريحات أشدّ حزماً منذ أسابيع، وذلك رغم أنه من كبار دُعاة التسويات مع طهران. ومن هنا، يُتوقَّع الذّهاب نحو مزيد من العقوبات والتضييق".

 

بحسب الظروف

وردّاً على سؤال حول الجانب الدّيني المُرتبط بإصدار فتوى إيرانيّة، والعمل الإيراني بما يُعاكسها، أجاب درباس:"لا توجد مواقف قاطعة وجازمة، وخارجة عن إمكانيّة إدخال أي تغيير أو تعديل عليها، حتى ولو كانت صادرة في فتاوى. وهو ما يعني أن الأحكام تتغيّر بحسب كل ظرف ومكان وزمان".

وختم:"لطالما لاحظنا أن الإيرانيين يُعلنون التزامهم بشيء، ليقوموا بممارسات أخرى تناقضه. وبالتالي، يجب دائماً الخروج من الإطار الظّاهر الذي يتحدّثون عنه، لصالح النّظر الى الإجراءات المتوفّرة بين أيديهم على الأرض. وهذا ما يجعل الفتاوى الصادرة عنهم، نفسها، قابلة للتغيُّر".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار