من أطفال التلقيح الاصطناعي الى الغاز... أسلحة روسيا في مواجهة الغرب! | أخبار اليوم

من أطفال التلقيح الاصطناعي الى الغاز... أسلحة روسيا في مواجهة الغرب!

انطون الفتى | الخميس 02 ديسمبر 2021

نادر: تركّز على زيادة نسبة الولادات الروسية أوّلاً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

اللّعبة التي تخشاها روسيا، تلعبها هي نفسها في الملاعب الأوروبية. والسلاح الذي يُخيفها، هو نفسه الذي ترفعه في وجه الـ "القارة العجوز".

فروسيا تواجه أزمة تناقص في عدد سكانها، قادرة على أن تتحوّل الى خطيرة، في وقت تمتلك فيه المساحة الجغرافية الأكبر حول العالم. وهي وصلت من جراء تلك الأزمة الى حدّ البحث المستمرّ بمخصّصات إضافية للأُسَر التي تُنجِب أكثر، وصولاً الى تخصيص تمويل حكومي للإنجاب بموجب عمليات التلقيح الاصطناعي، وذلك منذ سنوات.

 

أرض الفُرَص؟

ولكن رغم بعض الأصوات المُطالِبَة بحلّ هذه الأزمة من خلال اجتذاب بعض المهاجرين من الخارج، ووضع خطط تحفيزية لذلك، إلا أن أصواتاً أخرى تحذّر من حصول ذلك، خصوصاً أن سدّ بعض أنواع العجز الموجود في سوق العمل الروسي قد يتطلّب تدفّق أعداد هائلة من المهاجرين الى الأراضي الروسية، في وقت أنها (روسيا) ليست أرض الفُرَص والأحلام، لا في ما يتعلّق بسوق العمل، ولا على المستوى الإقتصادي العام.

 

دول الجوار

فضلاً عن أن سياسات اجتذاب المهاجرين من بعض دول الجوار الروسي، كدول آسيا الوسطى مثلاً، قد تفتح على موسكو باب جهنّم إثارة المشاعر القومية، وهو ما لن تخاطر بحدوثه، لا سيّما أن شعبها ليس مُعتاداً على الانسجام مع اللاجئين، على غرار الشّعوب الأوروبية.

 

ابتزاز

ورغم المشاكل الروسية على هذا الصّعيد، نجد أن موسكو تُساهم في العمل على تدفّق اللاجئين الى أوروبا، التي تحتاج بدورها الى زيادة أعداد سكان دولها، ولكن من ضمن الحفاظ على الاستقرار، والنّسيج الاجتماعي الأصلي.

فبعد بيلاروسيا مؤخّراً، هدّد نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الولايات المتحدة وأوروبا بزيادة تدفق اللاجئين من بلاده، إذا لم تدعما الحكومة الجديدة التي يقودها الجيش. وهو كلام وضعه محلّلون في إطار الابتزاز، بتحريض من الروس الذين يرغبون بتوسيع النّطاق الجغرافي المُقلِق لأوروبا والغرب، بالاعتماد على ما لروسيا من شبكات معقّدة ومتعدّدة الأوجُه، في عدد من البلدان، ازدادت خلال السنوات الأخيرة.

 

تحدّي

أوضح الخبير الاستراتيجي الدكتور سامي نادر أن "المساهمة الروسية في تدفّق اللاجئين الى الداخل الأوروبي، وهم من جنسيات وأديان مختلفة، هي محاولة لزعزعة استقرار أوروبا، كردّ على التمدّد الأوروبي في العالم، الذي تنظر إليه موسكو كأكبر تحدٍّ لها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "روسيا تنظر الى الفضاء الأوروبي كمُلحَق لها، وهي لا ترغب بأن يكون إطاراً يتحدّى نفوذها الدولي. ولذلك، هي تحاول دائماً أن تفكّكه، وبطُرُق عدّة، منها الدعم الروسي لليمين الأوروبي المتطرّف، وزيادة تدفّق اللاجئين بما يؤسّس لمشاكل داخل المجتمعات الأوروبية".

 

الغاز

وأشار نادر الى أن "روسيا لا تستقبل لاجئين، منعاً لأن يتسبّب ذلك بمشاكل عدم استقرار داخلي لديها. فهؤلاء يأتون من بلدان مختلفة، وأديان مختلفة، ولا يندمجون في المجتمعات التي يدخلونها، كما يجب. فضلاً عن أن روسيا التي واجهت التحدّي الإسلامي في الشيشان، لن تسهّل اللّجوء لكمّ هائل من المسلمين إليها، وإلا فإنها ستقع تحت خطر كبير".

وأضاف:"تركّز موسكو في سعيها لرفع عدد سكانها، على زيادة نسبة الولادات الروسية أوّلاً، وتسهيل استقبال بعض أنواع المهاجرين، وهم من البيض تحديداً، وربما من الجوار الأوكراني الموالي لروسيا مثلاً. ولكن رفع نِسَب الولادات الروسية يقع أيضاً تحت رحمة تحدّي صعوبة تحقيق رخاء اقتصادي، مع توفير الطعام الكافي، والنّظام التربوي السليم، والرعاية الصحيّة اللازمة".

وختم:"التحدّي الإقتصادي الهائل هو أبرز ما يعترض روسيا، ومن هنا نجدها تتّكل على الغاز، وعلى معارك تخوضها من أجل تأمين الاستمرارية لخطّ "نورد ستريم 2". فجزء مهمّ من أسباب الضّغط الروسي على أوروبا، من خلال أزمة اللّجوء من حين الى آخر، وعلى الولايات المتحدة الأميركية في الملف الأوكراني، يعود الى خطّ الغاز هذا".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار