"التيار" خارج النقابات والجامعات... هل دخل زمن الأفول السياسي؟ | أخبار اليوم

"التيار" خارج النقابات والجامعات... هل دخل زمن الأفول السياسي؟

| الجمعة 03 ديسمبر 2021

دعم ماليّ تحصل عليه القوات ويسمح لها بتسجيل عدد كبير من الطلاب

 "النهار"- اسكندر خشاشو


أُنجزت أغلبية الاستحقاقات النقابية والطلابية هذا العام، وأفرزت واقعاً مختلفاً عن العام الماضي من حيث عودة الأحزاب إلى لملمة صفوفها والانخراط في هذه العمليات، ولو بطريقة خجولة.

حازت هذه الاستحقاقات اهتمامات الرأي العام، نظراً لقرب تاريخها من الانتخابات النيابية، ما جعل البعض يرى فيها إشارات عن الواقع الانتخابي الكبير، الذي من المفترض أن يشهده لبنان بعد أشهر قليلة.

وبدا لافتاً من خلال هذه المعارك الانتخابية غياب "التيار الوطني الحر" عن أغلبيتها، بعدما كان لسنوات رأس حربة فيها، خصوصاً على مستوى النقابات الكبيرة كالمحامين والمهندسين، أو الجامعات الخاصة كاليسوعية واللبنانية - الأميركية، والأميركية.

وبالعودة سنوات إلى الخلف، إلى نقابة المحامين، لم يمرّ مجلس نقابة واحد إلّا وضمّ عضوين أو أكثر، إضافة إلى تأثير كبير على موقع النقيب للتيّار الوطنيّ الحرّ، ومثلها نقابة المهندسين، ونقابة الأطباء حيث يحتفظون بمواقعهم فيها حتى اليوم. ولم يكن هناك معركة طالبيّة لم يكن التيار الوطنيّ الحرّ طرفاً فيها.

بعد حراك تشرين 2019، الذي أصاب الأحزاب السياسية جميعها، انكفأت الأحزاب عن الواجهة، وأخفت جروحها البليغة بالمقاطعة والابتعاد عن الاستحقاقات، خوفاً من انكشاف التراجع الذي حلّ بها. وفي هذ العام، عادت الأحزاب إلى الواجهة، وخاضت الانتخابات، إمّا بطريقة علنيّة وإمّا بطريقة مستترة، تحت شعار المستقلّين، وبقي الغائب الأبرز "التيار الوطني الحرّ"، الذي تجنّب خوض هذه المعارك بالطريقتين، إلا في أماكن قليلة ومحدودة كبعض الكليّات في الجامعة اليسوعيّة. أمّا المعركة الوحيدة التي خاضها التيّار بطريقة مستترة فهي نقابة المحامين عبر المحامي فادي بركات، والتي لم تتكلّل بالنجاح فمُنِيَ الحزب بنكسة.

وفي هذا السياق، يعترف مصدر قيادي في "التيار" بالتراجع الذي حلّ عندهم، مُرجعاً الأمرَ إلى الضغط السياسي والإعلامي والهجمة "الكونيّة"، التي يشهدها الحزب من الجميع، في الداخل والخارج. وبالطبع، هذا الأمر كان له تأثير على فئة الشباب، خصوصاً الطلاب الذين انجرفوا بـ"الموجة السائدة".

في المقابل، يرى أنّ الهجمة الكبيرة تمّ احتواؤها بأقلّ أضرار ممكنة، وبدأت الأمور تعود إلى طبيعتها بعدما انكشف الكثير من الأمور، وظهرت الدوافع للحملة علينا والذين يقفون وراءها؛ هذا بالإضافة إلى إعادة قراءة سياسيّة تتماشى مع الواقع الجديد من دون التخلّي عن الثوابت.

ويشدّد المصدر على أنّ الانتخابات الطالبيّة تجري في عدد قليل من الجامعات، وجميع الأحزاب انكفأت عنها.

أما بالنسبة إلى جامعة اللويزة، واللبنانيّة - الأميركيّة، التي خاضتها القوات بهويّة واضحة فلم تكن إلا في معقل لها، حيث كانت تفوز في انتخاباتها منذ سنوات طويلة. أمّا في اليسوعية فحصل نوع من التراجع، نعمل على دراسة أسبابه ومعالجته.

وتغمز المصادر من قناة "القوات" بالإشارة إلى دعم ماليّ، تحصل عليه، يسمح لها بتسجيل عدد كبير من الطلاب، إضافة إلى المساعدات الماديّة واللوجستيّة التي تدعم بها الطلاب؛ وهذا له تأثير في هذه الأيام، وما يسري على "القوات" يسري أيضاً على بعض مجموعات المجتمع المدني، التي تتمتّع بتمويل كبير له تأثيره في الجامعات. لكن جميع هذه الامور لا تُشكّل رأياً عامّاً.

أما على مستوى النقابات، فترفض المصادر أن يكون هناك تراجع للتيّار. ففي السابق كان "التيار" يخوض الانتخابات ضمن تحالف حزبيّ واضح، مؤلّف من قوى 8 آذار مجتمعة، مقابل تحالف حزبيّ واضح أيضاً، مؤلّف من قوى 14 آذار؛ وهذا ما كان يضعنا في الواجهة لكوننا الفئة الأكبر والأكثر تمثيلاً ضمن هذه القوى. أمّا في الانتخابات الأخيرة فجميع الأحزاب انكفأت، ولم تخض الانتخابات بصفة حزبيّة، كما أن التحالفات تفتّت، وأصبحت كلّ مجموعة تخوض الانتخابات منفردة، ما أظهرنا بهيئة المتراجعين.

وتضيف المصادر بأنّ التيار اتّخذ في هذه السنة قراراً بعدم المشاركة رسمياً بالترشّح للنقابات، وتركنا للأعضاء والمناصرين حريّة الترشّح وانتخاب مَن يَرونَه مناسباً لمهنهم، وهذا ما فعلته أغلبيّة الأحزاب.

في المقابل، تُدلّل المصادر على تأثيرها الذي لا يزال قويّاً على مستوى النقابات. ففي نقابة المحامين، وبالرغم من اللغط الذي حصل بالنسبة إلى المحامي فادي بركات، نظراً إلى القرار المتّخذ، وإصراره على الاستمرار في المعركة، فقد حصل على أكثر من ألف صوت، أغلبيّتهم السّاحقة من "التيار الوطني الحرّ" فيما لم يحصل عدد كبير من المرشّحين الذي ركبوا الموجة، ورافقوا ترشّحهم بحملات إعلاميّة هائلة، على نصف عدد أصواته. هذا كلّه بالإضافة إلى دعم النقيب الحالي غير البعيد منّا، والذي حظي أيضاً بدعمنا في الانتخابات السابقة بوجه ملحم خلف. وقد يكون في باب الاحتمال أن "العونيّين" لو تمنّعوا عن وضع ثقلهم مع ناضر كسبار لكان فاز عليه مرشّح القوات اللبنانية، وهذا كلّه يُظهر وجودنا الفاعل في النقابة.

وتتطرّق المصادر في حديثها إلى انتخابات نقابة الصيادلة حيث كان للتيار دور فاعل وكبير، و"كنّا المساهمون الرئيسيّون في فوز لائحة جو سلوم في المرحلة الأولى، إضافة إلى دعم مرشّح المجتمع المدني في المرحلة الثانية، ما جعله منافساً شرساً على مركز النقيب، في حين أن الجميع يعلم، أنّه لو اتّكل فقط على أصوات المجتمع المدني لكان بعيداً من المنافسة".

وتختم المصادر حديثها بتأكيد أن هذه المعرك الجانبيّة لن يكون لها أيّ تأثير على الانتخابات النيابية، التي ستشهد مفاجآت كبيرة بحجم "التيار"، متوعّدة مَن ينتظر التراجع بأنّه سيُصدم ليلة صدور النتائج، لأن الأرقام والدراسات، التي ترد إلى المعنيين في التيار، جميعُها مشجّعة، وتظهر عدم تراجعه في عدد كبير من الأقضية.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار