ماكرون... وزير خارجية لإيران برتبة رئيس لفرنسا وإسرائيل لا تثق به! | أخبار اليوم

ماكرون... وزير خارجية لإيران برتبة رئيس لفرنسا وإسرائيل لا تثق به!

انطون الفتى | الثلاثاء 07 ديسمبر 2021

مصدر: فرنسا وحدها غير قادرة على أن تغيّر المعادلة واللعبة بين تل أبيب وطهران

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بمعزل عن شكر البعض للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على مساعيه، سواء تلك التي قام بها من أجل لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت العام الفائت، أو على المستوى الإقليمي العام، إلا أن لا بدّ من الإشارة الى أنه مع احترامنا الكامل لباريس، لا يليق برئيسها أن يلعب دور وزير الخارجية، لا لإيران، ولا للبنان، ولا لأي جهة إقليمية أخرى، لا في منطقة الشرق الأوسط، ولا في سواها.

 

"داخل الدّاخل"

صحيح أن الرئيس الفرنسي يبحث عن تحقيق مكاسب لفرنسا، قبل أي شيء آخر. ولكن من السذاجة الاعتقاد أنه بإمكان ماكرون "شراء" النّاخب الفرنسي في "رئاسية 2022"، من خلال توسيع مساحات اللّعب الفرنسي في الملفات الدولية فقط، أو عبر تأمين فرص العمل لآلاف الفرنسيين، من جراء بعض الصّفقات التي يبرمها (ماكرون) في الخليج، أو في أي مكان آخر حول العالم.

فهذه الأمور، وإن كانت مهمّة، إلا أنها لا تحلّ مكان ما يحصل في خفايا "داخل الدّاخل" العميق للبلدان، والتي لا تفهمها إلا شعوبها وحدها. وهذا الداخل يبقى هو المحرّك الأساسي لنتائج أي استحقاق انتخابي.

 

"جسر هدوء"

في أي حال، نعود الى منطقتنا، حيث ننظر بأسف شديد الى فرنسا - ماكرون، الآخِذَة في التحوّل من قوّة دولية تأتي إلينا، الى ما يُشبه راعية مصالح، أو رئيسة ديبلوماسيّة بعض القوى الإقليمية، وعلى رأسها إيران، بما يجعل من ماكرون وزيراً لخارجية برتبة رئيس. وهذا مُؤسِف بالفعل.

فماكرون يضيّع وقته، ويأخذ من وقتنا، بما "يرقّع" من خارج أي حلّ فعّال، فيما هو عاجز عن إرساء التهدئة الإقليمية المطلوبة، من خلال "جسر هدوء" بين إسرائيل وإيران.

 

شكليّة

فنسبة مهمّة من الصّراعات الإقليمية، تعود الى الحروب والمعارك على خطّ تل أبيب - طهران. وإذا لم ينجح ماكرون، بمدّ جسور من التهدئة على هذا الخطّ، فهذا يعني أن كلّ مساعيه في الملفات الإقليمية، ستجد المصير نفسه، وهو الإخفاق، والفشل، والمزيد من الفشل.

وهذا كلّه، على وقع بعض "الإيجابيات الشكلية"، التي تشتري صورة مُلمَّعَة، توضَع على جدران منازل شعوب تموت جوعاً وفقراً ومرضاً، في منطقة هي من الأسوأ حول العالم، على مستوى نتائج الصّراعات والحروب فيها.

 

عاجزة

أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أنه "من خارج إيجاد خطّ من التهدئة بين إسرائيل وإيران، فإن لا ملف إقليمياً سيعرف الهدوء. ولكن فرنسا وحدها غير قادرة على أن تغيّر المعادلة واللعبة بين تل أبيب وطهران".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "يُمكن لباريس أن تكون وسيطاً خفيفاً، أو "ناقل رسائل"، على خطّ واشنطن - تل أبيب - طهران. ولكنّها (باريس) عاجزة عن إحداث تغيير في المعادلات، وعن الدّخول المباشر فيها".

 

لا قيمة

ودعا المصدر الى "انتظار المجالات المُمكنة للتهدئة على الخطّ الإسرائيلي - الإيراني، من جراء المفاوضات النووية في فيينا. ولكن نتائج تلك الأخيرة لا تزال بعيدة، ولا مجال لأي شيء بلا اتّفاق أميركي - إيراني".

وأضاف:"ماكرون ليس عامل ثقة بالنّسبة الى إسرائيل. وهي لن توافق على أي دور يُمكنه أن يقوم به بينها وبين إيران، خصوصاً إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية ترفض توسيع الأدوار الفرنسية في الشرق الأوسط، لتشمل ما يتعلّق بالملفات الإسرائيلية".

وختم:"كل ما سبق يؤكد أنه لا يمكن لماكرون أن "يسيّل" تهدئة إسرائيلية - إيرانية، على أرض الواقع، لا سيّما أن لا قيمة لأي هدوء، إذا خرج من الأيدي الأميركية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة