تقام الحفلات يومي غد وبعد غد
عام 2011، ولدت "أدونيس". هي فرقة لبنانية رباعية (تضم حالياً كلاً من أنطوني خوري وجوي أبو جودة ونيكولا حكيم وجيو فيكاني) لاقت إقبالاً كبيراً على مواقع الانترنت، الأمر الذي جعلها ترتقي لتتصدَّر مهرجانات رئيسيَّة في لبنان ولعالم العربي. أغانيها لمست حياة المواطن العادي اليومية وتناولت قضاياه العاطفية والاجتماعية والسياسية ببساطة الكلمات، فوصل صوتها إلى كثيرين، من دون تكلف أو تصنُّع.
عام 2019 قامت ادونيس بجولتها الأوروبية الأولى منذ انطلاقتها وشملت حينها برلين ولندن وباريس. وها هي اليوم تعود مجدداً الى العاصمة الفرنسية لتقدم ثلاث حفلات في معهد العالم العربي غداً الجمعة (حفلة واحدة) وبعد غد السبت (حفلتان)، وذلك في إطار مهرجان Arabofolies المستمر حتى 12 كانون الاول الجاري.
"أدونيس" ليست كنظيراتها من الفرق البديلة اللبنانية التي غنت أعمالاً عاطفية متمردة، فهي لا تغني أغاني حب محرمة اجتماعياً كأغاني "مشروع ليلى" التي أشعلت ثورة في الأغنية العربية، ولا تستخدم مصطلحات وتعابير جريئة ومشاكسة كما تفعل فرقة "مين". اول إصدارات الفرقة كان ألبوم "ضو البلدية" عام 2011، تلاه ألبوم "من شو بتشكي بيروت" عام 2013. وقد برزت "أدونيس" في ألبومها الثالث "نور" الذي أصدرته عام 2017، وتعاونت فيه مع المنتج والموزع الموسيقي جان ماري رياشي، لتدخل النبضات الإلكترونية في نكهتها الموسيقية الخاصة. أما ألبومها الرابع فحمل عنوان "12 ساعة" وأطلقته الفرقة في صيف 2019 على مسرح مهرجان جونيه. هذه السنة، احتفلت الفرقة اللبنانية بعيد ميلادها العاشر، مع إطلاق ألبومها الخامس "أعداء" الذي يضم 11 أغنية تحمل كل منها قصة مختلفة، من بينها "الآتي أعظم" و"منو إنت" و"محرمة".
وقد غيرت "أدونيس" أسلوبها الموسيقي كلياً في الألبوم الجديد مع اتباعها مسار "التجديد الإبداعي" في فكرة الكليبات نفسها، حيث خاضت خلالها غمار مغامرة الاعتماد على "الجرافيك" في تجسيد حالة فترة الثمانينات، وخطفت بها ذكريات المستمعين لأيام الطفولة، وانتشار ألعاب الفيديو جيمز بشكلها القديم، وألعاب "السيجا" وغيرها، لتأخذهم في رحلة لملكوت الذكريات في عالم ما قبل اندلاع فتيل الثورة الرقمية وعالم السوشيال ميديا، مع لعبها على وتر العاطفة، بمزج كلماتها بين الرومانسية والواقعية.
ويقول أنطوني خوري (مغني الفرقة وكاتب الأغاني) إن الألبوم يحكي قصة عشق بين شخصيتين وهميتين، تنمو بينهما مشاعر الحب وتتطور حبكة القصة من أغنية لأخرى، مع اللعب على وتر الصداقة والعنفوان والحنين والنوستالجيا، حتى انفصالهما واتجاه كل شخص منهما في طريق حياته، ويجد راوي الحكاية الحب مع فتاة أخرى ويعيش بسعادة أو هكذا كان يظن، ويصارع ذكريات الماضي في كل لحظة تفكير سارحة قبل النوم، أو خلال كتابته أغنية جديدة، ويظل يومياً في حرب عاطفية مع مشاعره الدفينة، يقينًا منه أنه لا يستطيع الانتصار. كل أغنية من "أعداء" تكشف مرحلة محددة من العلاقة العاطفية، وتؤرشف من ناحية أخرى محطة مهمة من رحلة أدونيس الموسيقية كفرقة.